دراسة طبية تكشف: الزعفران يحسّن الذاكرة وقد ينافس أدوية الزهايمر
فوائد الزعفران، يعود الزعفران، أحد أقدم الأعشاب المستخدمة في الطب التقليدي، إلى دائرة الضوء من جديد، لكن هذه المرة عبر بوابة الأبحاث العلمية الحديثة التي تكشف دوره المحتمل في علاج أحد أعقد الأمراض العصبية: مرض الزهايمر.
فوائد الزعفران
الزعفران عشبة لطالما عُرفت بلونها الذهبي ورائحتها النفاذة ووجودها الدائم في مطابخ العالم، لكنها اليوم تتصدر اهتمامات الباحثين كخيط أمل جديد لمرضى تآكل الذاكرة.
الزهايمر من أكثر الأمراض صعوبة من حيث العلاج، فالأدوية التقليدية مثل دونيبيزيل وميمانتين لا تتجاوز وظيفتها في الغالب تخفيف الأعراض بشكل مؤقت، مع ظهور آثار جانبية تشمل الغثيان والدوار واضطرابات النوم.
لكن الزعفران يبرز كخيار مختلف تمامًا، إذ تُظهر الدراسات أنه يمتلك قدرة علاجية متعددة الأهداف يصعب إيجادها في النباتات الطبية الأخرى.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الزعفران قد يؤثر على عدة مسارات رئيسية مرتبطة بتطور المرض، من بينها:
تقليل الإجهاد التأكسدي الذي يدمّر الخلايا العصبية.
خفض الالتهاب داخل الدماغ، وهو عامل أساسي في التنكس العصبي.
منع تراكم بروتيني أميلويد بيتا وتاو المرتبطين مباشرة بالزهايمر.
تحسين توازن النواقل العصبية المسؤولة عن الإدراك والمزاج.
حماية الخلايا العصبية من السمية الإثارية التي تؤدي إلى موتها.
هذا التنوع في التأثيرات يفسّر الاهتمام المتزايد بالزعفران، خصوصًا مع نتائجه المثيرة في التجارب السريرية.
فقد وثقت دراسة منشورة في PubMed Central تحسّنًا ملحوظًا في الوظائف الإدراكية لدى مشاركين تناولوا 30 ملغم من الزعفران يوميًا لمدة 16 أسبوعًا، مقارنةً بآخرين تناولوا دواءً وهميًا.
وارتفعت درجاتهم على مقياسي ADAS-cog وCDR، دون اختلاف يُذكر في معدل الآثار الجانبية بين المجموعتين، ما يشير إلى تحمل ممتاز للزعفران.
وتؤكد الدراسة أن الزعفران بدا آمنًا وفعّالًا لمرضى الزهايمر الخفيف إلى المتوسط، لكنها تشدد في الوقت نفسه على ضرورة إجراء دراسات واسعة وطويلة المدى لتثبيت هذه النتائج.
واستمرارًا للبحث، كشفت مراجعة منهجية عن فعالية الزعفران كعلاج رئيسي في تحسين الوظائف الإدراكية. وتشير المراجعة إلى أن إضافته كمكمل غذائي قد يُحسّن مؤشرات الالتهاب والإجهاد التأكسدي، لكنه لا يقدم فوائد معرفية إضافية عند دمجه بالأدوية التقليدية.
ويعتقد أن مركبي الكروسين والكروسيتين اللذين يمنحان الزعفران لونه المميز يلعبان دورًا جوهريًا في قدرته العلاجية، بفضل قوتهما العالية كمضادات أكسدة وتأثيرهما في منع تكوين لويحات الأميلويد وتشابكات تاو.
ولا تتوقف مزايا الزعفران عند تحسين الإدراك؛ فالعديد من الأبحاث تشير أيضًا إلى تأثيره الإيجابي على المزاج، بما في ذلك تخفيف أعراض الاكتئاب والانفعال، وهما من المشكلات الشائعة لدى مرضى الزهايمر في مراحله المتقدمة، ما يسهم في تحسين جودة الحياة.
مدى سلامة الزعفران
يجمع الباحثون على أن الزعفران آمن بدرجة عالية عند تناوله بالجرعات المدروسة، مع تسجيل آثار جانبية طفيفة فقط في معظم الحالات.
لكن تبقى مشكلة الغش التجاري تحديًا كبيرًا، نظرًا لارتفاع ثمنه، ما يستدعي شراء منتجات موثوقة واختيار مستخلصات معيارية موثقة المصدر.
ويفضل استشارة الطبيب قبل استخدامه، خاصةً لمن يتناولون أدوية الزهايمر، ما يجعل الزعفران استثنائيًا هو قدرته المحتملة على سد الفجوة بين الطب التقليدي والحديث، وربما تقديم علاج طبيعي ينافس الأدوية الدوائية الحالية أو يدعمها، ومع استمرار الدراسات، قد يتحول من مجرد توابل فاخرة إلى عنصر أساسي في بروتوكولات علاج الزهايمر.





