باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

أطعمة خفية تدمر الكبد بصمت داخل كل وجبة يومية

الكبد الدهني
الكبد الدهني

يموت نحو مليوني شخص سنويًا بسبب أمراض الكبد في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعادل نحو 4٪ من إجمالي الوفيات عالميًا. 

وتشير بيانات  مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن نحو 4.5 مليون بالغ في الولايات المتحدة تم تشخيصهم بأحد أشكال أمراض الكبد.

ويجمع الأطباء  على أن نمط الحياة والعادات الغذائية غير الصحية من أبرز أسباب تفاقم أمراض الكبد، حيث تلعب التغذية اليومية دورًا محوريًا في حماية الكبد أو إضعافه.

الدكتور أدريان سنايدر، طبيب متخصص في وظائف الأعضاء وصحة الغدة الدرقية ومتلازمة تكيس المبايض، يُوضح أن ما يظنه كثيرون من أن "اللحوم" أو "الدهون الحيوانية" هي الأكثر ضررًا على الكبد ليس صحيحًا تمامًا، مشيرًا إلى أن هناك مكونات غذائية أخرى تشكل خطرًا أكبر على هذا العضو الحيوي.

ويضيف سنايدر أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) يعد اليوم من أكثر أمراض الكبد شيوعًا، إذ يتزايد تشخيص الحالات بين فئات عمرية أصغر سنًا.

ووفقًا لتقديرات مؤسسة الكبد الأمريكية، فإن نحو 100 مليون شخص في الولايات المتحدة – أي ما يعادل ربع السكان تقريبًا – يعانون من هذا المرض، الذي يتميز بتراكم الدهون في الكبد دون أن يكون له علاقة بتناول الكحول.

ويكشف الطبيب أن "أسوأ طعام يمكن تناوله لصحة الكبد هو شراب الذرة عالي الفركتوز (HFCS)"، موضحًا أن "الأبحاث أثبتت أنه أكثر ضررًا من الدهون الحيوانية، ويرتبط ارتباطًا مباشرًا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي".

ويشير إلى أن الفركتوز الصناعي، وهو نوع من السكر يُستخدم على نطاق واسع في المشروبات الغازية والمُحلّاة والوجبات الخفيفة والحلويات والزبادي المُنكّه، يتحول بسرعة إلى دهون داخل الكبد، ما يزيد خطر الالتهاب والتلف الكبدي.

وعلى الرغم من وجود الفركتوز الطبيعي في الفواكه والخضروات، فإن الفركتوز الصناعي المضاف إلى الأطعمة المُصنّعة هو ما يشكل الخطر الأكبر.

ويشرح سنايدر أن الفركتوز الصناعي يتم امتصاصه ومعالجته في الأمعاء أولًا، مما يؤثر سلبًا على بطانة الأمعاء وتوازن بكتيريا الجهاز الهضمي، ويزيد من امتصاص مواد بناء الدهون التي تتجه مباشرة إلى الكبد. 

كما تُسهم منتجات البكتيريا الثانوية مثل الأسيتات والزبدات في تحفيز إنتاج الدهون داخل الكبد، مما يؤدي إلى تراكمها وحدوث الالتهاب.

وحذر الطبيب من أن الإفراط في تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالفركتوز لا يُسبب فقط تراكم الدهون، بل يؤدي أيضًا إلى التهاب الكبد المزمن الذي قد يتطور إلى تليف أو فشل كبدي في الحالات المتقدمة.

وبينما يعتقد البعض أن تقليل الدهون الحيوانية كافٍ لحماية الكبد، يُذكّر سنايدر بأن الخطر الحقيقي يكمن في السكريات الخفية التي نتناولها يوميًا دون وعي. فشراب الذرة عالي الفركتوز أصبح مكوّنًا أساسيًا في كثير من المنتجات الغذائية الشائعة، ما يجعل من الصعب تجنبه دون قراءة الملصقات الغذائية بعناية.

 يؤكد الاطباء  أن حماية الكبد تبدأ من المطبخ، عبر تقليل السكريات المصنعة والمشروبات المحلاة، والاعتماد على نظام غذائي متوازن غني بالبروتينات الصحية، والخضروات، والحبوب الكاملة، إلى جانب ممارسة النشاط البدني المنتظم. فالكبد، رغم قدرته على التحمل والتجدد، لا يحتمل الإهمال طويل الأمد.

تم نسخ الرابط