رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

علامات مبكرة تُنذر بالخرف قبل أكثر من عقد من ظهوره

مرض الخرف
مرض الخرف

لا يظهر الخرف بين عشية وضحاها، إذ تمتد جذوره لسنوات طويلة قد تصل إلى عقد أو أكثر، مسبّبًا تغيّرات خفية في الدماغ تمر غالبًا دون ملاحظة، فكثيرون يعزون التغيرات الطفيفة في الذاكرة أو المزاج أو الأداء اليومي إلى «الشيخوخة الطبيعية»، بينما قد تكون في الواقع جرس إنذار مبكر لاضطرابات إدراكية خطيرة.

دراسة حديثة كشفت أن انخفاض درجات الاختبارات الإدراكية يمكن أن يتنبأ بتطور مرض الزهايمر قبل التشخيص بفترة تتراوح بين 13 و17 عامًا. 

ويؤكد الخبراء أن التعرف على العلامات الأولى قد يغيّر حياة المرضى، إذ يتيح فرصًا للتدخل المبكر وتعديل نمط الحياة والتخطيط المسبق لمواجهة المرض.

ما هو الخرف؟

الخرف ليس مرضًا واحدًا، بل هو مصطلح شامل لمجموعة من اضطرابات الدماغ التي تسبب تراجعًا تدريجيًا في الذاكرة والتفكير والاستدلال والقدرة على أداء الأنشطة اليومية.

ويُعد مرض الزهايمر أكثر أنواعه شيوعًا، يليه الخرف الوعائي، وخرف أجسام لوي، والخرف الجبهي الصدغي.

10 علامات مبكرة قد تُنذر بالخرف
 

1. ضعف الذاكرة قصيرة المدى وصعوبات التذكر

من أبرز العلامات المبكرة نسيان المواعيد أو تكرار الأسئلة نفسها رغم القدرة على أداء المهام اليومية.
وقد وجدت دراسة في كلية لندن الجامعية أن الأشخاص المعرضين للإصابة المبكرة بالزهايمر بدت ذاكرتهم طبيعية بعد نصف ساعة من التذكر، لكن أداءهم انخفض بوضوح بعد مرور أسبوع على الاختبار.

2. تراجع القدرة على حل المشكلات

يعاني المصابون في المراحل المبكرة من صعوبة في التعامل مع المهام المعقدة أو التي تتطلب خطوات متعددة.

وأظهرت دراسة لجامعة كامبريدج أن هؤلاء سجلوا نتائج أضعف في مهام التفكير، وسرعة رد الفعل، وتذكر الأرقام، قبل سنوات من التشخيص الفعلي بالمرض.

3. تغيّرات في الحركة أو التوازن أو زيادة السقوط

تشمل العلامات الجسدية المبكرة بطء المشي، والتعثر المتكرر، وضعف التوازن.

وأشارت دراسات من جامعة كامبريدج والمعاهد الوطنية للصحة الأمريكية (NIH) إلى أن هذه الأعراض قد تظهر قبل 5 إلى 10 سنوات من التشخيص، وأن من أصيبوا لاحقًا بالخرف كانوا أكثر عرضة للسقوط خلال العام السابق لتقييمهم الطبي.

4. تغيّرات جسدية وأيضية

قد يسبق الخرف فقدان الوزن غير المبرر أو انخفاض مؤشر كتلة الجسم أو تغيّرات في نسب السكر والدهون في الدم.

وأظهرت دراسة طويلة المدى أن فقدان الوزن يبدأ عادة قبل 10 سنوات على الأقل من التشخيص، ويتسارع خلال آخر أربع سنوات قبل ظهور الأعراض.

5. تغيّرات في المزاج أو السلوك

القلق والاكتئاب واللامبالاة والانطواء الاجتماعي قد تكون مؤشرات مبكرة للخرف.

وبيّنت دراسات سكانية واسعة أن اضطرابات المزاج تُشخّص لدى كثير من المرضى قبل 5 إلى 10 سنوات من ظهور الزهايمر، مع الإشارة إلى أن القلق والاكتئاب شائعان أيضًا بين الأصحاء ولا يعنيان بالضرورة الإصابة بالخرف.

6. فقدان السمع أو التدهور الحسي

تعد مشاكل السمع أو البصر غير المعالجة من العلامات المبكرة جدًا، إذ يؤدي ضعف التحفيز المعرفي الناتج عنها إلى تدهور تدريجي في وظائف الدماغ.

وتصنّف منظمة الصحة العالمية فقدان السمع وضعف البصر غير المعالج ضمن عوامل الخطر القابلة للتعديل للخرف.

7. صعوبات في الملاحة أو تحديد الاتجاهات

قد يبدأ المريض بالشعور بالضياع في أماكن مألوفة أو يجد صعوبة في قراءة الخرائط أو ترتيب الأشياء في أماكنها الصحيحة.

ويشير مركز فيشر لأبحاث الزهايمر إلى أن التلف في المنطقة المسؤولة عن الإدراك المكاني في الدماغ قد يبدأ قبل عقود من ظهور الأعراض الواضحة.

8. صعوبة في إيجاد الكلمات أو التواصل

تتأثر شبكات اللغة في الدماغ مبكرًا، ما يؤدي إلى صعوبة في تسمية الأشياء المألوفة أو البحث عن الكلمات أو تكرار العبارات.

وتشير مراجعات علمية إلى أن نصف الحالات المبكرة من الزهايمر لا تبدأ بفقدان الذاكرة، بل بتغيّرات لغوية أو نفسية دقيقة.

9. اضطرابات النوم أو تغيّرات في الإيقاع اليومي

تظهر أحيانًا في شكل انقطاع النفس أثناء النوم أو كثرة القيلولة النهارية أو الأرق المستمر.

وتؤكد مايو كلينك أن اضطرابات النوم تُعد من العوامل القابلة للوقاية التي يمكن أن تؤثر في تطور الخرف لاحقًا.

10. تغيّرات حسية غير مبررة

فقدان أو ضعف حاسة الشم والتذوق، أو رعشة خفيفة، أو بطء في ردود الفعل، قد تكون مؤشرات عصبية مبكرة.

ووفقًا لدراسة واسعة، فإن الاضطرابات الحسية والحركية الخفيفة زادت من احتمال الإصابة بالخرف قبل 5 إلى 10 سنوات من التشخيص.

ما الذي يجب فعله عند ملاحظة هذه العلامات؟

يشدد الخبراء على ضرورة إجراء تقييم طبي شامل عند ظهور أي من هذه العلامات، بما في ذلك الاختبارات الإدراكية مثل MMSE أو MoCA للكشف المبكر.

كما يوصى بإدارة صحة القلب والأوعية الدموية والتحكم في ضغط الدم والسكر خلال منتصف العمر، إذ تشير الدراسات إلى أن هذه العوامل تقلل من خطر الخرف لاحقًا.

وإلى جانب ذلك، فإن النظام الغذائي المتوازن، وممارسة التمارين بانتظام، والتحفيز الذهني، وتحسين جودة النوم، وتقليل التوتر، كلها خطوات فعالة للحفاظ على صحة الدماغ وتقليل احتمالات التدهور الإدراكي مع التقدم في العمر.

تم نسخ الرابط