التفكير الزائد والأرق قد يسببان “الارتكاريا العصبية” والحكة المفاجئة
قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، إن التوتر النفسي واضطرابات النوم وقلة الراحة من أبرز العوامل التي تضعف الجهاز المناعي وتُفاقم أمراض الحساسية، موضحا أن ما يُعرف بـ«الارتكاريا النفسية» بات من أكثر أنواع الحساسية انتشارا خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الضغوط العصرية المتزايدة.
وأضاف الحداد، في تصريحات صحفية اليوم، أن انتظام النوم الليلي لمدة لا تقل عن سبع ساعات يعد من أهم ركائز تقوية المناعة، محذرًا من أن النوم نهارًا بدلاً من الليل يحدث اضطرابا هرمونيا يؤثر على إفراز الكورتيزون، مما يضعف المناعة ويزيد احتمالات الإصابة بالحساسية الجلدية أو التنفسية.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن أو التفكير المفرط أكثر عرضة للإصابة بما يعرف بـ«الارتكاريا العصبية»، والتي تظهر في صورة نوبات من الحكة أو الطفح الجلدي المفاجئ نتيجة اضطراب الجهازين العصبي والمناعي، مؤكدًا أن هذا النوع من الحساسية أصبح يوصف بـ«مرض العصر» بسبب الضغوط والانفعالات اليومية المتكررة.
وأوضح الحداد أن الحساسية قد تكون مزمنة أو مؤقتة تبعا للمسبب، مشيرا إلى أن الحالات الناتجة عن مسببات محددة يمكن السيطرة عليها بسهولة عبر تجنب العوامل المثيرة مثل الغبار أو وبر الحيوانات أو بعض الأطعمة، بينما الحساسية غير المعروفة السبب غالبا ما تكون نفسية المنشأ وتستمر لسنوات قبل أن تختفي تدريجيًا.
وشدد على أن التحكم في الانفعالات والتوتر العصبي من الركائز الأساسية للعلاج، لافتًا إلى أن بعض المرضى يستعيدون استقرارهم المناعي بمجرد تعديل نمط حياتهم واتباع أساليب أكثر هدوءًا في التعامل مع الضغوط، إلى جانب استخدام مضادات الهستامين تحت إشراف الطبيب حتى تتحسن الحالة تدريجيًا.
كما أشار الحداد إلى أن بعض الأشخاص قد يُصابون بالحساسية في مراحل متقدمة من العمر رغم عدم معاناتهم منها سابقًا، موضحًا أن اضطراب التوازن النفسي والمناعي قد يؤدي إلى ظهور تحسس مفاجئ تجاه أطعمة أو أدوية كان الجسم يتقبلها من قبل، مؤكدا أن هذه الحالات عادة ما تكون مؤقتة وتتحسن مع استعادة التوازن النفسي والمناعي.



