رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

مقتل ياسر أبو شباب يهزّ منظومة نتنياهو… خبير إسرائيلي يكشف لـ«تفصيلة» ارتباك الاحتلال وسقوط مشروع صناعة البدائل

الدكتور علي الأعور
الدكتور علي الأعور

يفجّر مقتل ياسر أبو شباب موجة واسعة من التساؤلات داخل إسرائيل، بعدما كان يُسوق كأبرز البدائل التي يعتمد عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مرحلة ما بعد حماس. 

وفي حوار خاص مع موقع «تفصيلة»، يكشف الدكتور علي الأعور، أستاذ تسوية النزاعات الإقليمية والدولية والخبير في الشؤون الإسرائيلية، حقيقة الارتباك داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وانعكاسات الحادث على مستقبل نتنياهو السياسي وخططه في قطاع غزة. 

الأعور يوضح كيف تعامل الإعلام العبري مع الحدث، ولماذا شكّل مقتل ياسر أبو شباب ضربة قاسية لمشروع الاحتلال في خلق بدائل للمقاومة.

الإعلام العبري يفتح مساحاته الواسعة للحادث

أكد الدكتور علي الأعور في تصريحاته لـ«تفصيلة»، أن الإعلام العبري منح مساحة ضخمة لتغطية مقتل ياسر أبو شباب، موضحًا أن القنوات العبرية 14 و12 و13 خصصت ساعات طويلة وتحليلات مكثفة للحدث. 

الأعور أشار إلى أن هذا التركيز يعكس حجم الرهان الإسرائيلي على أبو شباب، وحجم الصدمة التي أصابت دوائر صنع القرار عقب مقتله.

وأشار الأعور إلى أن إسرائيل «تنجح دائمًا في صناعة النجوم، نجوم العملاء»، لكنها تفشل في حمايتهم. وتابع موضحًا أن نتنياهو كان ينظر إلى أبو شباب كبديل جاهز لحركة حماس، قائلاً: «وها هو أبو شباب إلى الجحيم». 

ثم تساءل بحدة: «أين نتنياهو؟ وأين قراراته مما يحدث في غزة؟».

قطاع غزة… عقدة سياسية وأمنية لا حلول جاهزة فيها

أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أن غزة ما زالت تمثل المنطقة الأكثر تعقيدًا سياسيًا واستراتيجيًا وعسكريًا، معتبرًا أن «لا أمن لأحد داخلها». 

وأكد الأعور أن كل من تصنعه إسرائيل «لا مكان له على هذه الأرض ولا مكان له في شعبنا الفلسطيني».

وتطرق إلى تساؤلات جوهرية حول تداعيات مقتل ياسر أبو شباب على إسرائيل، معتبرًا أن المشهد يفرض أسئلة صعبة على نتنياهو والمؤسسة الأمنية بشأن بدائلهم السياسية.

ضربة موجعة لنتنياهو وارتباك داخل الكابينت

تابع الأعور موضحًا أن مقتل ياسر أبو شباب يمثل «ضربة قوية لنتنياهو سياسيًا»، مشيرًا إلى أن الداخل الإسرائيلي سيشهد «هزة عنيفة» داخل الكابينت الأمني والمؤسسة الأمنية. 

وقال إن إسرائيل أصبحت عاجزة عن خلق بديل حقيقي لفصائل المقاومة، تمامًا كما فشلت سابقًا في تجربة روابط القرى أمام منظمة التحرير.

وأكد الأعور أن نتنياهو روّج للجمهور الإسرائيلي بأن هناك بدائل جاهزة لحماس، لكن الحدث الأخير أثبت عكس ذلك، مشددًا على أن المقاومة «تثبت مجددًا أن الأرض لأصحابها وللفصائل التي تحميها».

ارتباك في خطط السيطرة على غزة بعد نزع السلاح

أوضح الأعور أن نتنياهو كان يعتقد أن وجود أبو شباب سيسهم في تثبيت السيطرة الأمنية بعد نزع سلاح حماس، وأنه سيكون «الجنرال القادم في غزة». 

لكن مقتله أسقط هذا السيناريو تمامًا. وأكد أن الحدث يجبر نتنياهو سياسيًا وأمنيًا على إعادة النظر، وربما العودة للتنسيق مع السلطة الفلسطينية أو التفاهم مع حماس سياسيًا، وهو ما يمنح الأخيرة «عشر نقاط إلى الأمام» سياسيًا.

انعكاسات سياسية تمتد إلى السلطة الفلسطينية

لَفَت الأعور إلى أن مقتل ياسر أبو شباب يربك حسابات السلطة الفلسطينية أيضًا، مؤكدًا أن الحدث قد يبعثر الأوراق ويدفع الجميع لإعادة التفكير في ضرورة التوافق مع حركة حماس سياسيًا. 

وأضاف أن تداعيات الحادث لن تقتصر على إسرائيل، بل ستمتد إلى كل المنظومة السياسية الفلسطينية.

وختم الأعور تصريحاته بالتأكيد على أن مقتل ياسر أبو شباب سيترك «تأثيرات سياسية عميقة على نتنياهو وعلى السلطة الفلسطينية»، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات واضحة في الحسابات الداخلية لكل الأطراف.

تم نسخ الرابط