كيف تحمي نفسك من الأشخاص السامين؟.. نصائح للحفاظ على السلام النفسي

نواجه جميعًا في حياتنا اليومية أشخاصًا صعبة المراس، أولئك الذين يستنزفون طاقتنا، يوجهون الانتقادات بلا توقف، أو يثيرون الدراما في كل موقف دون سبب.
هؤلاء الأشخاص، سواء كانوا من أفراد العائلة أو زملاء العمل أو حتى الأصدقاء، يمكن أن يؤثروا بشكل كبير على صحتنا النفسية وراحة بالنا إذا لم نتعامل معهم بوعي وحكمة.
كيف تتعامل مع الأشخاص المزعجين والسامين؟
ولأن سلوكهم السام لا يمكن دائمًا تغييره، فإن الحل يكمن في تعلم كيفية التعامل معهم بطريقة تحمي طاقتك وتوازنِك النفسي.
يستعرض موقع تفصيلة أبرز النصائح النفسية التي يقدمها الخبراء:
أولًا: ضع حدودًا واضحة
يعتبر وضع الحدود من أهم أساليب التعامل مع الأشخاص السامين، فغالبًا ما يعاملك الناس بناءً على ما تسمح لهم به.
لذا، فإن تحديد ما هو مقبول وما هو غير مقبول بالنسبة لك يساعدك على رسم الخط الفاصل بين الراحة والتعدي.
إذا لاحظت أن أحدهم يتجاوز هذه الحدود، لا تتردد في الدفاع عنها بهدوء وحزم، أو انسحب من الموقف إذا لزم الأمر.
تذكر أن الحدود لا تعني إبعاد الناس عنك، بل تعني حماية سلامك الداخلي وراحة بالك.
لا تأخذ الأمور على محمل شخصي
غالبًا ما يكون السلوك السام انعكاسًا لمشاكل الشخص الآخر وليس تقييمًا لقيمتك أنت.
ينح علماء النفس بتبني ما يعرف بـ “الانفصال العاطفي”، أي إدراك أن سلبية الآخرين تخصهم هم، وليست مسؤوليتك.
عندما تتوقف عن امتصاص كلماتهم الجارحة أو مزاجهم المتقلب، تستعيد السيطرة على مشاعرك.
تخيل كلماتهم كضوضاء عابرة لا تؤثر عليك، بدلًا من سهام تصيبك في العمق.
بهذه العقلية، تحافظ على ثقتك بنفسك وتتجنب الإرهاق العاطفي.
ثالثًا: حافظ على هدوئك ولا تنجرف في الدراما
يتغذى الأشخاص السامون على ردود أفعال الآخرين، سواء كانت غضبًا أو انفعالًا أو شعورًا بالذنب.
لذلك، أفضل وسيلة للتعامل معهم هي الهدوء والاتزان.
اختر الاستجابة الواعية بدلًا من التفاعل العاطفي المندفع، فذلك يسحب منهم القدرة على التأثير فيك.
يمكن أن تساعدك تقنيات التنفس العميق أو العدّ إلى عشرة أو ممارسة اليقظة الذهنية في الحفاظ على توازنك أثناء المواقف الصعبة.
كلما كنت أكثر هدوءًا، كنت أكثر قوة.
رابعًا: قلّل من تواصلك معهم
إذا وجدت أن أحدهم يستنزف طاقتك باستمرار، فلا بأس من الابتعاد أو تقليل التواصل.
في علم النفس، يطلق على هذا السلوك “التباعد العاطفي”، وهو وسيلة فعالة للحفاظ على طاقتك النفسية.
كلما قل الوقت الذي تقضيه مع الأشخاص السلبيين، زادت المساحة المتاحة للسلام الداخلي والإيجابية في حياتك.
تذكر أن تقليص العلاقة لا يعني الكراهية، بل اختيار نفسك أولًا.
خامسًا: مارس التعاطف دون أن تتحمل العبء
من الطبيعي أن تشعر بالرغبة في “إصلاح” الأشخاص السامين أو تغيير سلوكهم، لكن هذا المسار مرهق وغير مجدٍ في أغلب الأحيان.
التعاطف هو الخيار الأكثر نضجًا: افهم دوافعهم دون أن تبرر إساءاتهم.
الكثير من السلوكيات السامة تنبع من ألم نفسي أو شعور بالنقص أو صدمات سابقة.
تعاطف معهم من بعيد، ولكن لا تسمح لهم بتجاوز حدودك.
أظهر اللطف حين تستطيع، وابتعد عندما يجب.
التعامل مع الأشخاص السامين مهارة نفسية تحتاج إلى وعي وتدريب، فالحياة لا تخلو من هؤلاء، ولكننا نستطيع أن نختار كيف نسمح لهم بالتأثير علينا.