من اللوز إلى الكاجو.. التوقيت المثالي لتناول المكسرات لتحقيق أقصى فائدة صحية

تعتبر المكسرات من أغنى الأطعمة بالعناصر الغذائية، فهي مليئة بالفيتامينات والمعادن والدهون الصحية، وتعد خيارًا مثاليًا كوجبة خفيفة تشبع الجوع وتمنح الطاقة. 

لطالما ارتبط تناول المكسرات بتحسين صحة القلب والدماغ والجلد، إلى جانب دورها في تعزيز المناعة وتنظيم سكر الدم. 

وقد أوصت الإرشادات الغذائية الحديثة بتناول المكسرات بانتظام كجزء من نظام غذائي متوازن للحفاظ على الصحة العامة.

 التوقيت المثالي لتناول المكسرات 

لكن الأبحاث الحديثة بدأت تسلط الضوء على جانب جديد لم يكن يحظى بالاهتمام الكافي من قبل، وهو توقيت تناول المكسرات. 

فبحسب دراسات متعددة، يختلف امتصاص الجسم للعناصر الغذائية، واستقلاب الطاقة، وحتى تفاعل ميكروبات الأمعاء، وفقًا لتوقيت تناول هذه الأطعمة الغنية، وهذا يعني أن اختيار الوقت المناسب لتناول كل نوع من المكسرات يمكن أن يُضاعف فوائده الصحية.

يستعرض موقع تفصيلة أفضل الأوقات لتناول أشهر أنواع المكسرات، لتحقيق الاستفادة القصوى من كل نوع منها:

اللوز

أفضل وقت لتناوله: الصباح

اللوز من أكثر أنواع المكسرات غنى بفيتامين (هـ) والمغنيسيوم، وهما عنصران أساسيان لدعم صحة الدماغ وتنظيم مستويات السكر في الدم.

 كما يحتوي على الألياف والبروتين والدهون الأحادية غير المشبعة، ما يجعله مثاليًا لبدء اليوم بطاقة ثابتة ومستدامة.

تناول بضع حبات من اللوز في الصباح، سواء مع وجبة الإفطار أو كوجبة خفيفة بين الوجبات، يُساعد على الحفاظ على مستويات الطاقة والتركيز طوال اليوم. 

وتشير الأبحاث إلى أن تناول اللوز بانتظام يُحسّن من وظائف القلب ويُقلّل من الكوليسترول الضار.

الجوز

أفضل وقت لتناوله: المساء

يعتبر الجوز من أغنى المصادر النباتية لأحماض أوميغا-3 الدهنية والميلاتونين، وهما مادتان تلعبان دورًا رئيسيًا في دعم صحة الدماغ وتحسين جودة النوم. 

أحماض أوميغا-3 تُقلّل من الالتهابات وتُعزّز الأداء العقلي، في حين أن الميلاتونين يساعد على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.

تناول بضع حبات من الجوز في المساء أو قبل النوم يمكن أن يُساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتحسين النوم الليلي. كما أن تناوله بانتظام يدعم صحة القلب والأوعية الدموية، ويُساعد على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالتوتر التأكسدي.

الفستق

أفضل وقت لتناوله: بعد الظهر

الفستق مصدر غني بالبروتين والألياف، وهما عنصران يُسهمان في تثبيت مستويات السكر في الدم ومنح إحساس طويل بالشبع. كما يحتوي على مجموعة من مضادات الأكسدة المهمة لصحة العيون، مثل اللوتين والزياكسانثين.

تناول حفنة من الفستق في فترة ما بعد الظهر يُعد خيارًا ممتازًا لوجبة خفيفة تُساعد على محاربة التعب والكسل، وتُقلّل من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية قبل العشاء.

 هذه المكسرات الخضراء الصغيرة لا تُساعد فقط في الحفاظ على الطاقة، بل تُساهم أيضًا في تحسين المزاج بفضل محتواها من فيتامين (ب6).

الكاجو من المكسرات الغنية بالزنك والحديد والمغنيسيوم، وهي معادن أساسية لتعزيز جهاز المناعة وتحسين عملية الأيض وإنتاج الطاقة. 

كما أنه يحتوي على دهون صحية تُفيد القلب والبشرة.

ينصح بتناوله بعد الظهر أو كجزء من وجبة الغداء، إذ يُساعد على الشعور بالشبع لفترة طويلة ويمد الجسم بالطاقة اللازمة لمواصلة اليوم بنشاط. 

الكاجو أيضًا مصدر جيد للتريبتوفان، وهو حمض أميني يُسهم في تحسين المزاج وجودة النوم عبر دعم إنتاج السيروتونين.

الفول السوداني

أفضل وقت لتناوله: في أي وقت من اليوم

الفول السوداني من أكثر المكسرات شيوعًا وسهولة في التناول، وهو غني بالبروتين والدهون غير المشبعة، إضافة إلى مركب الريسفيراترول والنياسين، اللذين يُساعدان في دعم صحة القلب والدماغ.

يمكن تناول الفول السوداني في أي وقت من اليوم، سواء كوجبة خفيفة بين الوجبات أو قبل التمرين الرياضي. تشير الدراسات إلى أن تناوله بانتظام يُساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وتحسين صحة الأوعية الدموية. كما أنه خيار مشبع ومغذٍ يُساعد في التحكم في الشهية دون زيادة الوزن عند تناوله باعتدال.

جوز البرازيل

أفضل وقت لتناوله: الصباح

يُعتبر جوز البرازيل أغنى مصدر طبيعي للسيلينيوم، وهو معدن نادر يُساعد على دعم وظائف الغدة الدرقية، وتعزيز المناعة، وتنظيم عملية الأيض

كما يُعرف السيلينيوم بدوره في حماية الخلايا من الأكسدة وتحسين صحة الشعر والبشرة.

يُوصى بتناول جوز البرازيل صباحًا لضمان امتصاص مثالي للسيلينيوم، لكن من المهم عدم الإكثار منه، إذ إن حبتين أو ثلاث حبات فقط يوميًا كافية لتلبية الاحتياج اليومي من هذا العنصر. الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى زيادة غير مرغوبة في مستوى السيلينيوم في الجسم.

البندق

أفضل وقت لتناوله: منتصف النهار أو قبل التمرين

البندق غني بفيتامين (هـ) وحمض الفوليك والمغنيسيوم، ما يجعله مثاليًا لتعزيز طاقة الجسم وصحة القلب. كما يُساهم في تحسين تدفق الدم ودعم صحة الجلد والشعر.

تناوله كوجبة خفيفة قبل التمرين أو في منتصف النهار يُمد الجسم بطاقة طبيعية ويُساعد على مقاومة التعب. كما أن محتواه من الدهون الأحادية غير المشبعة يجعل منه خيارًا ممتازًا لدعم صحة الجهاز العصبي والدماغ.

تُظهر الدراسات أن المكسرات ليست مجرد وجبات خفيفة صحية، بل هي مكونات غذائية فعّالة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في الصحة العامة إذا تم تناولها في الوقت المناسب. 

فاختيار التوقيت المناسب لتناول اللوز أو الجوز أو الكاجو أو غيرها من المكسرات يمكن أن يُعزّز امتصاص العناصر الغذائية، ويُحسّن من جودة النوم والطاقة والمزاج، بل ويُسهم في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة.