رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

خبير بالعلاقات الدولية السورية لـ"تفصيلة": العنف مستمر في سوريا.. تفجيرات واغتيالات وخطف ممنهج يستهدف العلويين وتصاعد للكراهية

استهداف العلويين
استهداف العلويين وتفجير جامع الإمام علي في حمص

 سوريا تعيش مرحلة خطرة تتشابك فيها التطورات الأمنية والسياسية، بينما تتواصل مشاهد العنف في عدد من المحافظات دون توقف.
سوريا تشهد تصاعدًا في التفجيرات وعمليات القتل والخطف، الأمر الذي يفاقم معاناة المدنيين ويزيد من حالة التوتر المجتمعي.
الدولة السورية تبدو اليوم أمام واقع شديد التعقيد مع استمرار الاستهداف الممنهج لفئات بعينها وتوسع دائرة الاضطرابات.
كما تقف دمشق على مفترق طرق حساس، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع واحتمالات تصاعد الاضطرابات إذا لم يتم وقف هذا النزيف المستمر.

تفجير مسجد حمص بسوريا

قُتل 8 أشخاص على الأقل اليوم الجمعة جراء انفجار وقع داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بمحافظة حمص فيما أصيب 21 آخرين.

وكالة الأنباء السورية "سانا" أفادت بأن الانفجار أسفر أيضًا عن إصابة خمسة أشخاص بجروح متفاوتة.
السلطات السورية باشرت التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث وطبيعة الانفجار والأطراف المحتملة وراءه.

سوريا على صفيح ساخن

حوار خاص يفتح الملفات الشائكة في المشهد السوري الراهن، حيث يكشف الكاتب والخبير في العلاقات الدولية قصي عبيدو في تصريحات خاصة لموقع “تفصيلة” عن تصاعد خطير في عمليات القتل والخطف والتفجير والاعتقال في عدد من المحافظات السورية، مع تأكيده أن هذه الممارسات لم تتوقف منذ سقوط نظام بشار الأسد بل ازدادت تعقيدًا وحدة، خاصة في حمص واللاذقية وحماة، مرورًا بسلسلة من الأحداث الدموية التي طالت المدنيين.

تفجير جامع الإمام علي في حمص
تفجير جامع الإمام علي في حمص

تصاعد العنف في المحافظات السورية

قصي عبيدو يؤكد أن مشهد الدم لم يغب عن سوريا منذ سنوات، موضحًا أن القتل والخطف والسبي والاعتقالات لم تتوقف في معظم المحافظات، وتحديدًا حمص واللاذقية وحماة.

عبيدو يوضح أنه وخلال الأسبوع الماضي فقط تم تسجيل حادثة مروعة تمثلت في قتل أربعة أشخاص داخل قرية بعبده في ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، وقبلها بيوم واحد جرى قتل شابين شقيقين في واقعة مشابهة.

تفجير جامع الإمام علي في حمص
تفجير جامع الإمام علي في حمص

اتهامات جاهزة وفوضى أمنية في سوريا

عبيدو يعلق على هذه الجرائم قائلاً إن التهم دائمًا جاهزة، ففي بعض المناطق تُلصق بالضحايا تهمة أنهم “فلول”، كما حدث في قرية بعبده، بينما تسجل جرائم أخرى ضد مجهول مثلما جرى في قرية بيصين، ما يزيد الغموض ويعمق حالة الخوف.

تفجير جامع الإمام علي في حمص

الخبير السوري يشير إلى تفجير جديد شهدته محافظة حمص اليوم الجمعة، حيث جرى تفجير جامع الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في حي وادي الذهب بعملية انتحارية نفذها عنصر متشدد ينتمي للفكر الجهادي المرتبط بتنظيمات مثل القاعدة وجبهة النصرة وأنصار السنة.

عبيدو يوضح أن الحصيلة الأولية كانت مؤلمة، مع تسجيل استشهاد ثمانية مواطنين وإصابة ثلاثة وعشرين آخرين بإصابات خطيرة ومتوسطة.

استهداف الطائفة العلوية وتغذية الكراهية

عبيدو يشير بوضوح إلى أن جميع المصابين من أبناء الطائفة العلوية، نظرًا لوجود الجامع داخل حي يقطنه غالبية من أبناء الطائفة، مؤكدًا أن القتل والخطف والاعتقالات مستمرة حتى اليوم بل تتزايد بفعل التعصب والخطاب الديني المنفلت المنتشر عبر مواقع التواصل.

تفجير جامع الإمام علي في حمص واستهداف العلويين
تفجير جامع الإمام علي في حمص واستهداف العلويين

عبيدو يربط هذا التصاعد بما حدث بعد لقاء الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وانضمام حكومة الأمر الواقع للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ما خلق حالة انقسام بين مؤيد ومعارض داخل سوريا، لتبدأ موجة جديدة من التفجيرات والعمليات الانتقامية.

استهداف ممنهج ودخول متشددين لمؤسسات الأمن

عبيدو يرى أن ما يجري في سوريا يمثل استهدافًا ممنهجًا لأبناء الطائفة العلوية باعتبارهم خدموا سابقًا في الجيش ووزارة الداخلية، إضافة لارتباط بشار الأسد بالطائفة، ما جعلها “تدفع الثمن”، مع وجود آلاف المعتقلين في السجون منذ السقوط.
عبيدو يكشف عن تقديرات بوجود أكثر من عشرين ألف معتقل بين مدنيين وعسكريين بتهم مختلفة أبرزها “الفلول”، مع تأكيده وجود عناصر تنتمي لداعش وجبهة النصرة داخل الجيش الحالي ووزارة الداخلية يحملون فكرًا تكفيريًا خطيرًا.

تحذير أخير ورسالة قوية

عبيدو يختتم حديثه بتحذير شديد اللهجة، مؤكدًا أن هذا “المرض الخطير” يجب التخلص منه قبل فوات الأوان، محذرًا من وقوع مجازر جديدة في سوريا بحق العلويين والمسيحيين والدروز وبقية مكونات المجتمع السوري إذا استمرت الفوضى بذات الوتيرة.

تم نسخ الرابط