باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

فواكه تحمي من سرطان القولون وتعزز صحة الأمعاء: دراسات تكشف السر

البطيخ
البطيخ

تعد صحة الأمعاء حجر الأساس للصحة العامة، إذ تؤثر بشكل مباشر على المناعة والهضم والوقاية من الأمراض المزمنة.

 غير أن ما يغفله كثيرون هو أن الطعام اليومي يشكل البيئة التي ينمو فيها ميكروبيوم الأمعاء، وهو مجتمع ضخم من البكتيريا النافعة المسؤولة عن حماية الجسم من الالتهابات وأمراض خطيرة مثل سرطان القولون.

ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة ScienceDirect، من المتوقع أن يتجاوز عدد حالات سرطان القولون والمستقيم 3.2 مليون حالة جديدة حول العالم بحلول عام 2040، نتيجة لعوامل عدة أبرزها التوسع السكاني، والشيخوخة، والتغيرات في نمط الحياة بحسب Times of india. 

وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور سوراب سيثي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي بجامعة هارفارد، أن بعض أنواع الفواكه تُعدّ صديقة حقيقية للقولون، إذ تُقلل الالتهابات، وتُعزز الهضم، وتحمي الخلايا من التغيرات السرطانية.

الحمضيات: درع طبيعي ضد الجذور الحرة

البرتقال والليمون والجريب فروت ليست مجرد فواكه منعشة، بل مُطهّرات طبيعية للأمعاء، وفق ما أوضح الدكتور سيثي، فهي غنية بـفيتامين "ج" والفلافونويدات، اللذين يعملان على تحييد الجذور الحرة الضارة داخل الجهاز الهضمي.

وأظهرت دراسة تابعة للمعاهد الوطنية للصحة أن مركبات مثل الهيسبيريدين والنارينجين الموجودة في الحمضيات، يمكن أن تُثبط نمو خلايا سرطان القولون. 

كما تغذي الألياف القابلة للذوبان الموجودة في هذه الفواكه بكتيريا الأمعاء النافعة، مما يساعد في الحفاظ على توازن الميكروبيوم والوقاية من الالتهابات.

 

الكيوي: فاكهة صغيرة بقدرات هضمية كبيرة

رغم أنه غالبًا ما يغفل عنه، إلا أن الكيوي من أكثر الفواكه فائدةً لصحة الجهاز الهضمي

ويقول الدكتور سيثي إن هذه الفاكهة تحتوي على إنزيم طبيعي يُعرف بـالأكتينيدين، يساعد على تكسير البروتينات وتحسين عملية الهضم.

وتشير دراسات إلى أن تناول الكيوي بانتظام يُعزز انتظام حركة الأمعاء ويُقلل الإمساك، وهو أحد العوامل المرتبطة بزيادة خطر سرطان القولون، كما يحتوي على مضادات أكسدة وبريبايوتكس تقوي حاجز الأمعاء وتُقلل الالتهابات الداخلية.

التفاح: صيدلية طبيعية للأمعاء

المقولة الشهيرة "تفاحة يوميًا تغنيك عن الطبيب" تحمل الكثير من الحقيقة العلمية. فالتفاح غني بـالبكتين، وهو نوع من الألياف القابلة للذوبان يُغذّي البكتيريا النافعة في الأمعاء.

عند تخمير البكتين في القولون، يُنتج الجسم أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) مثل الزبدات، التي تحمي خلايا القولون من التحولات السرطانية. 

أشارت دراسة في مجلة Frontiers إلى أن تناول التفاح بانتظام يقلل من البكتيريا الضارة ويُعزز نمو الأنواع النافعة، خصوصًا أن قشر التفاح غني بمضاد الأكسدة القوي الكيرسيتين، الذي يحمي الخلايا من تلف الحمض النووي.

 

البطيخ: الترطيب الذي يحمي القولون

يُذكّر الدكتور سيثي بأن صحة الأمعاء لا تعتمد على الألياف فقط، بل على الترطيب الكافي أيضًا، فالبطيخ، الذي يتكوّن أكثر من 90% منه من الماء، يُسهم في تسهيل حركة الأمعاء والحفاظ على رطوبتها.

كما يحتوي على الليكوبين، وهو مضاد أكسدة قوي معروف بخصائصه المضادة للسرطان، إذ ربطت دراسات المعاهد الوطنية للصحة بينه وبين انخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون.

 لذلك يعتبر البطيخ خيارًا مثاليًا لصحة الجهاز الهضمي، خاصة في فصل الصيف.


وقاية تبدأ من طبق الفاكهة

يبدأ سرطان القولون عادةً بصمتٍ تام، ويتطور على مدار سنوات دون أعراض واضحة. ورغم أنه لا يوجد طعام قادر على منعه بشكل قاطع، إلا أن النظام الغذائي المتوازن المليء بالفواكه الغنية بالمغذيات والمركبات الطبيعية، مثل الحمضيات والكيوي والتفاح والبطيخ، يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في الوقاية على المدى الطويل.

إن العناية بصحة الأمعاء ليست رفاهية، بل استثمار في جهاز المناعة وصحة الجسد ككل. فالفواكه التي نتناولها اليوم، قد تكون درعنا الطبيعي ضد أمراض الغد.

 

تم نسخ الرابط