الأمعاء تتعافى خلال الليل.. 6 مشروبات قبل النوم تساعد على الشفاء الطبيعي

على عكس ما يظنه البعض، الأمعاء لا تنام عندما ننام، بل تعمل بعمق خلال ساعات الليل على إصلاح نفسها وإعادة توازنها الداخلي، ففي فترة الراحة العميقة، ينشط الجهاز الهضمي لإعادة بناء بطانته، ومعالجة العناصر الغذائية، وتنظيم الميكروبيوم، وهو المجتمع المعقّد من البكتيريا المفيدة التي تعيش في أمعائنا وتؤثر في صحتنا العامة.

ويقول خبراء التغذية إن اختيار المشروب الليلي المناسب يمكن أن يدعم هذه العملية الطبيعية، من خلال تعزيز الهضم، وتهدئة الالتهابات، وتحسين توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.

وفيما يلي 6 مشروبات قبل النوم مدعومة بالأبحاث العلمية، تساعد على تهدئة الأمعاء ودعم عملية التعافي أثناء النوم.

1. شاي البابونج والشمر – لتخفيف الانتفاخ وتهدئة المعدة

يعرف البابونج بخصائصه المهدئة التي تساعد على استرخاء العضلات الهضمية وتقليل التشنجات. 

وتؤكد دراسات أن مستخلصاته تساهم في تخفيف الالتهاب والانزعاج الهضمي

أما بذور الشمر، فهي تستخدم منذ القدم لتقليل الغازات والمغص، إذ تساعد مركباتها على استرخاء عضلات الأمعاء الدقيقة وتحسين حركة الهضم.

طريقة التحضير:
اغلِ كوبًا من الماء، وأضف ملعقة صغيرة من بذور الشمر وكيسًا من شاي البابونج (أو ملعقة صغيرة من الزهور المجففة).
انقعه لمدة 5–7 دقائق، وتناوله دافئًا قبل النوم.

هذا المشروب المزدوج يُخفف الانتفاخ بلطف، ويُهيئ الجهاز الهضمي لليلة هادئة ومريحة.

2. ماء الليمون والزنجبيل – لتنظيف لطيف وتنشيط الهضم

يُعد الزنجبيل من أقوى الأعشاب الطبيعية لتحفيز حركة الجهاز الهضمي، وتسريع إفراغ المعدة وتخفيف الغثيان وعسر الهضم.

أما الليمون فيُضيف نكهة منعشة، إلى جانب ما يحتويه من فيتامين C ومضادات أكسدة تُسهم في تنظيف الأمعاء ودعم المناعة.

طريقة التحضير:
أضف ملعقة صغيرة من الزنجبيل المبشور الطازج، وعصير نصف ليمونة إلى كوب من الماء الساخن.
اتركه منقوعًا لمدة 5 دقائق قبل الشرب.

شرب هذا المزيج قبل النوم يساعد على تهدئة المعدة، وتعزيز عملية الهضم اللطيف طوال الليل.

3. عصير الصبار وماء جوز الهند – لإصلاح بطانة الأمعاء

 الصبار (الألوفيرا) من أكثر المكونات فاعلية في دعم بطانة الأمعاء وتهدئتها.

وقد أظهرت دراسة علمية نشرت عام 2020 أن مستخلص الصبار يمكن أن يكون مفيدًا في علاج الاضطرابات الالتهابية المعوية.

أما ماء جوز الهند، فهو غني بالإلكتروليتات والمركبات المضادة للالتهابات، مما يساعد على ترطيب الجسم وشفاء الغشاء المخاطي للأمعاء.

طريقة التحضير:
اخلط نصف كوب من عصير الصبار النقي مع نصف كوب من ماء جوز الهند الطبيعي.

يمكن تبريده قليلًا أو تناوله في درجة حرارة الغرفة قبل النوم.

هذا المشروب المرطب يغذي بطانة الأمعاء ويساعدها على التعافي أثناء النوم.

4. مشروب القرفة – لدعم توازن البكتيريا النافعة

يعتبر  من أغنى مصادر البروبيوتيك، وهي البكتيريا المفيدة التي تحافظ على توازن الميكروبيوم الهضمي وتعزز الهضم.

أما القرفة، فهي تضفي نكهة دافئة وتساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمشروب مسائي مغذٍ للأمعاء والأيض.

طريقة التحضير:
أضف نصف ملعقة صغيرة من مسحوق القرفة إلى ثلاثة أرباع كوب من الكفير العادي.

يمكن تناوله باردًا أو دافئًا قليلًا (مع تجنّب تسخينه بشدة حتى لا تتأثر البكتيريا النافعة).

كوب صغير من الكفير مع رشة قرفة يُغذي ميكروبيوم الأمعاء ويدعم عملية الهضم أثناء النوم.

5. خل التفاح والعسل – لتحفيز الهضم الطبيعي

عند تخفيف خل التفاح في الماء الدافئ، يمكن أن يُعزز الهضم من خلال زيادة حموضة المعدة، مما يساعد على تكسير الطعام وهضم البروتينات.

أما العسل فيضيف نكهة حلوة طبيعية، ويُعتبر غنيًا بمركبات البريبايوتيك التي تُغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء، إضافةً إلى خصائصه المضادة للبكتيريا.

طريقة التحضير:
امزج ملعقة كبيرة من خل التفاح مع ملعقة صغيرة من العسل في كوب ماء دافئ.

قلّب جيدًا واشربه ببطء قبل النوم بنصف ساعة.

ينصح بتجنبه لمن يعانون من ارتجاع المريء أو قرحة المعدة، لأن الحموضة قد تزيد الأعراض سوءًا.

6. لاتيه الكركم – لمكافحة الالتهاب وتهدئة الأمعاء

يُعرف الكركم بخصائصه القوية المضادة للالتهابات، بفضل مركب الكركمين الفعّال الذي يحارب الالتهاب في الأمعاء ويُعزز الشفاء.
ويُعتبر مشروب الكركم بالحليب أو الحليب النباتي من أشهر الوصفات الليلية التي تساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم.

طريقة التحضير:
اغلِ كوبًا من الحليب (أو حليب نباتي مثل اللوز أو الشوفان) مع نصف ملعقة صغيرة من الكركم، ورشة فلفل أسود لتحسين امتصاص الكركمين.

يمكن إضافة القليل من العسل حسب الرغبة.

يشرب دافئًا قبل النوم، ليساعد على تهدئة الجسم وتخفيف الالتهابات المعوية، ودعم عملية التعافي الطبيعي خلال الليل.

إن دعم الأمعاء أثناء النوم لا يحتاج إلى حلول معقّدة، بل إلى اختيارات بسيطة وواعية قبل الذهاب إلى السرير.

فمن خلال تناول أحد هذه المشروبات الطبيعية، يمكن تعزيز قدرة الجسم على الإصلاح الذاتي والهضم الهادئ، وتحقيق توازن أفضل في الميكروبيوم المعوي  وهو أساس الصحة الجسدية والعقلية على حد سواء.