رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

بعد كورونا.. ارتفاع ملحوظ في أمراض الحساسية بسبب التوتر وضعف المناعة

كورونا
كورونا

قال الدكتور أمجد الجداد، استشاري الحساسية والمناعة، إن مصطلح «الحساسية» يستخدم لوصف استجابة مفرطة من الجهاز المناعي تجاه مواد قد تكون في الأصل غير ضارة، موضحا أن المسببات التحسسية يمكن أن تدخل الجسم عبر التنفس أو الطعام أو الملامسة المباشرة، لتحدث أعراضا تختلف باختلاف العضو المصاب.

وأوضح الجداد أن الحساسية قد تظهر في أشكال متعددة، منها الزكام والعطس عند تأثر الأنف، والاحمرار والحكة في العينين، وضيق التنفس والسعال عند استنشاق المسبب، والطفح الجلدي أو الحكة عند تناوله في الطعام.

وأشار إلى أن أنواع الحساسية تشمل الجلدية، وحساسية الصدر، والعين، والأنف، لافتًا إلى أن عدد المرضى ارتفع بشكل ملحوظ بعد جائحة كورونا، نتيجة تأثر الجهاز المناعي بالعدوى الفيروسية والتوتر النفسي الذي تبع فترة الجائحة، وهو ما انعكس خصوصًا في حالات الحكة الجلدية والتحسس التنفسي.

وأضاف الجداد أن مرحلة ما بعد الإصابة بفيروس كورونا شهدت زيادة في مشكلات الجيوب الأنفية والحساسية التنفسية، موضحًا أن هذه الأعراض ترتبط بضعف المناعة المؤقت بعد العدوى، إلى جانب العوامل النفسية التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض الجلدية لدى البعض.

وبين أن الحساسية لا ترتبط فقط بالعوامل البيئية، بل أيضًا ببعض الأغذية مثل اللبن والبيض والمكسرات والأسماك، محذرًا من أن بعض الأطفال قد يصابون بصدمة تحسسية شديدة لمجرد استنشاق رائحة السمك دون تناوله فعليًا.

وأوضح أن من أكثر المسببات البيئية شيوعًا الغبار، وحبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة، مشيرًا إلى أن انتشار تربية القطط والكلاب داخل المنازل في المدن الكبرى ساهم في ارتفاع معدلات التحسس بين السكان.

وأكد الجداد أن تشخيص نوع الحساسية يتم عبر فحوصات متخصصة، أبرزها اختبار الجلد المعروف بـ (Skin Prick Test)، والذي يعتمد على وخز الجلد بكميات دقيقة من مواد يشتبه في تسببها بالحساسية مثل اللبن أو الغبار أو الفراولة، وملاحظة رد الفعل خلال دقائق، كما يمكن إجراء تحليل الأجسام المضادة النوعية (IgE) للكشف بدقة عن المسببات.

شدد الجداد على أن اضطراب النوم والعادات الغذائية غير الصحية من أبرز أسباب ضعف المناعة، موضحًا أن قلة النوم والاعتماد على الأطعمة السريعة والغنية بالدهون والمواد الحافظة يضعف من قدرة الجسم على مقاومة الحساسية وأمراض المناعة الذاتية.

وأضاف أن مفهوم “ضعف المناعة” يختلف حسب الفئة العمرية؛ فبينما يعد طبيعيًا لدى الأطفال نتيجة عدم اكتمال جهازهم المناعي، فإنه لدى البالغين يشير غالبًا إلى اختلال في التوازن المناعي ناجم عن نمط الحياة غير الصحي.

ونوّه إلى أهمية الغذاء المتوازن القائم على البروتينات قليلة الدسم، والخضروات، والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة، باعتبارها عناصر أساسية تدعم المناعة وتحمي الجسم من الالتهابات وردود الفعل التحسسية.

أكد أن النوم المنتظم وتبني أسلوب حياة صحي يمثلان حجر الأساس في الحفاظ على توازن الجهاز المناعي، مشيرا إلى أن الراحة الكافية والغذاء السليم يساعدان الجسم على مقاومة أمراض الحساسية واستعادة توازنه المناعي الطبيعي.

تم نسخ الرابط