احذر أن تخدعك النكهة.. حلوى الفيتامينات ليست كما تبدو

في عالم الصحة والتغذية، يواجه كثيرون سؤالًا محيرًا: ما هو الخيار الأفضل للحصول على الفيتامينات اليومية؟ الحبوب التقليدية أم الحلوى الجيلاتينية التي تجذب بتنوع نكهاتها وسهولة تناولها؟
يتناول ملايين الأشخاص حول العالم الفيتامينات يوميًا، بحثًا عن طاقة أكبر ومناعة أقوى وصحة أفضل، لكن وراء هذا الروتين البسيط، يدور نقاش علمي حقيقي حول امتصاص الفيتامينات، أي كمية العناصر الغذائية التي تصل فعليًا إلى مجرى الدم ليستفيد منها الجسم.
فكما يقول الخبراء: "الفيتامين الذي لا يُمتص، لا يفيد".
ما المقصود بامتصاص الفيتامينات؟
الامتصاص – أو ما يعرف بالتوافر الحيوي – هو المقياس الذي يحدد مدى استفادة الجسم من المكمل الغذائي بعد تناوله.
كلما ارتفعت نسبة الامتصاص، زادت الفائدة الصحية، أما في حال ضعف الامتصاص، فإن معظم الفيتامينات تمر عبر الجهاز الهضمي دون أن تستخدم.
وهنا يكمن الفارق الجوهري بين الحبوب والعلكة الجيلاتينية.
العلكة مقابل الحبوب: من يمتص الجسم بشكل أفضل؟
الحبوب (الأقراص):
عند ابتلاعها، تبدأ بالذوبان في المعدة ثم الأمعاء، حيث تمتص العناصر الغذائية تدريجيًا، غير أن الامتصاص يتأثر بعوامل عدة مثل حموضة المعدة وسرعة الهضم.
العلكة الجيلاتينية:
تبدأ عملية الذوبان في الفم أثناء المضغ، مما يسمح بامتصاص جزء من الفيتامينات مباشرة عبر بطانة الفم قبل وصولها إلى المعدة، وهو ما قد يُعطيها أفضلية في بعض الحالات.
ما الذي تقوله الدراسات العلمية؟
فيتامين D
أظهرت دراسات سريرية أن الأشخاص الذين يتناولون حلوى الجيلاتين الغنية بفيتامين D يصلون إلى مستويات أعلى في الدم بشكل أسرع مقارنة بمستخدمي الحبوب. المضغ يمنح الفيتامين فرصة امتصاص إضافية قبل الهضم الكامل.
فيتامين C وفيتامين B12:
لا فرق يذكر بين الشكلين، إذ يتم امتصاصهما بنسب متقاربة سواء من الحبوب أو الحلوى الجيلاتينية.
حمض الفوليك:
تظهر البيانات أن الحلوى الجيلاتينية قد ترفع مستوياته في الدم أسرع قليلًا، لكن الكمية الإجمالية الممتصة تبقى متقاربة جدًا بين الشكلين.
النتيجة:
بالنسبة لمعظم الفيتامينات، يتساوى الامتصاص بين الحبوب والعلكة الجيلاتينية، رغم أن الأخيرة قد تعطي دفعة أسرع لبعض العناصر مثل فيتامين D.
متى تكون الحبوب الخيار الأفضل؟
الدقة والثبات: توفر جرعات محددة بدقة، مع مكونات إضافية أقل.
نقاء أعلى: لا تحتوي عادة على سكريات مضافة أو منكهات صناعية كما في العلكة.
في حالات اضطرابات الأمعاء أو مشاكل الامتصاص، قد تكون الأقراص القابلة للمضغ أو المساحيق أو السوائل أفضل من الحلوى الجيلاتينية.
نصائح لتحسين امتصاص الفيتامينات
1. اختر الجودة: المكملات الرخيصة أو منخفضة الجودة قد تُفقد فعاليتها في الجسم.
2. انتبه للعوامل الفردية: العمر، وصحة الجهاز الهضمي، والنظام الغذائي، كلها تؤثر على الامتصاص.
3. التخزين السليم: الحلوى الجيلاتينية حساسة للحرارة، وقد تفقد فعاليتها بسرعة إذا لم تُخزن في مكان بارد وجاف.
4. التوازن أولًا: المكملات ليست بديلًا عن النظام الغذائي المتنوع، بل مكمل له.
سواء اخترت الحبوب أو الحلوى الجيلاتينية، يبقى الأهم أن تختار منتجًا موثوقًا، وتحرص على تناول مكملاتك بانتظام وبالطريقة الصحيحة، فالصحة الحقيقية لا تأتي من شكل الفيتامين، بل من مدى استفادة جسمك منه فعليًا.