هرمون الكورتيزول أو التوتر .. متى يبلغ ذروته ومتى يصبح خطرًا؟

يعرف الكورتيزول بأنه "هرمون التوتر" في الجسم، إذ يلعب دورًا محوريًا في إدارة الضغوط وتنظيم الطاقة وضغط الدم والالتهابات.
ويرتفع هذا الهرمون بشكل طبيعي في ساعات الصباح الأولى، بما يتماشى مع إيقاع الساعة البيولوجية، ليُساعد الجسم على اليقظة والانطلاق في بداية اليوم.

لكن، وفقًا للأطباء، فإن استمرار ارتفاعه بشكل غير طبيعي قد يشير إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم طبي.

متى يصل الكورتيزول إلى أعلى مستوياته؟

يقول الدكتور ريتشارد سيجل، أخصائي الغدد الصماء : "الكورتيزول هو ما يساعدنا على الاستيقاظ صباحًا، فهو يحفز الطاقة ويزيد من اليقظة".

وتشير الأبحاث إلى أن مستويات الكورتيزول تبلغ ذروتها بعد 30 إلى 45 دقيقة من الاستيقاظ، فيما يُعرف بـ"استجابة استيقاظ الكورتيزول"، حيث ترتفع المستويات بنسبة تتراوح بين 50% إلى 150% مقارنة بوقت النوم.

لكن ليس الجميع يمر بهذه الاستجابة اليومية؛ فالأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبات الليلية أو يعانون من اضطرابات النوم قد تتعطل لديهم هذه الدورة الحيوية.

وبعد ذروة الصباح، تبدأ مستويات الكورتيزول بالانخفاض تدريجيًا خلال اليوم، لتصل إلى أدنى مستوى لها عند منتصف الليل أثناء النوم، قبل أن تبدأ بالارتفاع مجددًا حوالي الساعة الثالثة فجرًا استعدادًا ليوم جديد.

ارتفاعات مؤقتة أثناء التوتر أو المرض

لا يقتصر ارتفاع الكورتيزول على الصباح فحسب، إذ يمكن أن يقفز مستواه خلال اليوم استجابةً للتوتر الجسدي أو النفسي، في ما يعرف بـ"استجابة القتال أو الهروب".
في هذه الحالة، يمدّ الكورتيزول الجسم بطاقة إضافية من الجلوكوز والأحماض الدهنية لمواجهة الموقف الضاغط.

كما يمكن أن يزداد أيضًا أثناء المرض أو العدوى، لدعم الجهاز المناعي وتعزيز مقاومة الجسم.

متى يشير ارتفاع الكورتيزول إلى مشكلة صحية؟

يحذر الأطباء من أن استمرار ارتفاع الكورتيزول لفترات طويلة قد يكون مؤشرًا على توتر مزمن أو حالة طبية كامنة مثل متلازمة كوشينغ، أو نتيجة لاستخدام الستيرويدات بجرعات عالية.

ويؤدي ذلك إلى مجموعة من الأعراض المميزة تشمل:

زيادة في الوزن مع نحافة الأطراف

وجه ممتلئ ومستدير

تراكم الدهون في مؤخرة الرقبة أو بين الكتفين

ظهور كدمات بسهولة

خطوط أرجوانية على البطن أو الفخذين أو الذراعين

ضعف في العضلات

وفي حال ظهور هذه الأعراض، يُنصح بمراجعة الطبيب لإجراء فحص الكورتيزول وتقييم الحالة بدقة.

كيف تحافظ على توازن هرمون الكورتيزول؟

توضح الدكتورة مونيكا فلوريس، أخصائية الغدد الصماء ، أن نمط الحياة الصحي هو المفتاح للحفاظ على دورة الكورتيزول الطبيعية، مشيرة إلى أن: "النوم الجيد، والنظام الغذائي المتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، تساعد على استقرار مستويات الكورتيزول ومنع اضطرابها".

ويُعد ارتفاع الكورتيزول لفترات قصيرة جزءًا من استجابة الجسم الطبيعية للتوتر، لكن عندما يتحول إلى حالة مزمنة، فقد يسبب مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن واضطرابات النوم.

يُعد الكورتيزول أحد الهرمونات الحيوية التي تحافظ على توازن الجسم واستجابته للتوتر.
وارتفاعه في الصباح أمر طبيعي وضروري لبدء اليوم، لكن استمرار مستوياته المرتفعة لفترات طويلة يستدعي الانتباه واستشارة الطبيب لتجنب أي مضاعفات محتملة.