مشروبات تساعد في الحماية من تصلب الشرايين وتراكم الدهون

لصحة القلب، لا يكفي الانتباه لما نأكله فحسب، بل يجب أيضًا التركيز على ما نشربه.

 فالشرايين، التي تعد شريان الحياة للدورة الدموية، يمكن أن تتعرض مع مرور الوقت لتراكم اللويحات نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول والكالسيوم، وهي حالة تُعرف بتصلب الشرايين. 

هذا التراكم قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

ورغم أنه لا يوجد مشروب سحري قادر على إزالة اللويحات تمامًا، فإن بعض المشروبات تسهم في تعزيز صحة الشرايين ودعم تدفق الدم عبر تقليل الالتهابات، وخفض مستويات الكوليسترول الضار، وتحسين الدورة الدموية. 

ووفقًا لما تؤكده جامعة هارفارد للصحة، فإن تبنّي نمط حياة صحي يمكن أن يساعد على تقليص هذه اللويحات واستقرارها.

الشاي الأخضر.. مضاد أكسدة طبيعي

 الشاي الأخضر من أبرز المشروبات المفيدة لصحة القلب، فمركباته النشطة المعروفة باسم الكاتيكينات تعمل كمضادات أكسدة قوية تقلل من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) وتحد من الإجهاد التأكسدي، وهما عاملان رئيسيان في تكوين اللويحات. 

كما يساهم تناول الشاي الأخضر بانتظام في تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية، ما يجعل الشرايين أكثر مرونة ويساعد على تدفق الدم بسلاسة.

ووفقًا لبحث نشر في المعهد الوطني للصحة (NIH)، فإن تناول كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميًا من الشاي الأخضر الطازج قد يُقلل من خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي.

عصير الرمان.. درع طبيعي ضد الالتهاب

يحتوي عصير الرمان على مضادات أكسدة قوية مثل البونيكالاجينات والأنثوسيانين، اللتين تُكافحان الالتهابات والإجهاد التأكسدي داخل الشرايين. 

وقد أظهرت دراسة نُشرت في المكتبة الوطنية للطب أن تناول عصير الرمان بانتظام يُقلل من تطور اللويحات الشريانية.

كما أن الفلافونويدات الموجودة في الرمان تمنع أكسدة الكوليسترول في الدم، وهي خطوة رئيسية في الوقاية من تصلب الشرايين. ولتحقيق أقصى فائدة، ينصح بتناول عصير الرمان الطبيعي غير المحلى، أو مزج بذوره في عصير "سموثي" للحفاظ على الألياف وتعزيز امتصاص مضادات الأكسدة.

عصير الشمندر.. وقود القلب والعضلات

يكتسب عصير الشمندر شعبية متزايدة بين الرياضيين لما يحتويه من فوائد كبيرة لصحة القلب والدورة الدموية. إذ يحتوي على النترات الطبيعية التي يحولها الجسم إلى أكسيد النيتريك، وهو جزيء يُساعد على توسيع الأوعية الدموية وتهدئتها، ما يُخفض ضغط الدم ويُحسن تدفق الأكسجين.

وتشير الأبحاث إلى أن تناول كوب من عصير الشمندر يوميًا يُسهم في تعزيز تدفق الدم وتخفيف تصلب الشرايين، كما يُساعد الكبد على أداء وظائفه في استقلاب الدهون والكوليسترول. 

كوب صباحي من هذا العصير أو قبل ممارسة التمارين الرياضية يُعزز طاقة الجسم ويحافظ على صحة القلب.

حليب الكركم.. الذهب السائل للقلب

يعد الكركم من التوابل الطبية المشهورة بخصائصها المضادة للالتهاب، ويحتوي على مركب الكركمين الذي يتميز بقدرته على خفض الدهون وتحسين التمثيل الغذائي. 

وتؤكد الأبحاث المنشورة في المعاهد الوطنية للصحة أن تناول كوب يومي من حليب الكركم مع رشة من الفلفل الأسود يُساعد على تعزيز تدفق الدم وتقليل الالتهابات في الشرايين، مما يقلل خطر تراكم اللويحات.

وإضافة الفلفل الأسود تضاعف من امتصاص الكركمين في الجسم، ما يزيد من فعالية هذا المشروب الوقائي.

أعراض اللويحات الشريانية

تختلف أعراض تراكم اللويحات بحسب الشرايين المصابة، لكنها غالبًا تشمل ألم الصدر (الذبحة الصدرية)، وضيق التنفس، والإرهاق العام، والدوار.
وفي بعض الحالات، قد لا تظهر الأعراض حتى تتطور الحالة إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية. 

كما يمكن أن يُسبب تراكم اللويحات تنميلًا أو ضعفًا في الأطراف نتيجة انخفاض تدفق الدم، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب نتيجة فقدان الشرايين لمرونتها.