البطاطا الحلوة.. كنز الشتاء الذي يعزز المناعة وصحة الدماغ
مع اقتراب فصل الشتاء، تبدأ المنازل في التحول نحو الأطعمة الدافئة والمشبعة التي تجمع بين المذاق اللذيذ والفائدة الصحية، وفي مقدمتها البطاطا الحلوة.
فوائد البطاطا الحلوة
الخضراوات الجذرية ليست مجرد طبق موسمي شهي، بل من أهم مصادر الطاقة والعناصر الغذائية التي تعزز المناعة وتقوي الجسم في مواجهة الطقس البارد.
تتنوع طرق تحضير البطاطا الحلوة لتناسب كل الأذواق، ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن لهذه الخضراوات فوائد تتجاوز المذاق، إذ تُعتبر عنصرًا غذائيًا متكاملًا لصحة الجسم والدماغ.
لماذا البطاطا الحلوة؟
البطاطا الحلوة أكثر من مجرد خضراوات جذرية غنية بالطاقة. فهي مصدر طبيعي لمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن والألياف التي تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز المناعة والصحة العامة.
يقول خبراء التغذية إن تناول البطاطا الحلوة ثلاث مرات أسبوعيًا كفيل بتزويد الجسم بجرعة ثابتة من العناصر الضرورية التي تُعزز الذاكرة وتحسّن المزاج وتدعم وظائف الدماغ.
لكن، ورغم فوائدها العديدة، يُوصي الأطباء بعدم الإفراط في تناولها، نظرًا لاحتوائها على السكريات والنشا بنسب مرتفعة نسبيًا، ما قد يؤثر سلبًا على من يعانون من اضطرابات في سكر الدم.
خمسة أسباب لإضافة البطاطا الحلوة إلى نظامك الغذائي
1. غنية بفيتامين A
تحتوي البطاطا الحلوة على البيتا كاروتين الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين (A)، ويغطي أكثر من 100% من الاحتياج اليومي في حصة واحدة.
يساعد هذا الفيتامين في تعزيز البصر والرؤية الليلية، ويدعم جهاز المناعة، ويحمي الجسم من العدوى.
2. تدعم صحة الدماغ
تحتوي البطاطا الحلوة على الكولين ومضادات الأكسدة مثل الأنثوسيانين، وهما عنصران يساهمان في تحسين الذاكرة وتنظيم المزاج وتقليل الإجهاد التأكسدي في الدماغ.
وتشير دراسة نشرت في مكتبة وايلي الرقمية إلى أن البطاطا الحلوة الأرجوانية تحديدًا تُحسّن الذاكرة العاملة والوظائف الإدراكية، كما تزيد من مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وهو بروتين أساسي للتعلم والذاكرة.
3. تنظم سكر الدم
رغم طعمها الحلو، تتميز البطاطا الحلوة بمؤشر سكري منخفض، وتساعد الألياف الموجودة فيها على إبطاء امتصاص السكر في الدم، مما يمنع الارتفاعات المفاجئة في مستوى الجلوكوز.
هذا التنظيم المستمر للطاقة يُساهم في الوقاية من مرض السكري وتعزيز الصحة الأيضية بشكل عام.
4. مضادة للالتهابات وغنية بمضادات الأكسدة
تحارب مركبات الأنثوسيانين والكاروتينات الالتهابات وتحد من الجذور الحرة في الجسم، ما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل، ويُعزز الصحة الخلوية.
5. تحافظ على صحة الجهاز الهضمي
تعد البطاطا الحلوة مصدرًا غنيًا بالألياف التي تُحفز حركة الأمعاء المنتظمة، وتُغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يُحسّن الهضم والمناعة.
كما تشير أبحاث حديثة إلى أن صحة الأمعاء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة الدماغ من خلال ما يُعرف بـ محور الأمعاء-الدماغ.
في دراسة نشرت بالمكتبة الوطنية للطب، وُجد أن المركبات النشطة بيولوجيًا في البطاطا الحلوة الأرجوانية تُقلل الالتهاب وتمنع الضرر التأكسدي في أنسجة الدماغ، ما يُساعد على الوقاية من الأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر، ويدعم الأداء الإدراكي والذاكرة طويلة الأمد.
لماذا يُنصح بتناولها ثلاث مرات أسبوعيًا؟
يوصي الخبراء بتناول البطاطا الحلوة ثلاث مرات أسبوعيًا لتحقيق التوازن بين الفائدة والتنوع الغذائي، إذ توفر هذه الوجبات المتكررة إمدادًا ثابتًا من الفيتامينات والمعادن والألياف والبوتاسيوم، مما يُعزز الرؤية وصحة القلب والدماغ والجهاز الهضمي.

ومع ذلك، يحذر الأطباء من الإفراط في تناولها يوميًا، لأن زيادة فيتامين (A) قد تؤدي إلى تسمم غذائي تظهر أعراضه في صورة صداع وطفح جلدي، وقد تصل إلى تلف الكبد في الحالات القصوى.
كما أن الإفراط في تناول البوتاسيوم والأوكسالات قد يزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى لدى الأشخاص المعرضين لذلك.
ثلاث حيل سهلة لتحضير البطاطا الحلوة
1. التحميص بزيت الزيتون والأعشاب
قطّع البطاطا الحلوة إلى شرائح رفيعة، واخلطها مع زيت الزيتون وإكليل الجبل، ثم اشوِها في فرن بدرجة حرارة 200 مئوية لمدة 25 دقيقة للحصول على طبق جانبي مقرمش وصحي.
2. بطاطا حلوة مهروسة
اسلق البطاطا حتى تصبح طرية، ثم اهرسها مع القليل من الزبدة أو زيت الزيتون، ورشة من جوزة الطيب للحصول على بديل غني ومغذي للبطاطا المهروسة التقليدية.
3. خبز البطاطا الحلوة المحمّص
قطّع البطاطا إلى شرائح رفيعة، وحمّصها في محمصة الخبز أو المقلاة، لتُصبح قاعدة خالية من الغلوتين يمكن تغطيتها بالأفوكادو أو البيض أو زبدة المكسرات.
مع كل هذه الفوائد، تبدو البطاطا الحلوة خيارًا مثاليًا لمائدة الشتاء، تجمع بين الدفء والطعم والفائدة الصحية، ومع تناولها باعتدال، يمكن أن تصبح سرًّا طبيعيًا لتعزيز المناعة وصحة الدماغ في الموسم البارد.



