نقص فيتامين ب12..علامات جلدية مبكرة تكشف ما لا يظهره الجسد سريعًا
نقص فيتامين ب12..علامات جلدية مبكرة تكشف ما لا يظهره الجسد سريعًا
رغم أن فيتامين ب12 يعرف بدوره المحوري في دعم وظائف الأعصاب وتكوين خلايا الدم الحمراء وصنع الحمض النووي (DNA)، فإن أهميته لصحة الجلد كثيرًا ما تُغفل.
فالجلد، باعتباره أكبر أعضاء الجسم وأكثرها حساسية للتغيرات الداخلية، يكون عادةً أول من يطلق إشارات تحذيرية عند انخفاض مستويات هذا الفيتامين الأساسي.
إذ تظهر أعراض مثل تغيّر اللون، والجفاف، والالتهاب، والشحوب، وهي مؤشرات لا ينبغي تجاهلها، لأنها تعكس ضعف إمداد الأكسجين والمغذيات إلى خلايا البشرة.
ويحذر الأطباء من أن إهمال نقص فيتامين ب12 لا يقتصر أثره على البشرة فقط، فالمضاعفات الأخطر قد تكون عصبية أو دموية، ولكن رصد العلامات المبكرة على الجلد يمنح فرصة لتشخيص أسرع وعلاج أكثر فعالية، بما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة والمظهر الخارجي.
لماذا فيتامين ب12 مهمًا لصحة الجلد؟
يؤدي فيتامين ب12 دورًا أساسيًا في دعم عملية تجدد الخلايا ونموها وإصلاحها، وهي عمليات تعتمد عليها البشرة للحفاظ على صحتها ومرونتها.
وعندما تقلّ مستوياته، يتعطل وصول الأكسجين إلى الخلايا، ويتباطأ تعافي الجلد من التلف، فتبدأ المشاكل بالظهور: جفاف واضح، اضطراب في لون الجلد، تباطؤ التئام الجروح، وزيادة في القابلية للالتهابات.
ويؤثر نقص الفيتامين أيضًا في وظائف الأعصاب، وهو ما قد ينعكس على صورة أعراض جلدية غير مباشرة مثل الوخز أو الحساسية أو الشعور بالحرقان. كما يمكن أن يضعف جهاز المناعة، ما يجعل البشرة أكثر عرضة للعدوى ومظاهر الالتهاب.
أول العلامات الجلدية لنقص فيتامين ب12
تشير دراسة نُشرت في مجلة Canadian Family Physician إلى أن التغيرات الجلدية قد تكون من أولى العلامات المرئية على نقص فيتامين ب12، بل قد تظهر قبل اكتشاف أي اضطراب في الدم. وقد وثّقت الدراسة حالات ظهرت فيها البقع الداكنة أو الاضطرابات اللونية كأعراض وحيدة، دون أي شكوى أخرى.
وفي إحدى الحالات، اختفت البقع الداكنة على أصابع القدم خلال أسبوعين فقط من بدء العلاج، بينما تعافت بالكامل آفات جلدية مشابهة للطفح الجلدي لدى حالة أخرى بعد تناول المكملات.
وتؤكد هذه النتائج أهمية النظر للتغيرات الجلدية غير المفهومة بوصفها إنذارًا مبكرًا لا يجب تجاهله.
6 علامات جلدية شائعة لنقص فيتامين ب12
1. فرط التصبغ
يُعدّ اسمرار الجلد، خاصةً على اليدين والقدمين والمفاصل، من أكثر العلامات شيوعًا. وقد يبدو اللون غير متجانس أو داكنًا بشكل غير معتاد.
2. بقع تشبه البهاق
قد تظهر بقع فاتحة اللون أو ناقصة التصبغ نتيجة اضطرابات في تكوين الميلانين، وغالبًا ما تبرز في المناطق المعرضة للشمس.
3. شحوب الجلد أو اصفراره
يسبب نقص فيتامين ب12 انخفاضًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء، ما يؤدي إلى شحوب واضح.
وفي بعض الحالات، يتسبب تكسير خلايا الدم الحمراء غير الطبيعية في اصفرار الجلد.
4. تشقق زوايا الفم
التهاب الشفة الزاوي وهو تشقق مؤلم في زوايا الفم قد يكون علامة مبكرة على نقص الفيتامين، بسبب تباطؤ تجدد الخلايا وضعف المناعة.
5. جفاف الجلد وتغيرات الشعر
قد يصبح الجلد جافًا أو خشنًا أو متقشرًا بشكل ملحوظ.
كما قد يضعف الشعر ويصبح أكثر عرضة للتساقط بسبب نقص التغذية الخلوية.
6. حب الشباب والتهاب الجلد
اضطراب المناعة وإصلاح الخلايا قد يؤدي إلى ظهور طفح يشبه حب الشباب أو التهابات جلدية لدى بعض الأشخاص.
لماذا تحدث هذه التغيرات؟
نقص فيتامين ب12 يحدّ من قدرة الجسم على تصنيع خلايا دم حمراء سليمة، ما يقلل من تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى الجلد.
هذا النقص يضعف الخلايا ويعطّل آلياتها الطبيعية، فتظهر مشاكل التصبغ وضعف التئام الجروح وجفاف الجلد، كما يؤدي اضطراب الأعصاب وضعف المناعة إلى تفاقم هذه الأعراض، ما يجعلها أكثر وضوحًا على سطح الجلد.
من هم الأكثر عرضة لنقص فيتامين ب12؟
تزداد احتمالية الإصابة بنقص فيتامين ب12 لدى:
النباتيين والنباتيين الصرف بسبب غياب المصادر الحيوانية من الغذاء
الأشخاص فوق سن الـ50
المصابين باضطرابات هضمية مثل التهاب المعدة أو داء كرون
من يتناولون مضادات الحموضة أو دواء الميتفورمين
من يعانون من سوء امتصاص العناصر الغذائية لأي سبب
يبقى اكتشاف العلامات الجلدية المبكرة لنقص فيتامين ب12 خطوة أساسية لمنع مضاعفاته الأكثر خطورة.
فالبشرة ليست مجرد غطاء للجسم، بل نافذة تكشف ما يدور داخله، ورسالة صامتة تستحق الإصغاء والعناية.
