أوميجا 3.. السر وراء شعر صحي وكثيف ينمو بقوة

أوميجا 3 أحد أهم العناصر الدهنية الأساسية التي تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز نمو الشعر والحفاظ على صحته ولمعانه.
فهو لا يغذي فروة الرأس فحسب، بل يساعد أيضًا على تقوية بصيلات الشعر من الداخل، مما يمنح الشعر مظهرًا أكثر كثافةً وحيويةً ويحد من مشكلات التساقط والتقصف التي تعاني منها الكثير من النساء والرجال على حد سواء.
يعمل أوميجا 3 على تغذية فروة الرأس بشكل مباشر، كما يقلل الالتهابات التي قد تعيق نمو الشعر، ويُقوّي البصيلات من خلال تعزيز الدورة الدموية وضمان وصول الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية إليها.
هذه الفوائد المتكاملة تُهيئ بيئة صحية في فروة الرأس تُساعد على تحفيز النمو الطبيعي للشعر وتمنع ظهور المشكلات الشائعة مثل الجفاف أو الالتهابات أو تساقط الشعر المزمن.
كيف يؤثر أوميغا 3 من زيت السمك على نمو الشعر؟
زيت السمك من أغنى المصادر الطبيعية لأوميغا 3، وهو من أكثر الزيوت فاعلية في دعم نمو الشعر وتعزيز قوته من الجذور حتى الأطراف.
فالأحماض الدهنية الموجودة في زيت السمك تحسّن الدورة الدموية في فروة الرأس، ما يُساعد على إيصال المغذيات الحيوية إلى بصيلات الشعر بشكل مباشر، وبالتالي تحفّز نموه وتزيد من كثافته.
وتعد خصائص زيت السمك المضادة للالتهابات من أبرز العوامل التي تُساهم في دعم مرحلة النمو النشطة للشعر، إذ تعمل على تهدئة فروة الرأس وتقليل تهيجها، مما يمنع انسداد المسام ويُسهّل عملية نمو الشعيرات الجديدة.
كما أن الأحماض الدهنية تغذي فروة الرأس وترطبها بعمق، ما يُقلل من الجفاف ويمنح الشعر ملمسًا ناعمًا ولمعانًا طبيعيًا. وبفضل هذه الخصائص، يضمن زيت السمك أن تحصل بصيلات الشعر على ما يكفي من الأكسجين والعناصر الغذائية، فينمو الشعر أقوى وأكثر حيوية.
ورغم الفوائد الكبيرة لزيت السمك، إلا أنه لا يمكن استخلاصه منزليًا، نظرًا لحاجته إلى عمليات معالجة وتنقية احترافية للحفاظ على جودته ونقائه. ومع ذلك، يمكن الاستعانة بزيت السمك الجاهز سواء كزيت موضعي لتدليك فروة الرأس أو كمكمّل غذائي يؤخذ عن طريق الفم.
ويؤكد خبراء التغذية أن نتائج أوميغا 3 على الشعر لا تظهر فورًا، إذ يتطلب الجسم فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر لملاحظة التحسّن في النمو والكثافة واللمعان.
كما يعد زيت السمك أسرع وأكثر فعالية من البدائل النباتية، نظرًا لاحتوائه على نسب أعلى من أوميغا 3 النشطة.
زيت بذور الشيا.. بديل نباتي غني بأوميغا 3
في المقابل، يعتبر زيت بذور الشيا خيارًا نباتيًا فعّالًا وغنيًا بأوميغا 3، وله تأثير واضح على صحة الشعر وفروة الرأس. فهو يُساعد على تغذية بصيلات الشعر بعمق، ويُرطّب فروة الرأس ويُقلل من الالتهابات، مما يُعزز بيئة صحية لنمو الشعر.
تعمل الأحماض الدهنية في زيت بذور الشيا على تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس، ما يضمن وصول العناصر الغذائية الأساسية إلى جذور الشعر.
كما تسهم هذه الزيوت في تقليل التجعد والهيشان، وتضفي على الشعر ملمسًا أكثر نعومة ومظهرًا لامعًا وصحيًا.
و زيت بذور الشيا خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يُفضلون المكونات الطبيعية أو النظام النباتي، إذ يمكن تحضيره منزليًا بسهولة من خلال خطوات بسيطة.
لصنعه في المنزل، يُمكن نقع بذور الشيا في الماء حتى تتكوّن طبقة جيلاتينية، ثم تُخلط هذه البذور مع زيت ناقل مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون.
بعد ذلك تهرس المكونات حتى تتحول إلى عجينة ناعمة، ثم تُصفّى باستخدام قطعة قماش أو مصفاة دقيقة لاستخلاص الزيت النقي و يمكن استخدام هذا الزيت على فروة الرأس لمدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، ثم يُشطف بالماء الفاتر.
زيت السمك أم زيت بذور الشيا؟ من يتفوّق؟
عند المقارنة بين زيت السمك وزيت بذور الشيا من حيث محتوى أوميغا 3 وتأثيرهما على نمو الشعر، يتبيّن أن زيت السمك يتفوّق بشكل واضح، إذ يحتوي على نسب أعلى من الأحماض الدهنية النشطة مثل DHA وEPA، وهي المسؤولة بشكل مباشر عن تحفيز نمو الشعر وتحسين جودته وسرعة ظهوره.
أما زيت بذور الشيا، فرغم أنه أقل تركيزًا من حيث أوميغا 3، إلا أنه يُعتبر خيارًا طبيعيًا وآمنًا يمنح الشعر الترطيب والمرونة واللمعان، خاصة عند استخدامه بانتظام.
وبينما يحتاج الشعر إلى الوقت والصبر لإظهار النتائج، فإن إدراج أوميغا 3 في الروتين الغذائي والعناية اليومية يُعدّ استثمارًا حقيقيًا لصحة الشعر على المدى الطويل، سواء من خلال تناول المكملات الغذائية أو استخدام الزيوت الموضعية الغنية بهذا العنصر الحيوي.