دهون البطن.. معركة صامتة تخوضها أجسامنا يوميًا وهذه أسباب صعوبة التخلص منها

بالنسبة للكثيرين، تعد منطقة البطن الأكثر عنادًا في مقاومة فقدان الدهون، حتى مع الالتزام بالتمارين المنتظمة والنظام الغذائي المتوازن.
وبينما يبدو الأمر أحيانًا وكأنه مسألة مجهود أكبر، إلا أن الحقيقة تكمن في فهم العوامل الخفية التي تتحكم في تخزين الجسم للدهون وحرقها.
يستعرض موقع تفصيلة 9 أسباب رئيسية تجعل التخلص من دهون البطن تحديًا مستمرًا:
1. السعرات الحرارية الصامتة
حتى الأنظمة الصحية قد تُفشل الجهود عند تجاهل كميات الطعام. فبعض الأطعمة مثل زبدة الفول السوداني والجرانولا والعصائر وصلصات السلطة تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة يصعب ملاحظتها، مما يؤدي إلى فائض غير مقصود من الطاقة في الجسم.
مراقبة الاستهلاك اليومي تساعد على اكتشاف تلك السعرات “المخفية” وتقليلها.
2. التوتر المزمن وارتفاع الكورتيزول
يعرف الكورتيزول باسم "هرمون التوتر"، وعندما يظل مرتفعًا لفترات طويلة، يدفع الجسم لتخزين الدهون في منطقة البطن كآلية بقاء.
غير أن التوتر المستمر يجعل هذه الآلية عبئًا صحيًا.
يسهم التأمل واليوغا والتنفس العميق في خفض مستويات الكورتيزول وتحفيز حرق الدهون.
3. قلة النوم
النوم ليس رفاهية، بل ضرورة لتنظيم الهرمونات.
قلة النوم تعطل عمل هرموني اللبتين والغريلين المسؤولين عن الشبع والجوع، ما يجعل الجسم ينجذب نحو الأطعمة السكرية والدهنية، ومع مرور الوقت، يُصبح التخلص من الدهون أكثر صعوبة.
4. الإفراط في السكر والكربوهيدرات المكررة
السكريات والمعجنات والمشروبات الغازية ترفع مستويات الأنسولين في الدم، وهو الهرمون الذي يحفز تخزين الدهون ويمنع تكسيرها.
استبدالها بالألياف والحبوب الكاملة والفواكه يعيد التوازن لحساسية الأنسولين ويقلل الدهون الحشوية.
5. تجاهل تمارين القوة
التركيز فقط على تمارين الكارديو يفقد الجسم فرصته في بناء العضلات، وهي نسيج نشط يستهلك طاقة حتى في وضع الراحة. تُعزز تمارين المقاومة الأيض وتُساعد على شد محيط الخصر مع الوقت.
6. اختلال التوازن الهرموني
تتحكم الهرمونات مثل الإستروجين والتستوستيرون وهرمونات الغدة الدرقية في مكان وكيفية تخزين الدهون.
النساء في مرحلة ما قبل أو بعد انقطاع الطمث، والرجال الذين يعانون من انخفاض التستوستيرون، يواجهون صعوبة أكبر في فقدان دهون البطن.
التشخيص المبكر والعلاج الطبي يمكن أن يحدث فرق كبيرًا.
7. عدم انتظام الروتين
الاتساق هو مفتاح النجاح في فقدان الدهون، فالتنقل بين الحميات أو تخطي الوجبات أو اضطراب النوم يُربك الجسم ويبطئ الأيض.
الالتزام بروتين غذائي ورياضي منتظم، ولو بسيطًا، يحقق نتائج ملموسة على المدى الطويل.
8. الجلوس الطويل وقلة النشاط
نمط الحياة الخامل يُثبط إنزيمات حرق الدهون ويُبطئ الدورة الدموية.
الجلوس لفترات طويلة يعيق الجسم عن استهلاك الطاقة. لذا، يوصي الخبراء بالوقوف أو المشي لبضع دقائق كل ساعة لتنشيط الأيض.
9. الحالات الطبية الكامنة
بعض الاضطرابات مثل قصور الغدة الدرقية، ومتلازمة تكيس المبايض، والسكري تُسبب بطبيعتها تراكم الدهون حول البطن. التشخيص الدقيق والمتابعة الطبية ضروريان لتحديد العلاج المناسب وضبط الهرمونات المسؤولة عن الوزن والطاقة.
لا تعد دهون البطن نتيجة لخطأ واحد، بل لمجموعة من العوامل التي تتفاعل سويًا. لكن الوعي بهذه الأسباب يمنحك القدرة على كسر الحلقة الصعبة، واستعادة التوازن بين الجسد والعقل، ليصبح فقدان الدهون رحلة واقعية لا معركة مستحيلة.