رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

السر وراء استفادتك القصوى من المكملات.. الراحة النفسية والنوم المنتظم

الفيتامينات والمكملات
الفيتامينات والمكملات الغذائية

كثيراً ما يلجأ الناس إلى المكملات الغذائية على أمل تحسين الصحة والطاقة دون تفكير عميق، ورغم أن هذه المكملات قد تحمل فوائد، إلا أنها ليست "حبة سحرية".

 الفائدة الحقيقية تأتي من معالجة جذور المشكلة: النوم الجيد وإدارة التوتر.

 تناول المكملات في ظل قلة النوم أو التوتر المزمن غالباً ما يكون غير مجدٍ، لأنها تدخل جسماً يعاني من مشاكل أساسية غير محلولة.


أولاً: دور النوم في الاستفادة من المغذيات


يقوم الجسم خلال مراحل النوم العميق بأعمال الإصلاح وامتصاص العناصر الغذائية:

الامتصاص: يحتاج الجسم من 7 إلى 9 ساعات من النوم لامتصاص الفيتامينات مثل D وB ونقلها إلى الخلايا بشكل صحيح.
 

فيتامين C والمغنيسيوم: أظهرت الأبحاث أن الحرمان من النوم ليلة واحدة فقط يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين C بنسبة 30%، كما يضعف قدرة الجسم على امتصاص المغنيسيوم، مما يجعل المكملات غير فعالة.

استنزاف الطاقة: يسرّع التوتر من استهلاك الجسم للفيتامينات والمعادن، إذ يستهلك الكورتيزول فيتامينات B والمغنيسيوم بسرعة، لذلك يشعر الكثيرون بالإرهاق رغم تناولهم المكملات، لأن أدمغتهم لم ترتح بما يكفي لتحويل هذه المكملات إلى طاقة.


ثانياً: كيف يحد التوتر من فعالية المكملات؟
 

التوتر المزمن يرفع مستويات هرمون الكورتيزول، مما يؤثر سلباً على قدرة الجسم على الاستفادة من المكملات:

الالتهابات: يستخدم الجسم مضادات الأكسدة مثل فيتامين E وC لمحاربة الالتهابات، لكن التوتر المزمن يعيق هذه العملية.
مقاومة الأنسولين: ارتفاع الكورتيزول يقلل من استجابة الجسم للأنسولين، مما يجعل مكملات تنظيم السكر مثل الكروم والبربرين غير فعالة.


أوميغا-3: التوتر غير المسيطر عليه يقلل من فوائد أوميغا-3 لصحة الدماغ بنسبة تصل إلى 50%، لأن التوتر يخلق دهوناً ضارة تعادل الآثار المفيدة لأوميغا-3.
 

ثالثاً: مكملات شائعة لا تحقق الفائدة بدون الراحة
 

فيتامين D: ضروري لصحة العظام والطاقة، لكنه لا ينشط في الكبد والكلى إذا كان النوم غير كافٍ.
المغنيسيوم: يساعد على استرخاء الجهاز العصبي، لكن التوتر يدفع الجسم لطرده عبر البول، مما يقلل من فعاليته.

البروبيوتيك (المعينات الحيوية): قلة النوم تخلق بيئة ملائمة لتكاثر البكتيريا الضارة، ما يقلل من عمر وفعالية البكتيريا النافعة في المكملات.


رابعاً: جهاز المناعة يحتاج للنوم


يستخدم الكثيرون الزنك لمحاربة نزلات البرد، لكن الدراسات تشير إلى أن الزنك يقلل من خطر العدوى بنسبة 60% لدى من ينامون جيداً، بينما لا يقدم أي حماية لمن يعانون من الحرمان من النوم.
هرمونات التوتر تضعف خلايا الدم 

البيضاء، مما يمنع فيتامين C من أداء دوره المناعي مهما كانت الجرعة المتناولة.


خامساً: الهرمونات وصعوبة فقدان الوزن


للرجال: انخفاض مستويات التستوستيرون بنسبة 30% خلال ليلة واحدة من التوتر يجعل مكملات تعزيز الهرمونات غير فعالة.

للنساء: التوتر يؤثر على مستويات الإستروجين، مما يجعل مكملات الكالسيوم المستخدمة لعلاج أعراض ما قبل الدورة الشهرية (PMS) عديمة الجدوى.
الشهية: قلة النوم ترفع هرمونات الجوع، ما يقلل من فاعلية مكملات حرق الدهون مثل مستخلص الشاي الأخضر.


سادساً: الحلول الحقيقية قبل اللجوء إلى المكملات


نظافة النوم: الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة، النوم في غرف مظلمة، والابتعاد عن الشاشات قبل النوم.
إدارة التوتر: ممارسة المشي لمدة 10 دقائق أو تمارين التنفس العميق لخفض الكورتيزول بنسبة تصل إلى 20%، ما يمكّن الجسم من الاستفادة من المكملات.
المراقبة قبل الشراء: تتبع جودة النوم عبر التطبيقات، فإذا كان النوم أقل من 6 ساعات، فإن معظم المكملات لن تكون فعالة.
الغذاء الكامل: الحصول على العناصر الغذائية من الأطعمة الطبيعية أفضل من المكملات، خصوصاً عندما يكون الجسم في حالة استرخاء وانخفاض التوتر.


المكملات الغذائية ليست بديلاً عن نمط الحياة الصحي. أصلح نومك وهدئ أعصابك أولاً، وسيقوم جسمك بالاستفادة القصوى من المكملات الغذائية بعد ذلك.

تم نسخ الرابط