رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

عادات يومية تضعف الخصوبة.. كيف تؤثر ساعات العمل الطويلة على صحتك الإنجابية؟

ساعات العمل الطويلة
ساعات العمل الطويلة

في سباق الحياة اليومية المزدحم بالمواعيد، والمكالمات، ورسائل البريد الإلكتروني التي لا تتوقف، يواصل كثيرون السعي وراء الإنتاجية القصوى وتحقيق التوازن بين العمل والحياة. 

وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن هذا السعي الدائم قد تكون له تكلفة غير متوقعة  تراجع الخصوبة. 

الإجهاد المزمن، والسلوكيات المرتبطة بالاستخدام المفرط للشاشات، ونمط الحياة الخامل، كلها عوامل تؤثر في صحة الجهاز التناسلي لكل من الرجال والنساء، وليس فقط الأزواج الساعين للإنجاب.

وفقًا لتقرير نُشر في مجلة Cureus Journal of Medical Science، فإن قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات والعمل بعد الدوام الرسمي قد يؤدي إلى اضطراب في التوازن الهرموني بسبب الإجهاد المستمر. هذا النوع من التوتر لا يقتصر على الإرهاق الذهني فحسب، بل يمتد ليؤثر في جودة النوم، وسلامة الدورة الشهرية لدى النساء، وكذلك جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال.

يقول الدكتور بونيت رانا أرورا، خبير الصحة الإنجابية، بحسب هيلث شوتس:"استخدام الأجهزة الإلكترونية في المساء يعرضنا للضوء الأزرق، وهو ما يقلل من إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم. 

وعندما تنخفض مستوياته، تختلّ دورة النوم، فيصعب على الجسم استعادة توازنه الهرموني."

نمط الحياة المستقر.. خطر صامت على الخصوبة

تعد قلة الحركة من أبرز نتائج نمط العمل المكتبي الحديث، وهي مشكلة ترتبط بشكل مباشر بتراجع الخصوبة، فقلة النشاط البدني تؤدي إلى السمنة ومقاومة الأنسولين ومشكلات في الدورة الدموية، وكلها عوامل تضعف من فرص الحمل.

ويضيف الدكتور أرورا "بالنسبة للرجال، قد يؤدي وضع أجهزة الكمبيوتر المحمولة على الفخذين لفترات طويلة إلى ارتفاع حرارة كيس الصفن، ما يُضعف إنتاج الحيوانات المنوية وحركتها."

إلى جانب ذلك، فإن التوتر المستمر، وقلة النوم، وضعف ممارسة الرياضة، جميعها تشكل دائرة مغلقة تُضعف الأداء الهرموني وتؤثر في القدرة الإنجابية بمرور الوقت.

لكن، ورغم تلك المخاطر، يؤكد الخبراء أن الأمل قائم  فبعض التعديلات البسيطة في نمط الحياة يمكن أن تُحدث فرقًا ملحوظًا.

خمسة تغييرات بسيطة لتحسين الخصوبة

1. ضع حدودًا واضحة في العمل

العمل المستمر دون انقطاع يستهلك طاقتك الجسدية والعاطفية.

 حاول تحديد وقتٍ ثابت لإنهاء العمل يوميًا، مع أخذ فترات راحة قصيرة  حتى لخمس دقائق كل ساعة للتمدد أو المشي أو التنفس بعمق.

 هذه العادات البسيطة تُخفف من مستويات التوتر، وتعيد للجسم توازنه الطبيعي.

2. اتبع قاعدة 20-20-20

عند الجلوس أمام الشاشة لفترات طويلة، امنح عينيك استراحة كل 20 دقيقة بالنظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية. هذه القاعدة لا تُقلل فقط من إجهاد العين، بل تُحسّن التركيز والنوم أيضًا. ولتوازنٍ أفضل في الهرمونات، يُنصح بالابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.

3. اجعل النوم أولوية

النوم الجيد ليس رفاهية، بل ضرورة حيوية. توصي أخصائية التلقيح الصناعي بالحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم المتواصل يوميًا. احرص على خلق بيئة نوم مريحة ومظلمة وهادئة، والتزم بجدول نوم منتظم حتى في عطلات نهاية الأسبوع. 

فالنوم العميق يدعم إنتاج الهرمونات المسؤولة عن الخصوبة ويحسّن المزاج والتركيز.

4. مارس النشاط البدني بانتظام

ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا  سواء كانت مشيًا سريعًا، أو يوجا، أو ركوب دراجة ترفع من تدفق الدم وتُساعد على خفض التوتر. يؤكد الدكتور أرورا أن النشاط البدني المنتظم "يساعد على الحفاظ على وزن صحي وتحسين التوازن الهرموني".

5. التزم بنظام غذائي متوازن

الغذاء هو وقود الخصوبة. احرص على تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة، والبروتينات قليلة الدهون، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية.

 وقلل من الكافيين، والكحول، والأطعمة المصنعة، التي قد تُضعف جودة البويضات والحيوانات المنوية، كما يُنصح بتدوين ما تتناوله يوميًا لمراقبة ارتباط الطعام بمستوى النشاط والمزاج.

تم نسخ الرابط