علامات مبكرة تكشف اضطرابات الجهاز العصبي.. متى تتحوّل الأعراض البسيطة إلى إنذار خطر؟

حذر أطباء من أن الجهاز العصبي يرسل في كثير من الأحيان إشارات تحذيرية مبكرة، قد تبدو خفية للوهلة الأولى، لكنها تنبئ باحتمال وجود اضطراب عصبي خطير.

 فالكشف المبكر عن هذه العلامات قد ينقذ حياة المريض، ويسمح بالتدخل العلاجي في الوقت المناسب قبل تفاقم الحالة.

وفي منشور حديث لطبيب على منصة "إنستجرام"، تمّ تسليط الضوء على خمس علامات رئيسية تستدعي مراجعة الطبيب فورًا بحسب Times of india. 

الرعشة أثناء الراحة أو أثناء الحركة،

فقدان الذاكرة التدريجي مع الارتباك،

الضعف المفاجئ في أحد جانبي الجسم مع اضطراب الكلام،

النوبات التشنجية،
وهي أعراض قد تشير إلى أمراض خطيرة مثل باركنسون، السكتة الدماغية، الصرع، أو الخرف.

1. الرعشة أثناء الراحة وبطء الحركة: بوادر مرض باركنسون

تشير دراسة نشرت في مجلة "التنكس العصبي الانتقالي" إلى أن الرعشة أثناء الراحة، وبطء الحركة الإرادية، وتيبّس العضلات هي علامات كلاسيكية لمرض باركنسون، الناتج عن تلف تدريجي في الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ.

ويعتمد الأطباء في التشخيص على مراقبة تطور هذه الأعراض، والاستجابة للأدوية الدوبامينية، إلى جانب التصوير العصبي والفحوص السريرية الدقيقة.

2. الرعشة أثناء الحركة: الرعشة الأساسية

أما الرعشة التي تظهر أثناء القيام بحركات إرادية مثل الوصول إلى كوب أو الكتابة  فقد تشير إلى الرعشة الأساسية (ET)، وهي اضطراب حركي ناتج عن خلل في شبكة المخيخ-المهاد-القشرة الدماغية.

وقد تتفاقم هذه الرعشة مع التوتر أو الكافيين أو قلة النوم، وتتحسّن في بعض الحالات بجرعات بسيطة من الكحول.

3. فقدان الذاكرة والارتباك التدريجي: بوادر الخرف

بحسب دراسة صادرة عن مجلة "ضعف الإدراك الوعائي والخرف" فإن التدهور المعرفي المستمر في الذاكرة أو الحكم أو التخطيط قد يشير إلى أمراض مثل ألزهايمر أو خرف أجسام لوي.

ويستخدم في التشخيص عدد من الأدوات تشمل الاختبارات المعرفية، التصوير العصبي، وفحوصات الدم للكشف عن الأسباب القابلة للعكس. 

الكشف المبكر في هذه الحالات يسمح بإدارة الأعراض وتخطيط الرعاية طويلة الأمد.

4. ضعف مفاجئ في أحد الجانبين واضطراب الكلام: إنذار بالسكتة الدماغية

تؤكد دراسة في مجلة BMC Neurology  أن ظهور ضعف مفاجئ في أحد الأطراف أو اضطراب في الكلام يُعد من العلامات الطارئة للسكتة الدماغية.

وتبقى الأعراض الكلاسيكية مثل تدلي الوجه وصعوبة النطق وضعف الذراع أبرز ما يجب ملاحظته، إذ إن التدخل الطبي الفوري خلال "الساعة الذهبية" يُحدث فرقًا كبيرًا في فرص الشفاء.

5. النوبات التشنجية وفقدان الوعي: مؤشرات على الصرع

ووفقًا لمجلة American Family Physician ، فإن النوبات المفاجئة أو حالات فقدان الوعي غير المبررة تستوجب فحصًا فوريًا عبر تخطيط كهربية الدماغ (EEG) والتصوير العصبي، كونها قد تكون مؤشراً مبكرًا للإصابة بالصرع.

عندما تصبح الأعراض حرجة: كيف تتصرف؟

أعراض تشبه السكتة الدماغية: اطلب الطوارئ فورًا، ولاحظ وقت بدء الأعراض.

نوبات تشنجية متكررة أو مطوّلة: أبعد الشخص عن الأجسام الخطرة، وضعه على جانبه بعد توقف التشنجات، ولا تضع شيئًا في فمه.

ارتباك حاد أو فقدان مفاجئ للقدرات العصبية: التوجه السريع للطبيب ضروري لتفادي المضاعفات الدائمة.

كيف يشخص الأطباء الاضطرابات العصبية؟

يعتمد التشخيص العصبي على مجموعة من الوسائل، أبرزها:

التصوير بالرنين المغناطيسي أو المقطعي للكشف عن الأورام أو الجلطات.

تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لرصد النشاط الكهربائي غير الطبيعي.

اختبارات الدم والفحوص الأيضية لتحديد الأسباب القابلة للعلاج.

الاختبارات النفسية العصبية لتقييم القدرات الإدراكية والمعرفية.

نصائح للمرضى ومقدمي الرعاية

دوّن بداية الأعراض وتكرارها ومسبباتها.

تجنّب الكافيين والمنشطات في حال وجود رعشة أو نوبات.

احرص على مراجعة الطبيب فور ظهور أي من العلامات السابقة.

في حال الاشتباه بسكتة دماغية أو نوبة، لا تنتظر – اتصل بالإسعاف فورًا.

 الوعي هو خط الدفاع الأول

رغم أن بعض الأعراض العصبية قد تبدو بسيطة، إلا أن الاستجابة السريعة والتقييم الطبي الدقيق يمكن أن يحدث فرق بين التعافي الكامل والإعاقة الدائمة.

إن الكشف المبكر عن اضطرابات الجهاز العصبي ليس رفاهية طبية، بل ضرورة لإنقاذ الأرواح والحفاظ على جودة الحياة.