أهم 5 أسباب لظهور البروتين في البول وحصوات الكلى
ظهور البروتين في البول أو ما يُعرف طبيًا بـ البيلة البروتينية أحد أوائل المؤشرات على وجود خلل في وظائف الكلى.
في الوضع الطبيعي، تعمل الكلى كمرشّح دقيق يحتفظ بالبروتينات الأساسية داخل مجرى الدم، بينما يتخلص من الفضلات والسوائل الزائدة، لكن عندما يتعرض هذا النظام للتلف، تبدأ البروتينات بالتسرب إلى البول.
ويرتبط العديد من هذه الأسباب أيضًا بزيادة خطر تكوّن حصوات الكلى، ما يجعل الحالتين شائعتين لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى.
الدكتور نيكيتا باوار، أحد أبرز أطباء الكلى، يوضح أبرز خمسة أسباب لهذه المشكلة.
1. أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم الكلى
تُعدّ اضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب الكلية الذئبي واعتلال الكلية بـIgA من الأسباب الأكثر شيوعًا للبيلة البروتينية.
ففي هذه الحالات، يهاجم الجهاز المناعي الكبيبات، وهي الوحدات الأساسية لترشيح الدم داخل الكلى، مما يؤدي إلى التهابها وفشلها في منع تسرب البروتينات.
ولا يقتصر الأمر على ذلك؛ إذ يؤدي الالتهاب الطويل الأمد إلى تغيّر توازن المعادن داخل البول، وهو ما يُهيئ بيئة مثالية لتكوّن حصوات الكلى، لا سيما حصوات حمض اليوريك والكالسيوم.
ويظهر العديد من مرضى أمراض المناعة الذاتية علامات مبكرة تشمل تسرب البروتين وتكرار تكوّن الحصوات، ما يجعل التشخيص المبكر ضرورة لتجنب تلف دائم في وظائف الكلى.
2. داء السكري غير المُسيطر عليه
يعد السكري غير المنضبط السبب الأول عالميًا للبيلة البروتينية.
ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة يؤدي إلى تلف الأوعية الدقيقة داخل الكلى، في حالة تُعرف باعتلال الكلية السكري. ومع مرور الوقت، تتصلب وحدات الترشيح وتفقد قدرتها على الاحتفاظ بالبروتين.
كما يؤثر السكري على توازن المعادن في الجسم؛ إذ يزداد إفراز الكالسيوم وحمض اليوريك والأوكسالات، في حين تتراجع مستويات السترات وهي مادة تمنع تكون الحصوات.
ويصبح البول أكثر حموضة، مما يزيد من خطر تكوّن حصوات حمض اليوريك.
بالتالي، يعد التحكم الصارم في مستويات السكر خطوة جوهرية لحماية الكلى ومنع تدهور حالتها.
3. ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط
يتسبب ارتفاع ضغط الدم المزمن في إلحاق ضرر مباشر بالأنسجة الرقيقة داخل الكلى.
فاستمرار الضغط يؤدي إلى تندّب الحاجز المسؤول عن منع مرور البروتين، مما يُسبب تسربه إلى البول.
كما يقلل ارتفاع الضغط من تدفق الدم للكلى ويحد من وصول الأكسجين إليها، وهو ما يفاقم تلف الأنسجة.
ومع تدهور وظيفة الكلى، يختل توازن المعادن، فتزداد مستويات الكالسيوم داخل البول، ما يرفع احتمالية تكوّن حصوات الكالسيوم.
وقد تؤدي الحصوات بدورها إلى زيادة تهيّج الجهاز البولي ورفع ضغط الدم، في دورة مرضية تجعل الوقاية والتحكم في الضغط أمرًا حاسمًا.
4. أمراض الكلى الخلقية أو الوراثية
قد يولد بعض الأشخاص بتشوّهات بنيوية أو اضطرابات جينية تؤثر على وظائف الكلى، مثل داء الكلى المتعدد الكيسات ومتلازمة ألبورت.
وتظهر البيلة البروتينية غالبًا في سن مبكرة نتيجة ضعف البنية أو الاستعداد الوراثي.
كما أن هذه الحالات تؤدي في كثير من الأحيان إلى سوء تصريف البول أو التهابات متكررة، مما يخلق بيئة تُسهّل تكوّن الحصوات.
وتستلزم هذه الأمراض متابعة مستمرة طوال الحياة، إذ يساهم التشخيص المبكر والتدخل السريع في الحد من المضاعفات الأشد.
5. الالتهابات المزمنة في الكلى والمسالك البولية
تلعب الالتهابات المتكررة للكلى والمسالك البولية دورًا كبيرًا في إضعاف أنسجة الكلى بمرور الوقت.
ومع تراجع كفاءة الترشيح، تتسرب البروتينات إلى البول تدريجيًا. وتُعد العدوى المزمنة أحد المحفزات الرئيسية لتكوّن حصوات ستروفيت، وهي حصوات قد تنمو بسرعة وتصل إلى حجم كبير يملأ حوض الكلى بالكامل.
تغيّر العدوى من درجة حموضة البول، وتزيد من تراكم البكتيريا، وتخلق رواسب تُشكّل نواة لنمو الحصوات. لذلك، فإن العلاج المبكر ومنع تكرار الالتهابات يشكلان ركيزة أساسية للحفاظ على وظائف الكلى.
يؤكد الأطباء أن فهم الأسباب التي تقف وراء ظهور البروتين في البول وتكوّن حصوات الكلى هو خطوة أولى مهمة نحو التشخيص المبكر والعلاج المناسب.
فالكشف المبكر يمكن أن يحمي الكلى من التلف طويل الأمد، ويقلل من مخاطر المضاعفات التي قد تصبح أكثر تعقيدًا بمرور الوقت.



