رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

تشخيص متأخر ومعدلات وفاة عالية.. الوجه القاسي لسرطان البنكرياس

سرطان البنكرياس
سرطان البنكرياس

 سرطان البنكرياس واحدًا من أكثر أنواع السرطان شراسة وصعوبة في الاكتشاف المبكر، إذ ينمو عادة في منطقة عميقة داخل البطن، ما يجعل رصد أعراضه الأولى أمرًا بالغ التعقيد.

 ورغم أن المرض لا يُظهر في بداياته سوى مؤشرات بسيطة، فإن عدداً من العلامات قد تنذر بوجود مشكلة تستدعي الفحص الطبي الفوري بحسب Times of india. 

 وتشمل هذه العلامات ألمًا مستمرًا في البطن أو الظهر، وفقدانًا غير مبرر للوزن، واصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، إضافة إلى تغيّرات في البول الذي يصبح داكنًا، وفي البراز الذي قد يظهر شاحبًا أو دهنيًا.

 كما قد يُعدّ ظهور مرض السكري لدى أشخاص تجاوزوا الخمسين من دون وجود تاريخ عائلي إشارة مبكرة تستحق الانتباه. 

ولا تقل مؤشرات أخرى مثل التعب المستمر وفقدان الشهية أهمية في التنبيه إلى احتمال وجود المرض.

 ويؤكد الأطباء  أن إدراك هذه الإشارات الدقيقة مبكرًا يُمثل خطوة حاسمة في طريق التشخيص والعلاج المناسبين.

لماذا يُكتشف المرض في مراحل متأخرة؟

يرجع تأخر اكتشاف سرطان البنكرياس إلى عدة أسباب متداخلة. 

فالأعراض التي يُسببها في بداياته تشبه إلى حد كبير مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة، ما يؤدي إلى تجاهلها أو تفسيرها بشكل خاطئ. 

كما أنه لا تتوافر اختبارات فحص روتينية أو فعّالة لعامة السكان للكشف المبكر عنه. 

ويقع البنكرياس في موقع خفي خلف عدة أعضاء أساسية، ما يسمح للأورام الصغيرة بالنمو دون أن تُلحظ حتى تبدأ بالتأثير في الأنسجة المجاورة أو القنوات الصفراوية. 

وبمجرد ظهور أعراض واضحة مثل اليرقان أو فقدان الوزن الشديد، تكون الأورام قد بلغت مرحلة متقدمة، ما يحد من خيارات العلاج المتاحة.

 هذا التأخر في التشخيص يُعدّ من الأسباب الرئيسية التي تجعل سرطان البنكرياس ضمن أكثر السرطانات المسببة للوفاة على مستوى العالم.

نمط الحياة ودوره في زيادة المخاطر

تشير الأدلة الطبية إلى أن نمط الحياة يُشكل عنصرًا أساسيًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس أو الحد منه. ويبرز التدخين كأحد أهم عوامل الخطر القابلة للتجنب، إذ يُضاعف احتمالات الإصابة بصورة كبيرة. 

كما يعد الإفراط في تناول الكحول من الأسباب التي تؤدي إلى التهاب البنكرياس المزمن، وهو عامل رئيسي في تطور السرطان

ولا تقلّ الأنظمة الغذائية دورًا عن ذلك، فالإفراط في تناول اللحوم المصنعة والدهون المشبعة والسكريات المكررة يرتبط بارتفاع واضح في معدلات الإصابة، بينما تُظهر الأبحاث أن الأنظمة الغنية بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة تُوفر قدرة وقائية. 

ويُوصي الأطباء بالحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والامتناع عن التدخين، وتقليل استهلاك الكحول باعتبارها خطوات أساسية للحد من مخاطر الإصابة.

التأثير على الجسم ووظائفه الحيوية

يلعب البنكرياس دورًا محوريًا في عمليتي الهضم وتنظيم مستويات السكر في الدم. وعندما يصيبه السرطان، فإن تأثيره يكون بالغًا، إذ قد تعيق الأورام إفراز الإنزيمات الضرورية لهضم الطعام، ما يُسبب سوء امتصاص العناصر الغذائية، وانتفاخ البطن، وظهور براز دهني أو عائم بسبب ضعف امتصاص الدهون. 

كما يمكن أن يتأثر إنتاج الأنسولين، مما يؤدي إلى الإصابة بداء السكري أو زيادة صعوبة التحكم في مستويات السكر لدى المرضى.

 وتُسهم هذه الاضطرابات مجتمعة في حدوث تغييرات أيضية كبيرة تشمل فقدان الكتلة العضلية والضعف العام وسوء التغذية، وهي مضاعفات شائعة مع تقدم المرض.

البعد الوراثي والجيني

 العوامل الوراثية عنصرًا مهمًا في فهم خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، إذ ترتبط نحو 10% من الحالات بطفرات جينية موروثة مثل BRCA1 وBRCA2 وPALB2 وATM، إضافة إلى الطفرات المرتبطة بمتلازمة لينش ومتلازمة بوتز-جيغرز. 

ولهذا يُوصي الأطباء بأن يخضع الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان البنكرياس أو سرطانات مرتبطة بهذه الجينات إلى استشارات وراثية وفحوصات دورية. 

ويسهم الوعي بالمخاطر الوراثية، إلى جانب ضبط نمط الحياة والمتابعة الطبية المنتظمة، في تحسين فرص الكشف المبكر ورفع احتمالات العلاج الناجح لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة.

تم نسخ الرابط