أخطاء شائعة في شرب القهوة..والطريقة الصحيحة للاستفادة منها
القهوة بالنسبة لكثيرين أكثر من مجرد مشروب صباحي؛ فهي طقس يومي ومنبه عقلي ومصدر للتركيز والراحة.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن تناول ثلاثة إلى أربعة أكواب من القهوة يوميًا يُعد آمنًا بشكل عام، بل قد يرتبط بانخفاض مخاطر عدد من المشكلات الصحية، بفضل ما تحتويه من مركبات نشطة بيولوجيًا مثل الكافيين والبوليفينول وأحماض الكلوروجينيك، والتي تعمل كمضادات أكسدة ومضادات التهابات، وتساهم في تحسين عمليات التمثيل الغذائي.
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور سوراب سيثي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي المتدرّب بمعهد AIIMS وجامعتي هارفارد وستانفورد، أن القهوة مفيدة لصحة الدماغ والأمعاء والكبد.
ويشير في منشور حديث عبر حسابه على إنستغرام إلى أن البوليفينول الموجود في القهوة يساعد على زيادة البكتيريا النافعة في الأمعاء، كما يعزز التركيز والذاكرة، ويقلل من احتمالات الإصابة بمرض الزهايمر، إضافة إلى تحسينه لدهون الكبد.
ورغم كل تلك الفوائد، يوضح الدكتور سوراب أن “معظم الناس يشربون القهوة بشكل خاطئ”، مستعرضًا ثلاثة أخطاء شائعة يقع فيها كثيرون، مع توضيح كيفية تجنبها وتحسين طريقة تناول هذا المشروب الشهير.
الخطأ الأول: إضافة السكر إلى القهوة
السكر المضاف أبرز الأخطاء التي ينبه إليها الخبراء؛ إذ يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات سكر الدم وزيادة الالتهابات، الأمر الذي يجعل كوب القهوة أقل صحة.
ويقترح الدكتور سوراب استبدال السكر بمحليات طبيعية مثل فاكهة الراهب أو ستيفيا دون إضافة الإريثريتول.
وتشير الدراسات إلى أن عصير فاكهة الراهب يمكن أن يعزز المناعة عبر دعم العوامل المناعية وتحسين توازن ميكروبات الأمعاء، بينما يساهم مستخلصها في خفض استجابة الجسم للجلوكوز والأنسولين بعد الوجبات، ما يساعد في الحفاظ على صحة أيضية مستقرة دون إضافة سعرات حرارية.
الخطأ الثاني: تجاهل القهوة العضوية
يوضح الدكتور سوراب أن القهوة تُعد من أكثر المحاصيل تعرضًا للمبيدات الحشرية، وهو ما يجعل استهلاك أنواع غير عضوية مصدرًا للمركبات الضارة التي قد تتراكم في الجسم بمرور الوقت.
وينصح باختيار القهوة العضوية عالية الجودة، مع التأكد من مصدرها ونقاء حبوبها قبل الشراء، لضمان تقليل تناول الملوثات والمواد الكيميائية.
الخطأ الثالث: الابتعاد عن التحميص الداكن
قد يعتقد البعض أن تجنب القهوة هو الحل الوحيد عند المعاناة من ارتجاع المريء أو حرقة المعدة، لكن الدكتور سوراب يلفت إلى أن التحميص الداكن قد يكون خيارًا أفضل قبل الامتناع عن المشروب تمامًا.
فالقهوة الداكنة تحتوي على نسبة أقل من الكافيين، ما يجعلها ألطف على المعدة وأقل تسببًا للتهيج.
ويضيف أن من لا يعانون من حرقة المعدة قد يكون التحميص الخفيف أكثر فائدة لهم، نظرًا لاحتوائه على نسبة أعلى من البوليفينول.
وتشير دراسة منشورة في PMC إلى أن التحميص الداكن يقلل من بعض مضادات الأكسدة مثل أحماض الكلوروجينيك مقارنة بالتحميص الخفيف، لكنه في المقابل يزيل كميات أكبر من المبيدات والسموم، كما ينشّط مسارات مضادات الأكسدة الحيوية مثل مسار Nrf2 المسؤول عن حماية الخلايا.
كما يوفر التحميص الداكن عددًا من العناصر الغذائية المهمة، من بينها المغنيسيوم والبوتاسيوم والنياسين والريبوفلافين والثيامين وحمض البانتوثينيك، ما يجعله خيارًا غذائيًا متوازنًا في بعض الحالات.
وفي ضوء هذه التوصيات، يؤكد الخبراء أن تحسين طريقة شرب القهوة قد يجعل فوائدها أكبر بكثير من أضرارها، شريطة تجنب الأخطاء الثلاثة الشائعة: إضافة السكر، استخدام أنواع غير عضوية، والاختيار الخاطئ لمستوى التحميص.



