10 دقائق فقط بعد الغداء.. عادة بسيطة تتفوق على المكملات الغذائية
في عالمٍ يزخر بالمكملات الغذائية و"الحلول السريعة" التي تباع بوصفها معجزات للصحة واللياقة، يبدو أن أحد أقوى العلاجات الطبيعية وأكثرها فاعلية كان على بُعد خطوات قليلة طوال الوقت.
فقد أثار مقطع فيديو رائج مؤخرًا نقاشًا واسعًا، بعدما أكد أن المشي لمدة عشر دقائق فقط بعد الغداء قد يكون العادة الصحية الأكثر تأثيرًا في تحسين مستويات السكر في الدم، والهضم، والمزاج، والرغبة الشديدة في تناول الطعام متفوقًا بذلك على كثير من المكملات المتاحة دون وصفة طبية.
ورغم أن فوائد المشي معروفة منذ عقود، إلا أن الدراسات الحديثة بدأت تلقي الضوء على ما يمكن وصفه بـ"سحر المشي القصير" بعد الوجبات مباشرة، ولا سيما بعد الغداء.
وتوضح الدراسات الطبية أن المشي brisk لمدة عشر دقائق فقط قادر على خفض مستويات السكر في الدم فورًا، إذ يدفع العضلات لاستخدام الجلوكوز بكفاءة أكبر.
وأكدت الدراسات الطبية : "عندما نمشي، يقوم الجسم بسحب السكر من مجرى الدم مباشرة لتغذية العضلات و يحدث هذا التأثير في الحال تقريبًا، ولهذا السبب فإن المشي لمدة 10 دقائق فقط قد يكون أسرع من معظم المكملات الغذائية التي يحتاج الجسم أيامًا أو أسابيع للاستفادة منها."
هذا يعني أن الروتين اليومي البسيط، وليس الحبوب أو المساحيق، قد يصبح أقوى أدوات تحسين الصحة.
تخفيف الخمول بعد الظهر
الشعور بالنعاس أو الثقل بعد الغداء أمر شائع لدى كثيرين، وينتج غالبًا عن تقلبات سكر الدم.
وتشير إلى أن المشي بعد الوجبة يساعد على تسطيح منحنى السكر، ما يمنع الارتفاع والانخفاض الحاد اللذين يسببان خمولا شديدًا.
وتضيف: "المشي بعد الأكل يساعد على استقرار سكر الدم، وهذا يعني أنك لن تشعر بتلك النعسة الثقيلة الساعة الثالثة عصرًا."
ولمدة عشر دقائق فقط، يبدأ الجهاز الهضمي في العمل بفعالية أكبر، وتزداد الدورة الدموية، ويرسل الجسم إشارات للدماغ ليبقى يقظًا، إنها أشبه بـ"إعادة تشغيل" ناعمة للجسم.
التغلب على الرغبة الشديدة
الرغبة المتكررة في تناول الطعام، سواء كانت حلويات أو وجبات مالحة، غالبًا ما ترتبط بتقلبات سكر الدم وبإشارات هرمونات الجوع، وفي حين تعد المكملات بالتحكم في الشهية، فإن المشي يعالج السبب الجذري.
المشي لعشر دقائق بعد الغداء يمكن أن:
يقلل الرغبة في تناول الأطعمة السكرية أو المالحة
يعزز الشعور بالشبع لفترة أطول
ينظم هرمونات الجوع مثل الغريلين
يقلل الرغبة المرتبطة بالتوتر والانفعال
وتوضح: "ممارسة أي نشاط خفيف بعد تناول الطعام تساعد الجسم على التعامل مع الوجبة بكفاءة، مما يمنع الرغبة الشديدة لاحقًا."
تحسين المزاج فورًا
كم منا يلجأ للمكملات مثل المغنيسيوم أو فيتامينات ب على أمل تحسين الحالة النفسية؟ الواقع أن عشر دقائق من المشي قد تكون أكثر فاعلية من كثير من هذه المنتجات.
فالمشي، بحسب الخبراء، يرفع مستويات الأكسجين في الدم، ويحفّز إفراز الإندورفين ويخفض هرمون التوتر الكورتيزول وهي تركيبة مثالية لصفاء الذهن وتحسين المزاج. كما يعزز التعرض لأشعة الشمس إنتاج السيروتونين، مما ينعكس إيجابًا على الصحة النفسية على المدى الطويل.
دعم إدارة الوزن وتنشيط التمثيل الغذائي
تكشف الدراسات الطبية أن المشي القصير المتكرر يعزز ما يُعرف بـ NEAT، أي السعرات التي يحرقها الجسم خلال الأنشطة اليومية غير الرياضية،وهذا النوع من الحرق هو ما يُبقي عملية الأيض نشطة طوال اليوم.
واذا مشيتَ عشر دقائق بعد كل وجبة، فهذا يعني 30 دقيقة يوميًا من الحركة دون أن تشعر أنك تمارس رياضة.
مع الوقت، يمكن لهذه العادة أن تساهم في فقدان الوزن، وتقليل دهون البطن، وتحسين الصحة الأيضية."
هذه العادة مناسبة للجميع تقريبًا، سواء كان الشخص منشغلًا بالعمل، أو يعيش روتينًا منزليًا مزدحمًا، أو يعاني من محدودية في الحركة، فهي لطيفة على المفاصل، خالية من أي آثار جانبية، وتبدأ نتائجها فورًا.



