قبل فوات الأوان.. 6 علامات تكشف إصابتك بالكبد الدهني

 مرض الكبد الدهني أحد أكثر الاضطرابات الصحية شيوعًا في العصر الحديث، إذ ارتبط ارتباطًا وثيقًا بأنماط الحياة السريعة التي يغلب عليها تناول الأطعمة المصنعة، والإكثار من السكريات، وقلة النشاط البدني. 

ورغم خطورته، كثيرًا ما يُهمل هذا المرض في مراحله الأولى نظرًا لغياب الأعراض الواضحة، غير أن الجسم يرسل إشارات subtle قد تكشف عن معاناته قبل أن تتفاقم الحالة.

ويحدث تدهن الكبد عندما تتراكم الدهون الزائدة في أنسجة الكبد، مما يُضعف قدرته على أداء وظائفه الحيوية في تنقية الدم من السموم وتنظيم عملية الهضم. 

وإذا لم يُعالج في الوقت المناسب، فقد يتطور إلى أمراض أكثر خطورة مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) أو تليف الكبد.

يستعرض موقع تفصيلة علامات مبكرة قد تشير إلى وجود كبد دهني، وفق دراسات منشورة في مجلات طبية متخصصة، من بينها PubMed Central وFrontiers in Immunology والمكتبة الوطنية للطب الأمريكية.

1. الغثيان بعد تناول الطعام

يُعد الغثيان من أكثر الأعراض شيوعًا في المراحل الأولى لاختلال وظائف الكبد، وغالبًا ما يظهر بعد تناول وجبات دسمة.

يعاني الكبد المرهق من صعوبة في إفراز العصارة الصفراوية المسؤولة عن هضم الدهون، مما يؤدي إلى الانتفاخ واضطرابات المعدة والقيء.

وأظهرت دراسة في PubMed Central أن نحو 13.6% من المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي اشتكوا من الغثيان، فيما عانى 41% من انتفاخ شديد نتيجة اضطرابات في الجهاز الهضمي.

2. ألم وتيبس المفاصل (أعراض تشبه التهاب المفاصل)

قد يظن البعض أن ألم المفاصل لا علاقة له بالكبد، غير أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن الالتهاب الجهازي الناجم عن تراكم الدهون في الكبد يمكن أن يُسبب تيبسًا وتورمًا في المفاصل يشبه إلى حد كبير أعراض التهاب المفاصل.

وتشير دراسة في مجلة Frontiers in Immunology إلى أن المصابين بأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الصدفي أكثر عرضة للإصابة بالكبد الدهني، نتيجة اختلال التمثيل الغذائي وتأثير الأدوية المضادة للالتهابات على الكبد.

3. حرقة المعدة وارتجاع المريء

يُعاني مرضى الكبد الدهني في كثير من الأحيان من حرقة المعدة وارتجاع المريء، خاصة بعد تناول وجبات ثقيلة.

ويعزي ذلك إلى تباطؤ عملية الهضم وضعف وظائف الكبد، ما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل البطن وعودة الأحماض إلى المريء.

وبحسب دراسة أجرتها المكتبة الوطنية للطب الأمريكية، فإن الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي أكثر عرضة للإصابة بارتجاع المريء بنسبة ملحوظة، حتى عند غياب السمنة، ما يجعل المرض عامل خطر مستقل يجب أخذه بعين الاعتبار.

4. التعب المستمر أو الشعور بالتوعك

عندما يصبح الكبد مثقلًا بالدهون والسموم، يُصاب الجسم بحالة من الإرهاق المزمن، لا تزول حتى بعد النوم الكافي.

ويفسر الأطباء ذلك باضطراب في تنظيم الطاقة ومحور الأمعاء-الكبد-الدماغ، مما يؤدي إلى شعور دائم بالضعف وانخفاض الإنتاجية.

ووفقًا لدراسة في المجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي، فإن التعب يُعد من أكثر الأعراض المزعجة التي يعانيها مرضى الكبد الدهني، سواء لأسباب عضوية أو نفسية.

5. الشعور بالامتلاء أو الألم في الجانب الأيمن من البطن

من العلامات المميزة للكبد الدهني الشعور بالامتلاء أو الألم الخفيف إلى المتوسط في الجزء العلوي الأيمن من البطن، أسفل القفص الصدري.
ويعزى هذا الألم إلى تضخم الكبد نتيجة تراكم الدهون داخله.

تقرير صادر عن مؤسسة الكبد الدهني أوضح أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) أو الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) يشكون من ألم متفاوت الشدة في هذه المنطقة، وهو عرض يستدعي مراجعة الطبيب فورًا لتجنب تطور الحالة.

اليرقان (في المراحل المتقدمة)

في الحالات المتقدمة، يضعف الكبد الدهني قدرة الكبد على معالجة البيليروبين، ما يؤدي إلى اصفرار الجلد والعينين، وهي حالة تُعرف باليرقان.
وقد يصاحبها سهولة في حدوث الكدمات أو النزيف نتيجة ضعف إنتاج عوامل التخثر.

وتشير دراسة نشرت في المعهد الوطني للصحة إلى أن اليرقان يعد ثاني أكثر الأعراض شيوعًا في المراحل المتقدمة من مرض الكبد بنسبة 36.25% بعد آلام البطن التي تصل نسبتها إلى 40%.

الكشف المبكر ينقذ الكبد

رغم أن الكبد الدهني قد يبدو في بدايته غير مقلق، إلا أن تجاهل الأعراض يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على المدى الطويل.

وينصح الأطباء بإجراء فحوص دورية تشمل اختبارات وظائف الكبد، والأشعة فوق الصوتية، وتحاليل الدهون في الدم، إضافة إلى تبنّي نمط حياة صحي يعتمد على التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم.

فالكبد، رغم قدرته الكبيرة على التجدد، يحتاج إلى عناية ووعي قبل أن تتجاوز مشكلاته مرحلة السيطرة.