رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

حصوات الكلى.. خطر متزايد يمكن الوقاية منه

حصوات الكلى
حصوات الكلى

تشكل حصوات الكلى واحدة من أكثر المشكلات الصحية المؤلمة انتشارًا حول العالم، إذ تتكوّن عندما تتجمع بلورات صغيرة من المعادن والأملاح داخل الكلى لتتحول إلى كتل صلبة تسبب آلامًا حادة ومضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.

ورغم أن هذه الحالة تصيب كلا الجنسين، إلا أن الأطباء  يحذرون من تزايد معدلات الإصابة بها في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل أنماط الحياة غير الصحية وقلة شرب الماء.

أوضح الدكتور فيكرام فورا، استشاري الكلى أسباب تكوّن الحصوات وطرق الوقاية منها.

كيف تتكوّن حصوات الكلى؟

يقول الدكتور فورا إن السبب الأساسي يعود إلى اختلال توازن مكونات البول، فإما أن ترتفع نسبة المعادن مثل الكالسيوم أو الأوكسالات أو حمض البوليك، أو ينخفض محتوى البول من السوائل التي تُخفف هذه المعادن. 

ومع مرور الوقت، تتجمع هذه المواد لتُشكّل بلورات دقيقة تنمو تدريجيًا إلى حصوات بحسب Onlymyhealth. 

ولا تقتصر الحصوات على نوع واحد، إذ تتعدد ما بين حصوات أكسالات الكالسيوم، وحمض البوليك، والستروفيت، والسيستين، ولكل نوع منها أسبابه الخاصة.

فعلى سبيل المثال، ترتبط حصوات أكسالات الكالسيوم غالبًا بالجفاف والإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات مثل السبانخ والمكسرات والبنجر، بينما تنتشر حصوات حمض اليوريك بين من يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالبروتين أو المصابين بالنقرس.

أسباب رئيسية وراء تكوّن الحصوات

حدّد الدكتور فورا أبرز العوامل التي تزيد خطر الإصابة، وتشمل:

1. الجفاف

يعد السبب الأكثر شيوعًا، إذ يؤدي نقص الماء إلى تركيز البول ورفع احتمالية تبلور المعادن، خاصة لدى من يعملون في بيئات حارة أو يتعرّضون لتعرق شديد.

2. العادات الغذائية الخاطئة

الإفراط في تناول الملح، السكر، واللحوم الحمراء يزيد من تركيز الكالسيوم وحمض اليوريك في البول، بينما تساهم الأطعمة الغنية بالأوكسالات مثل الشاي والشوكولاتة وبعض الخضروات الورقية في زيادة الترسبات.

3. العوامل الوراثية

التاريخ العائلي للإصابة بحصوات الكلى أو بعض الاضطرابات الجينية قد يرفع من قابلية الجسم لتكوين الحصوات.

4. السمنة وقلة النشاط

تؤدي السمنة إلى اختلال توازن الأحماض في البول، كما يقلل نمط الحياة الخامل من كفاءة الكلى ووظائفها الحيوية.

5. الأمراض المزمنة

مثل التهابات المسالك البولية، وأمراض الأمعاء الالتهابية، وفرط نشاط الغدة جار الدرقية، والجفاف المتكرر الناتج عن القيء أو الإسهال.

6. بعض الأدوية والمكملات

الاستخدام المفرط لمكملات الكالسيوم أو فيتامين (د)، ومدرّات البول، وأدوية معينة لعلاج الصداع النصفي والاكتئاب، قد يرفع مستويات المعادن المكوِّنة للحصوات.

الوقاية من حصوات الكلى 

يؤكد الدكتور فورا أن الوقاية تعتمد بالأساس على الترطيب الجيد وتعديل النظام الغذائي، موضحا أن "شرب ما لا يقل عن ثلاثة لترات من الماء يوميًا هو خط الدفاع الأول ضد تكوّن الحصوات".

وفيما يلي أبرز النصائح التي قد تقلل من خطر الإصابة:

1. اشرب كميات كافية من الماء

اجعل لون بولك مؤشرًا لك؛ فإذا كان صافياً أو أصفر باهتًا، فأنت في الوضع المثالي. كما يُعد ماء جوز الهند والليمون من الخيارات المفيدة لاحتوائهما على مادة السترات التي تمنع ترسب المعادن.

2. اتباع نظام غذائي متوازن

قلل من الملح والأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء، وزد من تناول الفواكه والخضروات، خصوصًا الحمضيات مثل البرتقال والليمون.

3. الاعتدال في تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات

لا تتجنبها كليًا، بل تناولها مع أطعمة غنية بالكالسيوم كاللبن والزبادي لتقليل امتصاص الأوكسالات.

4. ممارسة الرياضة والحفاظ على وزن صحي

تساعد الحركة المنتظمة على تحسين وظائف الكلى ودعم التوازن الأيضي في الجسم.

5. استشارة الطبيب عند تكرار الإصابة

التحاليل الطبية تساعد على تحديد السبب بدقة ووضع خطة علاجية أو وقائية مخصصة، وقد يشمل ذلك أدوية لتنظيم مستويات الكالسيوم أو حمض اليوريك.

ورغم أن حصوات الكلى صغيرة الحجم، إلا أن تأثيرها قد يكون كبيرًا على جودة الحياة. لذا، فإن الترطيب المستمر، والغذاء المتوازن، والوعي بعوامل الخطر هي مفاتيح الحفاظ على كليتين سليمتين مدى الحياة.

تم نسخ الرابط