نقص فيتامين د.. الوباء الصامت الذي يهدد صحة العظام

نقص فيتامين د مشكلة صحية عامة متنامية تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن المجلس الهندي لأبحاث العلاقات الاقتصادية الدولية (ICRIER)، فإن واحدًا من كل خمسة أشخاص يعاني من نقص فيتامين (د)، وهو ما يُعد مؤشرًا مقلقًا على اتساع رقعة هذه الأزمة الصحية الصامتة.
يحذر الخبراء من أن نقص فيتامين (د) لا يقتصر تأثيره على الشعور بالإجهاد أو الضعف العام فحسب، بل يمكن أن يؤدي إلى تشوهات في العظام، وزيادة خطر الإصابة بالكسور، وإعاقات دائمة بحسب Times of india
وغالبًا ما يمر هذا النقص دون ملاحظة، إذ تظهر أعراضه تدريجيًا مع الوقت، وتعد كسور الورك من أبرز المضاعفات التي قد تحتاج إلى عام كامل للتعافي منها، مما يشكل عبئًا كبيرًا على الأسر ونظام الرعاية الصحية.
ورغم خطورة هذه المشكلة، تهملها العديد من البرامج الصحية، حتى بات الأطباء يصفونها بـ"الوباء الصامت".
فيتامين (د).. حجر الأساس لصحة العظام
تعد صحة العظام ركيزة أساسية للحفاظ على الحركة والنشاط في الحياة اليومية، ويساعد فيتامين (د) الجسم على امتصاص الكالسيوم، العنصر الضروري لبناء عظام قوية وسليمة.
يؤكد الدكتور آشيش شودري، المدير العام ورئيس قسم جراحة العظام أن "انخفاض مستويات فيتامين (د) لدى المصابين بالكسور قد يطيل فترة الشفاء ويزيد من خطر حدوث مضاعفات".
ويشير إلى أن تناول المكملات الغذائية في الوقت المناسب يمكن أن يسرّع التئام العظام، ويُخفف الألم، ويحسّن عملية التعافي.
كما يسهم في تكوين ما يعرف بـ"الكالو"، وهي المرحلة التي تبدأ فيها المعادن بالترسب داخل أنسجة العظام، مما يجعلها أكثر صلابة ومتانة.
مصادر فيتامين (د) الطبيعية
يشير الدكتور شودري إلى اتجاه مقلق في المدن الكبرى، حيث يتجاهل كثيرون المصادر الطبيعية لهذا الفيتامين المهم، رغم سهولة الحصول عليه.
و أبرز مصادر فيتامين (د):
1. أشعة الشمس:
التعرض لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة عدة مرات أسبوعيًا يساعد الجسم على إنتاج فيتامين (د) بشكل طبيعي. إلا أن سكان المدن غالبًا ما يحرمون من هذه الفائدة بسبب التلوث وقلة الوقت في الهواء الطلق.
2. الأطعمة الغنية بفيتامين (د):
مثل الأسماك الدهنية (السلمون، الماكريل، التونة) ومنتجات الألبان المدعّمة، وهي بدائل فعالة لتعويض نقص التعرض للشمس.
3. المكملات الغذائية:
في حال لم يكن النظام الغذائي والتعرض للشمس كافيين، يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد الجرعات المناسبة من المكملات.
خطة وطنية مطلوبة لمواجهة النقص
يدعو تقرير ICRIER إلى وضع خطة وطنية شاملة لمعالجة نقص فيتامين (د)، مشيرًا إلى أن الجهود الحالية متفرقة وغالبًا ما تقتصر على مبادرات فردية أو تطوعية.
ويحذر الخبراء من أن تجاهل هذه الأزمة قد يؤدي إلى تدهور صحة العظام العامة، وزيادة الأعباء الاقتصادية على نظام الرعاية الصحية، خصوصًا مع تقدم السكان في السن.
يقول الدكتور شودري: "إذا لم نتعامل مع هذا الوباء الصامت بجدية، فسندفع الثمن على مستوى صحتنا واقتصادنا معًا."
خطوات لحماية العظام من نقص فيتامين (د)
للحفاظ على صحة عظام قوية وتجنب المضاعفات الناتجة عن نقص فيتامين (د)، ينصح الخبراء بما يلي:
التعرض المنتظم للشمس في أوقات آمنة (الصباح الباكر أو بعد العصر).
إدراج الأطعمة الغنية بفيتامين (د) في النظام الغذائي اليومي.
إجراء فحوص دورية لمستوى فيتامين (د)، خاصة لكبار السن وسكان المدن.
استشارة الطبيب بشأن المكملات المناسبة عند الحاجة.
ممارسة الرياضة بانتظام، خصوصًا تمارين تقوية العضلات وتحمل الوزن، للحفاظ على كثافة العظام.