لماذا تشعر بالحاجة إلى دخول الحمام بعد تناول الطعام؟
هل تجد نفسك تتجه إلى الحمام فور الانتهاء من تناول وجبتك؟ بالنسبة لكثيرين، قد يبدو التبرز بعد الأكل مباشرة أمرًا عاديًا، لكنه لدى البعض قد يكون إشارة تحذيرية إلى مشكلة صحية تتعلق بالجهاز الهضمي.
بحسب الدكتور باسافاراج إس كومباري، استشاري الطب الباطني فإن الشعور المُلحّ بالحاجة إلى التبرز بعد تناول الطعام مباشرة قد يرتبط أحيانًا باضطرابات في صحة الأمعاء، وهو ما يستدعي الانتباه وعدم تجاهله.
رد الفعل المعدي القولوني.. تفسير علمي
يعرف ما يحدث بعد تناول الطعام مباشرة باسم رد الفعل المعدي القولوني، وهو تفاعل فسيولوجي طبيعي ينظم حركة الجزء السفلي من الجهاز الهضمي عقب دخول الطعام إلى المعدة.
وبسبب هذا المنعكس، يزداد نشاط القولون ليُفسح مجالًا للطعام الجديد، فتندفع محتويات الأمعاء باتجاه المستقيم، ما يسبب الإحساس بالرغبة في التبرز خلال دقائق قليلة من الأكل، وفقًا لما تشير إليه المراجع الطبية.
ويشرح الدكتور كومباري أن المعدة ترسل إشارة إلى القولون للانقباض بعد تناول الطعام، فيتحرك محتوى القولون إلى الأسفل.
ويضيف:«في الجهاز الهضمي السليم، يُعد هذا المنعكس طبيعيًا ويساعد على انتظام حركة الأمعاء، ويكون أكثر وضوحًا في الصباح أو بعد الوجبات الكبيرة.
بعض الأشخاص لديهم منعكس معدي قولوني أكثر حساسية، فيشعرون بالحاجة للتبرز سريعًا رغم أن جهازهم الهضمي يعمل بشكل طبيعي».
ويؤكد أن هذه الحالة تعد طبيعية طالما كانت متقطعة، ويمكن التنبؤ بها، ولا تصاحبها آلام أو إلحاح شديد.
وغالبًا ما يكون هذا المنعكس في أقوى حالاته بعد الإفطار، إذ تنشط الأمعاء بعد فترة الصيام الليلي الطويلة.
متى تتحول العادة إلى مؤشر خطر؟
يشير الدكتور كومباري إلى أن هناك علامات قد تدل على ضعف صحة الأمعاء أو وجود مشكلة مرضية، من أبرزها:
الإسهال المتكرر أو الإمساك المزمن
آلام البطن المستمرة
الانتفاخ والغازات الزائدة
التغير المفاجئ في نمط التبرز
فقدان غير مبرر في الوزن
وجود دم أو مخاط في البراز
ألم شديد أو الحاجة إلى التبرز ليلًا
ويحذر من أن الاعتياد الدائم على التبرز مباشرة بعد تناول الطعام، خاصة إذا كان مصحوبًا بهذه الأعراض، لا ينبغي اعتباره أمرًا طبيعيًا.
أمراض محتملة وراء الأعراض
قد تشير هذه العلامات إلى حالات صحية أكثر خطورة، مثل متلازمة القولون العصبي، أو أمراض التهاب الأمعاء، أو الداء البطني (السيلياك)، أو العدوى المعوية، أو اضطرابات سوء الامتصاص.
وينصح الطبيب بضرورة استشارة مختص لتحديد السبب بدقة، ومعرفة ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن فرط نشاط المنعكس المعدي القولوني أم عن مرض يحتاج إلى علاج طبي.
كيف يمكن السيطرة على الأعراض؟
للتحكم في فرط نشاط رد الفعل المعدي القولوني وتحسين صحة الأمعاء، يوصي الدكتور كومباري ببعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة، منها:
تناول وجبات أصغر حجمًا وعلى فترات متقاربة
زيادة الألياف الغذائية تدريجيًا
تجنب الأطعمة المصنعة والوجبات الدسمة والإفراط في الكافيين
الحفاظ على شرب كميات كافية من الماء
الالتزام بنظام غذائي منتظم
ممارسة النشاط البدني بانتظام
تقليل التوتر من خلال اليوغا أو التأمل أو تمارين التنفس العميق
صحة الأمعاء لا تقل أهمية عن أي جانب آخر من الصحة العامة، حتى فيما يتعلق بتوقيت التبرز اليومي.
تجاهل أعراض فرط نشاط المنعكس المعدي القولوني لفترات طويلة قد لا يؤثر فقط على راحة الجهاز الهضمي، بل قد يكون بوابة لمشكلات صحية أكثر خطورة.
الإنصات لإشارات الجسم وطلب الاستشارة الطبية في الوقت المناسب هو الخطوة الأولى لحماية صحة أمعائك.



