رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

دموع عبدالله تصنع جدلًا في «دولة التلاوة».. هل ظلم البرنامج الطفل؟

عبدالله عبد الموجود
عبدالله عبد الموجود

كما جرت العادة في ختام كل حلقة من برنامج «دولة التلاوة»، تأتي اللحظة الأكثر حساسية وتأثيرًا، لحظة إعلان النتائج، حيث تختلط مشاعر الفرح بالدموع، ويقف المتسابقون على حدٍّ فاصل بين الاستمرار في الحلم أو مغادرته وفي حلقة اليوم، لم تكن تلك اللحظة عابرة، بل تحولت إلى مشهد إنساني مؤثر خطف أنظار المشاهدين، بعدما ودّع الطفل القارئ عبدالله عبد الموجود، ابن محافظة الشرقية، البرنامج وسط دموع صادقة ومواقف إنسانية عميقة.

أجواء ما قبل النتيجة.. ابتهال جماعي لاحتواء القلق

قبل إعلان النتيجة، بدا التوتر واضحًا على وجوه المتسابقين الأربعة، فالمنافسة اشتدت، ومستوى الأداء كان متقاربًا، ما جعل الحسم صعبًا وفي محاولة لتخفيف الضغط النفسي، اجتمع المتسابقون في لحظة روحانية خالصة، حيث أدوا معًا ابتهالًا ومديحًا في حب سيدنا النبي ﷺ بعنوان «قمر»، في مشهد اتحدت فيه الأصوات والقلوب، وتحولت خشبة المسرح إلى مساحة للسكينة والابتهال، قبل أن تعود الأضواء لتسلط على لحظة الحسم.

إعلان الدرجات.. أرقام تحسم المصير

مع بدء إعلان النتائج، ساد الصمت أرجاء المسرح، وترقبت الأنظار الكلمات التالية، وجاءت الدرجات كالتالي:

عبدالله عبد الموجود: 262 درجة

محمد محمد كامل: 272 درجة

خالد عطية عبد الخالق: 270 درجة

عطية رمضان: 266 درجة

ورغم الفارق الضئيل بين الدرجات، إلا أن القاعدة كانت واضحة: أقل الدرجات تعني مغادرة المنافسة، لتتجه الأنظار مباشرة إلى الطفل عبدالله عبد الموجود

دموع عبدالله.. لحظة صدق تهز المسرح

ما إن أُعلن خروجه من المنافسة، حتى لم يتمالك عبدالله عبد الموجود نفسه، وانهمرت دموعه على المسرح في مشهد صادق بعيد عن أي تصنع دموع طفل حمل القرآن في صوته، واجتهد في كل حلقة، وحلم بالوصول إلى مراحل متقدمة، قبل أن تتوقف رحلته عند هذه المحطة.

لم تكن دموع عبدالله دموع خسارة فقط، بل دموع شغف وحلم، وارتباط روحي بما يقدمه، وهو ما انعكس بوضوح على وجوه الحاضرين والمشاهدين خلف الشاشات.

وزير الأوقاف يتأثر: «بكاؤك عزيز عليّا أوي»

المشهد لم يمر مرور الكرام على وزير الأوقاف، الذي بدا عليه التأثر الشديد ببكاء الطفل، ووجّه له كلمات خرجت من القلب قبل اللسان، قائلًا:
«ما تخلّينيش أعيط أنا كمان.. بكاؤك عزيز عليّا أوي».

كلمات قصيرة، لكنها حملت دعمًا إنسانيًا كبيرًا، ورسالة واضحة بأن البرنامج لا يقيس النجاح بالأرقام فقط، بل يقدّر الجهد والإخلاص والموهبة.

احتضان ودعم على المنصة.. رسالة تتجاوز المنافسة

ولم يكتفِ وزير الأوقاف بالكلمات، بل نزل إلى المنصة برفقة والد الطفل عبدالله عبد الموجود، في مشهد لافت، حيث احتضن الطفل وحرص على تهدئته، في رسالة أبوية واضحة، تؤكد أن الخروج من المسابقة لا يعني نهاية الطريق.

كما صافح الوزير المتسابقين الثلاثة الذين واصلوا المنافسة، مشددًا على روح الأخوة والتنافس الشريف، ومؤكدًا أن الجميع فائز بما قدمه من تلاوة وأداء مشرف.


عبدالله عبد الموجود.. موهبة لم تغادر القلوب

ورغم خروجه من برنامج «دولة التلاوة»، إلا أن عبدالله عبد الموجود ترك بصمة واضحة خلال مشاركته، بصوت مميز وحضور هادئ وأداء متقن، جعله محل تقدير من لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء. خروجه لم يكن نهاية المشوار، بل محطة في طريق أطول، يحمل في طياته خبرة وتجربة ستظل راسخة في ذاكرته.

 

تم نسخ الرابط