أوبك تُبقي إنتاج النفط مستقرًا.. كيف ينعكس القرار على الأسعار الفترة المقبلة؟
حافظت أوبك على مستوى إنتاج شبه ثابت لـ النفط خلال شهر نوفمبر، مع تسجيل إنتاج قدره 29 مليون برميل يوميًا، في خطوة تتماشى مع خطة تحالف أوبك+ الهادفة إلى إبطاء وتيرة التراجع عن التخفيضات الطوعية التي طُبقت خلال الأشهر الأخيرة من العام.
انخفاض طفيف يؤكد التزام المنظمة
وبحسب مسح لوكالة رويترز، سجل إنتاج أوبك تراجعًا طفيفًا لا يتجاوز 30 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى نحو 28.40 مليون برميل يوميًا، ويعد هذا الانخفاض المحدود مؤشراً على رغبة المنظمة في الحفاظ على قدر من الانضباط الإنتاجي، دون تعميق التخفيضات الحالية.

ضغوط المعروض تهبط بـ أسعار النفط
ويأتي هذا الاستقرار في وقت تتزايد فيه المخاوف من وفرة المعروض العالمي خلال العام المقبل، مع توقعات بتخمة في الإمدادات قد تُضعف قدرة السوق على امتصاص الإنتاج، وقد ساهمت هذه المخاوف في تراجع أسعار النفط بنحو 15% منذ بداية عام 2025، مما وضع ضغوطًا إضافية على خطط أوبك لموازنة السوق.
موازنة بين الاستقرار والأسعار
وتشير هذه التطورات إلى حرص المنظمة على اتباع سياسة إنتاجية متوازنة، تجمع بين الاستجابة لمتغيرات السوق والحفاظ على قدر من الاستقرار في الأسعار، ففي ظل التقلبات الأخيرة، تسعى أوبك لتجنب المزيد من الهبوط في الأسعار، مع الإبقاء على مستويات إنتاج تتماشى مع توقعات الطلب المتباطئ خلال الأشهر القادمة.

تحركات أسعار النفط
وشهدت أسواق الطاقة العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الإثنين، وذلك عقب قرار تحالف أوبك+ الإبقاء على مستويات الإنتاج دون أي زيادات خلال الربع الأول من عام 2026.
وجاء القرار وسط حالة ترقب في السوق وتخوفات من تضخم الإمدادات خلال الفترة المقبلة، مما دفع التحالف إلى اتخاذ موقف أكثر تحفظًا بهدف الحفاظ على توازن السوق واستقرار الأسعار.
وعقب إعلان القرار ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 94 سنتًا بما يعادل 1.51%، ليصل السعر إلى 63.32 دولارًا للبرميل، كذلك صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 90 سنتًا أو ما يقرب من 1.54%، ليسجل 59.45 دولارًا للبرميل، هذه التحركات جاءت كرد فعل مباشر من الأسواق، التي رأت في تثبيت الإنتاج خطوة تساعد على الحد من الضغوط المتوقعة نتيجة زيادة المعروض.

قرار تحالف أوبك+
وجاء قرار أوبك+ بعد مشاورات مطولة بين الدول الأعضاء، حيث تحاول الدول المنتجة تحقيق توازن بين رغبتها في استعادة جزء من حصتها السوقية والحفاظ على مستويات أسعار مستقرة عالميًا.
ويراقب المستثمرون بدقة أي إشارات جديدة قد يرسلها التحالف بشأن خطط الإنتاج خلال الأشهر المقبلة، خاصة أن هذه القرارات تؤثر بشكل مباشر في حركة الأسعار العالمية وتوجهات الاستثمارات في قطاع الطاقة.



