من التوتر إلى الاكتئاب.. العمل المفرط يكشف وجهه المظلم
حذّر الأطباء وخبراء الصحة من الآثار الخطيرة لساعات العمل الطويلة وأنماط العمل المرهقة، مؤكدين أن الإفراط في العمل لا يؤثر فقط على الإنتاجية، بل يضع الصحة الجسدية والنفسية تحت ضغط يفوق قدرة الإنسان الطبيعية.
وتشير التقارير الطبية إلى أن الالتزام بجداول عمل قاسية قد يرتبط بزيادة مخاطر أمراض القلب والسكتات الدماغية واضطرابات الصحة النفسية، إلى جانب تأثيره المباشر على عادات النوم والغذاء وممارسة الرياضة.
ما معنى الإرهاق الناتج عن العمل؟
يوضح الخبراء أن الإرهاق يحدث عندما يبذل الفرد جهدًا متواصلاً وشاقًا لمدة طويلة تتكرر بشكل مستمر، ما يؤدي مع الوقت إلى استنزاف جسدي وعقلي.
وقد ينعكس هذا الإرهاق على مختلف جوانب الحياة، خاصة لدى الأشخاص الذين يضحون بعطلاتهم أو أمسياتهم لإنجاز العمل، أو أولئك الذين يعملون في أكثر من وظيفة أو في بيئات تتطلب مجهودًا ذهنيًا وجسديًا مضاعفًا.
ولا يقتصر الإرهاق على الوظائف المكتبية؛ إذ قد يظهر أيضًا لدى الطلبة أو العاملين في المنازل عندما يتجاوز حجم الجهد المبذول حدود القدرة الصحية.
علامات تشير إلى أنك ترهق نفسك بالعمل
يرصد الأطباء مجموعة من المؤشرات التي تُعد إنذارًا مبكرًا، من بينها:
ارتفاع مستويات التوتر والقلق.
فقدان الحافز تجاه العمل والأنشطة اليومية.
انخفاض الإنتاجية.
اضطراب العلاقات المهنية والشخصية.
صعوبة الفصل بين العمل والحياة الخاصة.
مشكلات النوم والأرق.
التعب المزمن والشعور بالإرهاق المستمر.
كيف ينعكس العمل الزائد على الصحة؟
العمل المفرط يدفع الجسم والعقل إلى ما يتجاوز طاقتهما، ما يسبب سلسلة من الاضطرابات الصحية، أبرزها:
تراجع المناعة وتكرار الإصابة بالأمراض
الاكتئاب واضطرابات الصحة النفسية
ضعف التركيز والانتباه
ارتفاع ضغط الدم أو تسارع ضربات القلب
اضطرابات النوم
تغيرات الشهية والوزن
زيادة احتمالية التعرض لحوادث وإصابات
اللجوء إلى الكحول أو المواد المخدرة كوسيلة للهروب من الضغط.
وتؤكد دراسات طبية أن العمل أكثر من 55 ساعة أسبوعيًا يرتبط بآثار صحية شديدة قد تتطور إلى أمراض خطيرة إذا لم يُتخذ ما يلزم من إجراءات وقائية.
متى يجب طلب المساعدة؟
ينصح الخبراء باللجوء إلى الدعم المهني عند ملاحظة تدهور الصحة النفسية أو الجسدية، مع ضرورة إعادة تقييم حدود العمل وإتاحة وقت للعناية الذاتية. وفي بعض الحالات، قد يصبح التعامل مع معالج نفسي أو مختص في الصحة السلوكية خطوة مهمة لتعلم مهارات التكيف وإدارة الضغوط، ووضع استراتيجيات للتعامل مع المهام الشاقة وتحسين جودة الحياة.
العمل المفرط لا يسرق الوقت والطاقة فحسب، بل يهدد الصحة والعلاقات والحياة الاجتماعية.
وبينما قد يكون الاجتهاد ضرورة في أوقات معينة، يؤكد الخبراء أن التوازن بين العمل والحياة هو الضمان الحقيقي لحياة أكثر إنتاجًا وصحة واستقرارًا.



