رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

فوائد الفراولة في علاج نزلات البرد

الفراولة
الفراولة

في وقتٍ تنتشر فيه نزلات البرد سريعًا مع تبدّل الطقس وانخفاض درجات الحرارة، تبرز التساؤلات المعتادة حول الأطعمة التي يُستحسن تناولها أو تجنبها أثناء المرض.

 ورغم انتشار بعض المعتقدات الخاطئة حول فواكه معينة قد تُضعف المناعة أو تُفاقم الأعراض، إلا أن الفراولة تحديدًا تُفنّد هذه المزاعم، لتثبت أنها من أكثر الفواكه فائدة خلال الإصابة بنزلة البرد، بل ويمكنها أيضًا الإسهام في تخفيف حدّتها وتسريع التعافي.

فوائد الفراولة في حالات نزلات البرد

يشير الأطباء ، ومنهم الدكتور تشوبرا، إلى أن الفراولة من الأطعمة المثالية لدعم الجهاز المناعي خلال فصل الشتاء، وذلك بفضل محتواها العالي من فيتامين (ج) ومضادات الأكسدة القوية.

 ويوضح الدكتور تشوبرا أن “فيتامين (ج) يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز إنتاج خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مكافحة العدوى، ما يجعل تناول الفراولة بانتظام وسيلة فعّالة لتقليل شدة أعراض نزلات البرد ومدتها”.

وإلى جانب فيتامين (ج)، تحتوي الفراولة على مجموعة من المركبات النشطة بيولوجيًا مثل الأنثوسيانين والكيرسيتين، والتي تُسهم في تخفيف التهاب الجهاز التنفسي، وتقلل تهيج الحلق والاحتقان والسعال الخفيف. 

كما تعمل هذه المركبات على حماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي الناتج عن الفيروسات والملوثات البيئية، مما يهيئ الجسم للتعافي بوتيرة أسرع.

وتشير الدكتورة تشوبرا إلى أن الفراولة، بفضل محتواها المرتفع من الماء والشوارد، تُساعد أيضًا على ترطيب الجسم عنصر بالغ الأهمية خلال المرض.

 وتنصح بتناولها بدرجة حرارة الغرفة، أو دمجها في مشروبات دافئة مع الزنجبيل أو العسل لتقليل أي تهيّج محتمل للحلق من المأكولات الباردة.

فوائد صحية واسعة تمتد إلى ما بعد نزلات البرد

لا تقتصر قيمة الفراولة الصحية على تعزيز المناعة فحسب، بل تشمل مجموعة واسعة من الفوائد التي تدعم أجهزة الجسم المختلفة. 

فهي من أفضل مصادر فيتامين (ج)، الذي يُعزز الكولاجين، ويسرّع التئام الجروح، ويحافظ على صحة الجلد والشعر. 

كما تعد غنية بمضادات الأكسدة مثل حمض الإلاجيك والأنثوسيانين والتي تساهم في تقليل الإجهاد التأكسدي، وخفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والسكري.

وتدعم الفراولة صحة القلب من خلال خفض الكوليسترول الضار، وتحسين وظيفة الأوعية الدموية، وتعزيز الدورة الدموية. كما يُساعد محتواها من البوتاسيوم على تنظيم ضغط الدم، فيما تُسهم أليافها الغذائية في تحسين صحة الجهاز الهضمي ومنع الإمساك. 

وبفضل انخفاض مؤشرها الجلايسيمي، تُعد مناسبة لمرضى السكري عند تناولها باعتدال، إذ تُساعد على تنظيم سكر الدم وتحسين حساسية الأنسولين.

ومن ناحية أخرى، تسهم الفراولة في دعم الوظائف الإدراكية وتحسين المزاج بفضل محتواها من فيتامينات “ب”، كما تُساعد على إدارة الوزن لكونها منخفضة السعرات الحرارية وغنية بالماء والألياف. 

وتلعب مضادات الالتهاب فيها دورًا مهمًا في تقليل التهابات المفاصل، خاصة في فصل الشتاء.

آثار جانبية يجب الانتباه إليها

ورغم فوائدها العديدة، إلا أن للفراولة بعض الجوانب التي تتطلب الحذر. يُحذر الدكتور تشوبرا من ردود الفعل التحسسية التي قد تحدث لدى بعض الأفراد، خاصةً الذين يعانون من حساسية تجاه حبوب لقاح البتولا، إذ قد تظهر أعراض مثل الحكة أو تورم الشفتين أو الطفح الجلدي. 

كما تحتوي الفراولة على نسبة من الأوكسالات قد تُفاقم مشكلة حصوات الكلى لدى من لديهم تاريخ مرضي في هذا الجانب.

ويُنصح كذلك من يتناولون أدويةً لتسييل الدم بتوخي الحذر نظرًا لاحتوائها على فيتامين (ك)، الذي قد يؤثر على عمل هذه الأدوية. 

و يؤدي الإفراط في تناولها إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى بعض مرضى السكري نتيجة وجود الفركتوز الطبيعي.

و المبيدات الحشرية من القضايا المعروفة المرتبطة بالفراولة المزروعة تجاريًا، مما يستدعي غسلها جيدًا قبل تناولها.

 كما تحتوي على مركبات الساليسيلات التي قد تسبب الحساسية لدى من لديهم حساسية تجاه الأسبرين.

 

تؤكد الأدلة العلمية أن الفراولة ليست مجرد فاكهة لذيذة تُضفي نكهة منعشة على المائدة، بل هي غذاء متكامل يقدم مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية الضرورية لدعم الصحة، خاصة خلال موسم نزلات البرد. 

وعند تناولها باعتدال وبعد غسلها جيدًا، يمكن أن تساهم في تقوية المناعة، وتخفيف الالتهاب، وتعزيز التعافي، ما يجعلها خيارًا ذكيًا ضمن النظام الغذائي الشتوي المتوازن.

تم نسخ الرابط