في اليوم العالمي للالتهاب الرئوي 2025.. كيف تميز بينه وبين نزلة البرد؟
لا يزال الالتهاب الرئوي أحد أخطر الأمراض الصدرية وأكثرها تسببًا في الوفاة على مستوى العالم، إذ تشير التقارير إلى أنه يودي بحياة أكثر من 2.5 مليون شخص سنويًا، ليبقى "القاتل الصامت" الذي يهاجم دون مقدمات واضحة.
و السعال أحد الأعراض الرئيسية للالتهاب الرئوي، غير أن انتشار نزلات البرد والسعال العادي في عصرنا الحالي يجعل من الصعب أحيانًا التمييز بين السعال البسيط وبين ما قد يكون عرضًا لمرض خطير.
وبمناسبة اليوم العالمي للالتهاب الرئوي 2025، يسلط الأطباء الضوء على الفروق الجوهرية بين السعال العادي وسعال الالتهاب الرئوي، وأعراض المرض وطرق الوقاية والعلاج.
السعال العادي مقابل سعال الالتهاب الرئوي
يقول الدكتور هارشيل علواني، استشاري أمراض الرئة إن السعال من أكثر الأسباب التي تدفع المرضى لزيارة الطبيب، لكنه لا يعني بالضرورة وجود التهاب رئوي.
ويضيف: “في أغلب الأحيان، يكون السعال ناتجًا عن عدوى فيروسية بسيطة أو نزلة برد أو حساسية، ويزول خلال أسبوع أو عشرة أيام، وقد يصاحبه احتقان في الأنف أو تهيج خفيف في الحلق أو كمية بسيطة من البلغم، لكن الأعراض عادة ما تتحسن تدريجيًا”.
أما الالتهاب الرئوي، فيقول الطبيب إنه يختلف تمامًا، يستمر السعال ويصبح أكثر حدة، وغالبًا ما يخرج بلغمًا أصفر أو أخضر.
كما تظهر أعراض مقلقة مثل الحمى والقشعريرة وألم الصدر عند التنفس وضيق التنفس.
وإذا شعر المريض بتعب غير عادي أو بدأ يتنفس بسرعة أو بدا عليه الارتباك خصوصًا كبار السن فهذه علامات تحذيرية تستوجب التدخل الفوري.
ويشير الدكتور علواني إلى أن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة، مثل الأطفال، وكبار السن، والمدخنين، والمصابين بأمراض مزمنة في القلب أو الرئة، كما أن تلوث الهواء، والتغيرات المفاجئة في الطقس، والبيئات سيئة التهوية قد تزيد من احتمالية العدوى.
أعراض الالتهاب الرئوي وطرق تشخيصه
يوضح الخبير أن خطورة الالتهاب الرئوي تكمن في صعوبة اكتشافه في بعض الحالات، خاصة بين كبار السن أو مرضى السكري أو أصحاب المناعة الضعيفة، إذ قد لا يظهر ارتفاع في درجة الحرارة أو سعال شديد.
“أحيانًا تكون الأعراض خافتة كالإرهاق العام، أو فقدان الشهية، أو ضيق تنفس بسيط – لذا من الضروري عدم تجاهل أي تغيرات مفاجئة في الحالة الصحية”.
أما عن وسائل الكشف، فيؤكد أن الأشعة السينية على الصدر تظل الوسيلة الأبسط والأكثر موثوقية لتشخيص الالتهاب الرئوي، بينما يوفر التصوير المقطعي المحوسب (CT) تفاصيل أدق عند وجود شكوك في التشخيص.
كما تُستخدم تحاليل الدم مثل البروتين المتفاعل (C-reactive protein) أو البروكالسيتونين لتحديد طبيعة العدوى؛ فإذا كانت بكتيرية تُستخدم المضادات الحيوية، أما الفيروسية فتُعالج بالرعاية الداعمة فقط.
الوقاية والعلاج
من جانبه، يقول الدكتور راجا دار، مدير قسم أمراض الرئة ، إن خطورة الالتهاب الرئوي تكمن في أنه يبدأ غالبًا كنزلة برد بسيطة ثم يتطور بسرعة إلى ضائقة تنفسية حادة إذا لم يُشخَّص ويُعالج في الوقت المناسب.
ويضيف أن الاكتشاف المبكر والعلاج الفوري خصوصًا في مرحلة العيادات الخارجية يمكن أن ينقذا الأرواح، بينما في الحالات الحرجة يجب توفير رعاية تنفسية متقدمة داخل المستشفيات.
ويحذر من مقاومة المضادات الحيوية الناتجة عن استخدامها العشوائي، مشددًا على ضرورة التزام العاملين في الرعاية الصحية ببروتوكولات علاجية دقيقة للحفاظ على فعالية هذه الأدوية.
أما الدكتور علواني، فيقدم نصائح وقائية بسيطة لكنها فعّالة:
الحفاظ على رطوبة الجسم وتناول كميات كافية من الماء.
اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن.
الحصول على راحة كافية ودعم المناعة بالنوم الجيد.
تجنّب التدخين والحرص على تهوية الأماكن المغلقة.
مراجعة الطبيب فور استمرار السعال لأكثر من أسبوع أو تزايد شدته.



