تحذير طبي: برودة الطقس ترفع فرص الإصابة بحصوات الكلى دون أن نشعر
يحذر الأطباء من أنّ انخفاض درجات الحرارة في موسم الشتاء قد يزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى، بسبب تراجع إحساس الإنسان بالعطش خلال الطقس البارد، ما يؤدي إلى نقص شرب المياه وتركيز البول، وهو البيئة المثالية لتكوّن الحصوات المؤلمة.
أوضح الدكتور بهافين باتيل، استشاري جراحة المسالك البولية أنّ الكثير من الأشخاص يقلّ استهلاكهم للماء خلال الشتاء دون إدراك، وهو ما يرفع احتمالات الجفاف، أحد أهم العوامل المؤدية لتشكّل حصوات الكلى.
وأضاف: "مع انخفاض درجات الحرارة، يشرب الكثيرون كميات أقل من الماء دون علمهم، مما يؤدي إلى الجفاف، وبالتالي تكوّن الحصى".
ما هي حصوات الكلى؟
هي بلورات صلبة تتكون من معادن مثل الكالسيوم والأوكسالات وحمض اليوريك، تتراكم عندما يتركز البول داخل الكليتين.
وعندما تتحرك هذه الحصوات عبر المسالك البولية، قد تسبب ألمًا شديدًا لا يمكن تحمّله.
ويشير الدكتور باتيل إلى أن قلة شرب الماء خلال الشتاء، وتناول كميات كبيرة من الملح والبروتين الحيواني والأطعمة المصنعة، كلها عوامل تزيد من تراكم المعادن وبالتالي تكوّن الحصى.
كما يزداد الخطر لدى الأشخاص المصابين بالسمنة أو السكري أو النقرس.
لماذا تزيد حصوات الكلى في الشتاء؟
تدعم الدراسات العلمية ما يلاحظه الأطباء على أرض الواقع، فقد أثبتت أبحاث عديدة أن الشتاء من الفصول التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بحصوات الكلى بشكل واضح.
دراسة شاملة نشرت في Environmental Health Insights، كشفت أن انخفاض درجات الحرارة يقلّل من الشعور بالعطش، ما يؤدي إلى جفاف مزمن خفيف وتركيز في البول، وهما عاملان مثاليان لتكوّن الحصى.
وأظهرت الدراسة نمطًا موسميًا واضحًا بارتفاع الحالات خلال الأشهر الباردة.
دراسة في المجلة السريرية للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى، أثبتت أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح والبروتين الحيواني تزيد من مستويات الكالسيوم وحمض اليوريك في البول، وهو ما يعزز تكوّن الحصى، خصوصًا عند انخفاض تناول السوائل في الشتاء.
بحث رصدِي نُشر في Kidney International Reports، أكد أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو مقاومة الأنسولين أو السكري لديهم مستويات أعلى من المركبات المسؤولة عن تكوين الحصى، كما أظهرت الدراسة أن قلة النشاط البدني شتاءً تفاقم هذه العوامل الأيضية.
هذه النتائج تعزز رسالة الدكتور باتيل: الشتاء موسم محفوف بالمخاطر للكليتين، ما لم يتم الانتباه مبكرًا للعادات اليومية.
أبرز أعراض حصوات الكلى
يشدد الدكتور باتيل على ضرورة الانتباه إلى العلامات التحذيرية التالية:
ألم حاد في الظهر أو الجانب أو أسفل البطن.
حرقان أثناء التبول.
بول عكر أو داكن أو مائل إلى الأحمر.
رائحة كريهة للبول.
غثيان أو قيء.
رغبة متكررة في التبول.
ويحذر الخبراء من أن إهمال الحصوات قد يؤدي إلى انسداد في المسالك البولية أو التهابات بالكلى، وهي حالة طبية طارئة تستلزم التدخل الفوري.
طرق العلاج لحصوات الكلى
يعتمد العلاج على حجم الحصوة وموقعها ونوعها:
الحصوات الصغيرة قد تخرج طبيعيًا مع زيادة شرب الماء.
الحصوات الأكبر حجمًا قد تتطلب تدخلات مثل:
تفتيت الحصوات بموجات الصدمة.
تنظير الحالب.
التفتيت بالليزر.
ويؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر يضمن علاجًا أسرع ويقلل من المضاعفات المحتملة.
الخطة الشتوية للوقاية من حصوات الكلى
لتجنب تكوّن الحصى خلال فصل الشتاء، ينصح باتباع الإرشادات التالية:
1. زيادة تناول السوائل
اشرب ما بين 10–12 كوب ماء يوميًا حتى لو لم تشعر بالعطش.
المشروبات الدافئة مثل الشاي بالأعشاب (النعناع، البابونج، الكركديه) ومشروبات تساعد على الترطيب.
2. تقليل الملح والأطعمة المصنعة
ارتفاع الصوديوم يؤدي إلى زيادة الكالسيوم في البول، مما يسهّل تكوّن الحصى.
3. تناول الحمضيات
الليمون والبرتقال يحتويان على السترات، وهي مركّب طبيعي يمنع بلورة الحصى.
4. الحفاظ على النشاط البدني
الرياضة تعزز الأيض وتحافظ على وظائف الكلى.
5. مراقبة لون البول
البول الداكن أو العكر أو المحمرّ علامة إنذار تستلزم مراجعة الطبيب.
6. طلب المساعدة الطبية سريعًا
ظهور ألم مفاجئ أو دم في البول أو حرقة مستمرة يستدعي زيارة عاجلة للمختص.
رغم أن حصوات الكلى حالة مؤلمة، إلا أن الوقاية منها ليست معقدة، خصوصًا في فصل الشتاء الذي يرفع معدلات الجفاف دون أن نشعر.
إن الحرص على شرب كميات كافية من الماء، وتجنب الملح الزائد، وتناول الأطعمة الصحية، والحفاظ على النشاط البدني، كلها خطوات بسيطة لكنها فعالة لحماية الكلى ومنع تكون الحصى خلال أشهر البرد.



