الطقس البارد والعلاقة الحميمة.. كيف يؤثر الشتاء على الرغبة الجنسية؟
يظلّ الشتاء الفصل المفضل لدى كثيرين، ليس فقط لطقسه اللطيف وأجوائه الدافئة، بل أيضًا لما يرتبط به من زيادة ملحوظة في الرغبة الجنسية.
ومع تراجع درجات الحرارة وطول ساعات الليل وتقارب الزوجين داخل المنزل، يبدأ هذا التحوّل الفسيولوجي والنفسي في الظهور.
ولفهم هذه الظاهرة بشكل علمي، اوضح الدكتور شاشانك إم إس، استشاري جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى رؤية طبية واضحة حول الأسباب والعوامل المؤثرة.
ما هي الرغبة الجنسية؟
يشرح الدكتور شاشانك أن الرغبة الجنسية هي دافع طبيعي يجمع بين الجسد والعقل والمشاعر، وتتحكم فيها عدة عوامل مثل الهرمونات، والنواقل العصبية، ومستويات التوتر، والصحة العامة، وطبيعة العلاقة مع الشريك.
ويشير إلى أن كل شخص يمتلك مستوى مختلفًا من الرغبة الجنسية، كما أنها قد تتغير خلال مراحل الحياة تبعًا للحالة الصحية والنفسية.
فالنوم الجيد، والحد من التوتر، ونمط الحياة الصحي، والتوازن الهرموني، جميعها عوامل تدعم الحفاظ على رغبة جنسية طبيعية. وفي المقابل، قد تضعفها الأمراض أو القلق أو الإرهاق أو المشكلات العاطفية.
لماذا تختلف الرغبة الجنسية في فصل الشتاء؟
يشدد الدكتور شاشانك على أن تأثير الشتاء يختلف من شخص لآخر، لكن هناك عوامل مشتركة قد تعزز الرغبة الجنسية خلال هذا الفصل، أهمها:
1. العامل الهرموني
يساهم الطقس البارد في حدوث تغيّرات هرمونية خفيفة تحفز إفراز مواد كيميائية تُحسّن المزاج وتزيد الشعور بالدفء والراحة.
كما أن البقاء لفترات أطول داخل المنزل يسهّل التقارب بين الزوجين ويعزز التواصل العاطفي، ما يؤدي غالبًا إلى ارتفاع الرغبة الجنسية.
2. العامل النفسي
الدفء الناتج عن الاحتماء من البرد، والشعور بالأمان والراحة في بيئة منزلية هادئة، كلها أمور تضفي حالة من الاسترخاء تساعد على تحسين المزاج وتعزيز الروابط العاطفية، وبالتالي زيادة الاستعداد للعلاقة الحميمة.
3. العامل البيئي
رغم أن ضوء الشمس يقلّ في الشتاء، إلا أن شروق الشمس الدافئ والأجواء الهادئة قد يمنحان إحساسًا عامًا بالراحة.
ومع ذلك، يحذر الدكتور شاشانك من أن قلة التعرض للشمس قد تسبب لدى البعض انخفاضًا في النشاط والمزاج، ما قد يؤدي إلى تراجع الرغبة الجنسية.
هل تؤدي برودة الطقس إلى زيادة الرغبة الجنسية؟
يذكر الدكتور شاشانك أن انخفاض درجات الحرارة يدفع الجسم إلى البحث عن الدفء، وهو ما يجعل القرب الجسدي أكثر جاذبية وراحة.
ومع قلة الخروج من المنزل، يقضي الأزواج وقتًا أطول معًا، ما يعزز الروابط العاطفية ويزيد فرص التقارب.
وتشير بعض التقارير إلى أن الطقس البارد قد يحدّ من الشعور بالتعب، ويزيد النشاط العام للجسم، وهو ما ينعكس أيضًا على الرغبة الجنسية.
دور أشعة الشمس في الشتاء
يلفت الدكتور شاشانك إلى أن التعرض لأشعة الشمس في الشتاء له تأثير مباشر على الصحة النفسية والجسدية، وبالتالي على الرغبة الجنسية.
فالشمس تساعد الجسم على إنتاج فيتامين د والسيروتونين، وهما عنصران مرتبطان بتحسين المزاج والاسترخاء والتنظيم العاطفي.
كما يساهم الضوء الطبيعي في تنظيم دورة النوم، ما يقلل الإرهاق ويحسّن الطاقة العامة، وهما عاملان أساسيان لزيادة الرغبة الجنسية.
كيف ينعكس ارتفاع الرغبة الجنسية على العلاقة؟
يؤكد الدكتور شاشانك أن الشتاء قد يكون فرصة لتعزيز الروابط العاطفية بين الشريكين.
زيادة الرغبة يمكن أن تقوّي العلاقة، وتحسّن التواصل، وتعمّق مشاعر القرب والثقة.
لكنّه يشير أيضًا إلى إمكانية حدوث تحديات إذا اختلفت مستويات الرغبة بين الطرفين، حيث قد يشعر أحدهما بالضغط أو الإحباط إذا لم يتم التعبير عن المشاعر بوضوح.
نصائح لتعزيز الحياة الجنسية في الشتاء
يوصي الدكتور شاشانك بمجموعة من النصائح لتحسين العلاقة الحميمة:
التواصل الصريح حول الاحتياجات والتفضيلات دون خجل.
تخصيص وقت مشترك بعيدًا عن العمل والضغوط.
العناية بالصحة عبر النوم الجيد، والتغذية السليمة، وممارسة الرياضة.
الابتعاد عن الهواتف وخلق مساحة دافئة ورومانسية في المنزل.
الضحك والمجاملات اللطيفة لتعزيز الألفة والثقة.



