في مواجهة ارتفاع الضغط عالميًا.. 3 مشروبات قبل النوم تمنح الشرايين فرصة للاسترخاء

في ظل الارتفاع العالمي في معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، يواصل الأطباء التحذير من خطورته باعتباره أحد أبرز العوامل المؤدية للنوبات القلبية والسكتات الدماغية. 

ورغم أن الأدوية تظل خط الدفاع الأول للسيطرة على هذا المرض المزمن، فإن المشروبات الطبيعية تلعب دورًا داعمًا مهمًا يمكن أن يعزز فعالية العلاج الطبي، خاصة عند تناولها في ساعات المساء وقبل النوم، حيث يكون الجسم في حالة استعداد للاسترخاء.

ومع التأكيد أن هذه المشروبات ليست بديلًا للأدوية بأي شكل، وإنما عناصر مساعدة بعد استشارة الطبيب، يقدم الخبراء مجموعة من الخيارات الطبيعية التي أظهرت نتائج واعدة في دعم التحكم في ضغط الدم المرتفع.

1. عصير الشمندر “النترات الطبيعية في خدمة القلب”

يحظى عصير الشمندر باهتمام علمي واسع نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من النترات الطبيعية التي يحولها الجسم إلى أكسيد النيتريك، وهو مركب يعمل على استرخاء الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم، مما يقلل الضغط الواقع على الشرايين.

لا يفوتك

عصير البرتقال.. مشروب صباحي يخفض الكوليسترول الضار وينظم ضغط الدم

وتشير دراسات متعددة إلى فعالية هذا المشروب، حيث أظهرت بحوث أن تناول عصير الشمندر يوميًا يقلل الضغط الانقباضي بمقدار يتراوح بين 7 و12 ملم زئبقي لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم.

وفي جامعة إكستر البريطانية، أظهر بحث متخصص أن كبار السن الذين تناولوا عصير الشمندر انخفض لديهم ضغط الدم بوضوح نتيجة تغيرات في بكتيريا الفم عززت إنتاج أكسيد النيتريك.

وينصح الخبراء بتناول ما بين 70 و250 مل يوميًا لتحقيق أفضل النتائج، مع ملاحظة أن التحسن يتزايد مع الاستمرار، وأن التأثير الأولي قد يظهر خلال ساعات أو أيام قليلة.

لكن ينبه الأطباء إلى ضرورة توخي الحذر لدى من يعانون من مشاكل في الكلى، لارتباط الإفراط في الشمندر بارتفاع مستويات بعض المركبات التي قد تُرهق الكلى.

2. شاي البابونج “مشروب يهدّئ الأعصاب ويخفض الضغط”

لا يزال شاي البابونج أحد أكثر المشروبات ارتباطًا بالراحة والاسترخاء. وبما أن التوتر يُعد من أبرز مسببات ارتفاع ضغط الدم، فإن قدرة البابونج على تهدئة الجسم وتنظيم النوم تمنحه مكانة مميزة بين المشروبات المفيدة للقلب.

وتكشف دراسات حديثة أن البابونج يسهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وهما عاملان يرفعان خطر انقباض الشرايين وبالتالي ارتفاع ضغط الدم.

كما أن خلوه من الكافيين يجعله خيارًا مثاليًا قبل النوم دون تأثيرات منبهة.

ويشير متخصصون إلى أن الانتظام في تناول كوب يومي من البابونج يُحسن جودة النوم، ويقلل الالتهاب، ويدعم استقرار ضغط الدم لدى المرضى.

3. الحليب معادن تمنح الأوعية مرونة

يبرز الحليب قليل الدسم كأحد المشروبات التي تدعم السيطرة على ضغط الدم، إذ تُظهر الدراسات أن المواظبين على تناوله يسجلون قراءات ضغط أقل قد تصل إلى 10 ملم زئبقي مقارنة بغير المستهلكين.

ويعود ذلك إلى تركيزه العالي من المعادن المهمة مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، التي تساهم في إرخاء الأوعية الدموية وتنظيم توازن السوائل، مما يقلل العبء على الجهاز القلبي الوعائي ويُعزز مرونة الشرايين.

وينصح خبراء التغذية باعتماد كوب دافئ من الحليب قبل النوم، مع اختيار الأنواع قليلة أو خالية الدسم والابتعاد عن المنتجات المحلاة.

نهج متكامل للسيطرة على ضغط الدم

يتفق الخبراء على أن الاعتماد على عصير الشمندر أو شاي البابونج أو الحليب قبل النوم يمكن أن يشكل إضافة ذات قيمة للصحة القلبية، شرط دمجها ضمن نمط حياة صحي يشمل:

الالتزام بالأدوية الموصوفة من الطبيب،

اتباع نظام غذائي متوازن منخفض الصوديوم،

ممارسة النشاط البدني بانتظام،

وتجنب التوتر والانفعال.

ورغم بساطة هذه المشروبات، فإن الأدلة العلمية تُظهر أن تأثيرها التراكمي يمكن أن يساعد بشكل ملموس في تحسين قراءات ضغط الدم، مما يوفر دعمًا طبيعيًا مكمّلًا للمرضى الراغبين في تعزيز صحتهم القلبية بطريقة آمنة وفعّالة.