دراسة: الإفراط في تناول الفلفل الحار يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة والقولون
الأطعمة الحارة من أكثر النكهات المحبوبة حول العالم، ويأتي الفلفل الأحمر الحار في صدارة هذه المكونات بفضل طعمه المميز وقدرته على تعزيز النكهة وتنشيط الأيض.
من الكاري الهندي إلى الصلصات المكسيكية، يُعتبر الفلفل الحار جزءًا لا يتجزأ من مطابخ الشعوب.
غير أن الدراسات الحديثة بدأت تسلط الضوء على وجهٍ آخر لهذه النكهة الجريئة، إذ تشير أبحاث نُشرت في مجلة Frontiers in Nutrition إلى أن الإفراط في تناول الفلفل الحار قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض سرطانات الجهاز الهضمي، خصوصًا سرطان المعدة والمريء والقولون.
الكابسيسين.. المركب المزدوج التأثير
الكابسيسين، وهو المركب الذي يمنح الفلفل حرارته المميزة، محور النقاش العلمي حول فوائده ومخاطره.
فبينما تُظهر الأبحاث أن له تأثيرات مضادة للالتهاب ومُسكّنة للألم ومُعززة لحرق الدهون، إلا أن الاستهلاك المفرط قد يؤدي إلى تهيّج مزمن والتهاب مستمر في الجهاز الهضمي، وهو ما يُمكن أن يُسهم في تلف الخلايا ورفع خطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
في المقابل، يُرجّح أن الاعتدال في تناوله، خاصة ضمن نظام غذائي متوازن غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، لا يسبب ضررًا بل قد يوفر حماية بفضل مضادات الأكسدة التي يحتويها.
ما الذي كشفت عنه الدراسات؟
راجعت الدراسة المشار إليها نتائج أبحاث شملت آلاف المشاركين في مناطق يُستهلك فيها الفلفل الحار بكثرة. وتوصّلت إلى أن:
الاستهلاك المعتدل قد يحمل فوائد صحية ولا يرتبط بمخاطر واضحة.
الإفراط في التناول عدة مرات يوميًا أو بكميات كبيرة) ارتبط بزيادة ملحوظة في خطر سرطانات الجهاز الهضمي.
نوع الفلفل وطريقة تحضيره، إلى جانب النمط الغذائي العام، تلعب دورًا مهمًا في تحديد مستوى الخطر.
بين الفائدة والضرر
رغم التحذيرات، لا يُعتبر الفلفل الحار “عدوًا صحيًا” بطبيعته؛ بل هو مكوّن غني بالعناصر المفيدة:
يعزز عملية الأيض ويساعد على حرق السعرات الحرارية.
يدعم صحة القلب والأوعية الدموية بتنظيم مستويات الكوليسترول.
يحتوي على فيتامين C وبيتا كاروتين، وهما من مضادات الأكسدة القوية.
لكن عند الإفراط في تناوله، قد يُسبب حرقة المعدة أو التهابات بالجهاز الهضمي، خاصة لمن يعانون من أمراض مثل ارتجاع المريء أو القولون العصبي.
كيف تستمتع بالفلفل الحار دون ضرر؟
تناوله باعتدال، وأضف القليل فقط لتحسين النكهة.
اطبخه بدلًا من أكله نيئًا لتقليل شدة الكابسيسين.
وازن وجباتك بأطعمة غنية بالألياف والخضراوات.
اشرب الماء أو الحليب بعد الأطعمة الحارة لتهدئة المعدة.
أنصت لجسمك؛ فإذا شعرت بحرقة أو ألم متكرر، خفف من الكمية.



