رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

حصى الكلى.. ألم لا يحتمل وعادات يومية تقف وراء انتشاره بين الشباب

الملح
الملح

إذا سبق لك التحدث مع شخص عانى من حصى الكلى، فلا بد أنك سمعت عن آلامها الشديدة التي تُعد من أقسى الآلام التي قد يمر بها الإنسان. 

المؤسف أن هذه الحالة المؤلمة لم تعد مقتصرة على فئات عمرية معينة، بل أصبحت أكثر شيوعًا بين الشباب، في ظل أنماط حياة غير صحية تفرض نفسها على الحياة اليومية.


ووفقًا لدراسات حديثة، فإن عادات نمط الحياة، وعلى رأسها الجفاف المزمن، والإفراط في تناول الملح، والاعتماد المتزايد على الأطعمة المصنعة،  من الأسباب المباشرة وراء ارتفاع معدلات الإصابة بحصى الكلى خلال السنوات الأخيرة.


دراسة تحذر: الجفاف والملح في صدارة الأسباب


أظهرت دراسة نُشرت في مجلة جراحة المسالك البولية أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بالصوديوم ويشربون كميات غير كافية من الماء، يكونون أكثر عرضة للإصابة بحصى الكلى.


وبيّنت الدراسة أن حتى الجفاف الطفيف يؤدي إلى زيادة تركيز المعادن، مثل الكالسيوم والأوكسالات، في البول، ما يهيئ البيئة المناسبة لتكوّن البلورات وتحوّلها إلى حصى مؤلمة.


لماذا ترتفع حالات حصى الكلى؟


بحسب الدراسة نفسها، تعود الزيادة الملحوظة في حالات حصى الكلى إلى عدة عوامل رئيسية، من أبرزها:


1. قلة شرب الماء


رغم الوعي بأهمية الترطيب، لا يحصل كثيرون على الكمية الكافية من السوائل، خاصة في الأجواء الحارة أو خلال ساعات العمل الطويلة. 

نقص الماء يؤدي إلى إنتاج بول مركز، ما يزيد من احتمالات تكوّن الحصى.


2. النظام الغذائي الغني بالملح


الصوديوم أصبح مكون خفي في كثير من الأطعمة اليومية، من رقائق البطاطس والوجبات الخفيفة إلى الخبز وحبوب الإفطار. 

هذا الفائض من الملح يرهق الكلى ويزيد من طرح الكالسيوم في البول، ما يعزز تكوّن الحصى.


3. الاعتماد على الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة


أنماط الحياة السريعة دفعت الكثيرين إلى تناول الوجبات الجاهزة والمعكرونة سريعة التحضير والطعام المطلوب عبر التطبيقات. هذه الأطعمة غالبًا ما تكون غنية بالملح، 

وفقيرة بالماء والعناصر الغذائية المفيدة، ما يرفع خطر الإصابة بحصى الكلى.
 

كيف تحمي كليتيك من الحصى؟
 

يشدد الباحثون على أن الوقاية ممكنة عبر تغييرات بسيطة في نمط الحياة، من بينها:


1. إعطاء الأولوية للترطيب


لون البول الأصفر الفاتح يُعد أفضل مؤشر على الترطيب الجيد. الماء هو الخيار الأمثل، ويمكن التنويع بماء جوز الهند، أو ماء الليمون، أو شاي الأعشاب.

 ويُنصح بزيادة السوائل لمن يتعرقون بكثرة.


2. التقليل من الأطعمة المالحة والمعلبة
 

تحضير الطعام في المنزل يمنحك السيطرة على كمية الملح.

 كما توصي الجهات الصحية بقراءة الملصقات الغذائية، إذ تُعد أي نسبة صوديوم تتجاوز 20% لكل حصة مرتفعة.

 واستبدال الوجبات الخفيفة المصنعة بالفواكه أو المكسرات خيار صحي وآمن.
 

3. الإكثار من الأطعمة الغنية بالسترات
 

السترات مثبط طبيعي لتكوّن الحصى، وتتوفر بكثرة في الحمضيات مثل الليمون والبرتقال. كوب واحد من ماء الليمون يوميًا قد يُحدث فرقًا ملحوظًا في الوقاية.
 

4. تحقيق التوازن في تناول الكالسيوم
 

على عكس الشائع، فإن تجنب الكالسيوم ليس الحل. تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مع الوجبات يساعد على تقليل امتصاص الأوكسالات، وبالتالي يقلل من خطر تكوّن الحصى.
5. الحفاظ على وزن صحي والنشاط البدني
تشير دراسات إلى أن نمط الحياة الخامل يزيد من خطر الإصابة بحصى الكلى. وحتى الأنشطة البسيطة مثل المشي تُحسن الدورة الدموية وتدعم كفاءة عمل الكليتين.

يمكن للخيارات اليومية البسيطة، مثل شرب الماء بانتظام، والاعتدال في تناول الملح، واتباع نظام غذائي متوازن، أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بحصى الكلى.
 

ويؤكد الخبراء أن الوقاية تبدأ من الوعي، وأن العناية بالكلى اليوم قد تجنّبك آلامًا شديدة ومضاعفات صحية في المستقبل.

تم نسخ الرابط