عمرو عامر يكتب: اقتلوا الزمالك أو اطرحوه أرضاً.. أزمة إدارة أم خطة إقصاء؟
وسط المشهد الرياضي المصري تبقى جدران «ميت عقبة» حزينة تنزف حسرة لما يمر به نادي الزمالك، أحد قطبي الكرة المصرية وأكبر قلاعها الرياضية، وصاحب الصولات في ربوع القارة الأفريقية بمرحلة هي الأصعب في تاريخه الممتد لأكثر من قرن، لم يعد الأمر مجرد خسارة لقب أو ضياع درع، بل تحولت إلى ما يشبه عملية «تفكيك ممنهج» لمدرسة الفن والهندسة، أو صراع بقاء بين «مطرقة» الديون و«سندان» الصراعات الإدارية، وكأن هناك من يريد ويخطط في الخفاء لتصفية النادي الأبيض من منطق: «اقتلوا الزمالك أو اطرحوه أرضاً» عبر إغراقه في أزمات لاتتوقف.
الضربات على جسد النادي الأبيض تتوالى كأمواج عاتية لا تهدأ، بدأت بقرارات إيقاف القيد المتكررة نتيجة أخطاء إدارية كارثية في التعاقدات السابقة، وسببت فضيحة دولية لناد مصري عريق، وصولاً إلى الحجز على الأرصدة الذي شلّ حركة النادي المالية، هذا الحصار المالي لم يضرب فريق كرة القدم فحسب، بل امتد ليعصف بألعاب الصالات التي كانت "مملكة زملكاوية" بامتياز، مما أدى لرحيل أبرز النجوم وفقدان الهيبة الرياضية في المحافل الدولية والمحلية.
بدون شك المشهد الإداري في الزمالك خلال السنوات الأخيرة كان وما يزال يمثل لغزاً محيراً، فبين مجالس إدارة تُحل، ولجان مؤقتة تُعين، ومجالس منتخبة تواجه إرثاً ثقيلاً، تاهت هوية النادي، بدلاً من التركيز على تطوير قطاع الناشئين أو بناء الاستاد الحلم، غرق النادي في دوامة القضايا القانونية والبيانات الصحفية المتبادلة، هذا التخبط لم يؤدي فقط إلى تراجع النتائج، بل أوجد حالة من عدم الاستقرار النفسي لدى اللاعبين والجماهير على حد سواء.
رغم كل هذه المحاولات لـ «طرح النادي أرضاً»، يظل الجمهور هو المتغير الوحيد الذي يرفض السقوط. جمهور الزمالك الذي يعشق كيانه تحت أي ظرف، أثبت أن قوة الأندية لا تُقاس فقط بما في خزائنها من أموال، بل بما في مدرجاتها من وفاء، إلا أن هذا الوفاء وحده لا يكفي لبناء مؤسسة رياضية حديثة في عصر الاحتراف، حيث أصبحت المادة هي المحرك الأساسي للنجاح.
لن نضع رؤوسنا في الرمال، فما يمر به الزمالك ليس شأناً داخلياً يخص مريديه فقط، بل هو أزمة للرياضة المصرية ككل؛ فالكرة في مصر لا تستقيم بجناح واحد، إن إنقاذ الزمالك يتطلب «مشروع وطني رياضي» يعيد ترتيب البيت من الداخل، بعيداً عن تصفية الحسابات أو الشخصنة، حتي ينهض الفارس من كبوته ويسترد سيفه، أم تظل الأزمات تلاحقه حتى يُطرح أرضاً؟!.