السكر والكوليسترول.. علاقة خفية تهدد صحة القلب

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الإفراط في تناول السكر المضاف لا يزيد فقط من خطر السمنة ومرض السكري، بل يؤثر أيضًا بشكل مباشر على مستويات الكوليسترول والدهون في الدم، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة القلب والأوعية الدموية.

كيف يؤثر السكر على الكوليسترول؟

عند استهلاك كميات كبيرة من السكروز أو شراب الذرة عالي الفركتوز الموجود في المشروبات الغازية والحلويات والأطعمة المصنعة، يحلَّل السكر في الجسم إلى فركتوز وجلوكوز بحسب Verywell health 

 هذه المركبات البسيطة تحفز الكبد على إنتاج المزيد من الكوليسترول والدهون الثلاثية، كما تعيق تكسير الكوليسترول الموجود، ما يؤدي إلى تراكمه في الدم.

ووفقا لدراسات متعددة:

الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر تؤدي إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي.

تزداد مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) المعروف بالكوليسترول "الضار"، وهو المسؤول عن تكوين اللويحات في الشرايين.

تنخفض مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو الكوليسترول "الجيد"، الذي يساعد الجسم على التخلص من الدهون الضارة.

استهلاك الفركتوز بكثرة يرتبط بزيادة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة جدًا (VLDL)، وهي أحد أخطر أشكال الدهون المسببة لتصلب الشرايين.

الأشخاص الذين يتناولون وجبات غنية بالسكر يكونون أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم.

ماذا يفعل الكوليسترول في الجسم؟

الكوليسترول مادة دهنية شمعية أساسية لبقاء الجسم، فهو يدخل في بناء:

الأغشية الخلوية.

الهرمونات الستيرويدية مثل الإستروجين والتستوستيرون.

الأحماض الصفراوية الضرورية لهضم الدهون.

فيتامين د.

لكن اختلال توازن الكوليسترول يُحوّله من عنصر حيوي إلى خطر صامت. 

فارتفاع LDL يؤدي إلى ترسب الدهون في جدران الشرايين مكونًا لويحات تعيق تدفق الدم، ما يرفع خطر:

تصلب الشرايين.

ارتفاع ضغط الدم.

الجلطات الدموية.

النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ما هي كمية السكر الآمنة يوميًا؟

وفقًا للإرشادات الغذائية للأمريكيين (2020–2025):

يجب أن تمثل السكريات المضافة أقل من 10% من السعرات الحرارية اليومية أي نحو 12 ملعقة صغيرة لشخص يستهلك 2000 سعر حراري يوميًا.

بينما توصي جمعية القلب الأمريكية بتناول كمية أقل لا تتجاوز 6% من السعرات الحرارية، أي حوالي 7 ملاعق صغيرة يوميًا فقط.

أهم مصادر السكر المضاف تشمل:

المشروبات الغازية والعصائر المحلاة.

الحلويات والمخبوزات.

المربى والشراب الصناعي.

بعض الحبوب والمشروبات الكحولية.

الآثار الصحية الأخرى للسكر

إلى جانب رفع الكوليسترول، يؤدي النظام الغذائي الغني بالسكر إلى:

الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ارتفاع ضغط الدم.

زيادة الوزن والبدانة.

متلازمة التمثيل الغذائي.

تسوس الأسنان.

نصائح لتقليل استهلاك السكر

قراءة الملصقات الغذائية: قد يختبئ السكر تحت أسماء مختلفة مثل الجلوكوز، الفركتوز، الدكستروز، وشراب الذرة عالي الفركتوز.

التقليل من المشروبات المحلاة: استبدلها بالماء أو الشاي غير المحلى.

مراقبة حجم الحصص: قلل من الحلويات واستبدلها بالفواكه الطازجة.

اختيار بدائل صحية: يمكن استخدام كحولات السكر (مثل السوربيتول والإكسيليتول) بدلًا من المحليات الصناعية المثيرة للجدل مثل الأسبارتام والسكرالوز.

الطبخ في المنزل: يمنحك تحكمًا أكبر في كمية السكر التي تستهلكها.

السكر ليس مجرد مصدر إضافي للسعرات الحرارية، بل عامل أساسي في اضطراب مستويات الكوليسترول وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

تقليل استهلاكه إلى الحدود الموصى بها، مع تبني عادات غذائية صحية، يعد خطوة محورية لحماية القلب وضمان حياة أطول وأكثر صحة.