خفقان مفاجئ للقلب لثوانٍ.. متى يكون طبيعيًا ومتى يستدعي القلق؟
من الشائع، وإن كان مزعجا، أن يشعر بعض الأشخاص بتسارع مفاجئ في نبضات القلب يستمر لثانية أو ثانيتين ثم يعود الإيقاع إلى طبيعته.
قد يحدث ذلك أثناء الراحة، أو بعد صعود الدرج، أو حتى في لحظات التوتر أو الإثارة، وهو ما يثير القلق لدى كثيرين.
ورغم أن هذه النوبات القصيرة تكون في أغلب الأحيان غير خطيرة، فإن فهم أسبابها يساعد على التمييز بين ما هو طبيعي وما قد يشير إلى مشكلة صحية تستدعي المتابعة الطبية.
كشف الدكتور شايليش سينغ، استشاري القلب عن أسباب تسارع ضربات القلب المفاجئ لبضع ثوانٍ، وكيفية التعامل معه.
ما هو تسارع ضربات القلب المفاجئ؟
يعرف تسارع ضربات القلب أو الخفقان القلبي بأنه زيادة مؤقتة في سرعة نبض القلب عن المعدل الطبيعي.
ويؤكد الدكتور سينغ أن القلب عضو شديد الحساسية للمؤثرات الداخلية والخارجية، ما يجعله يتفاعل سريعًا مع التغيرات الجسدية أو النفسية.
الأسباب الشائعة لتسارع ضربات القلب لبضع ثوانٍ
1. التوتر والقلق
الضغط النفسي أو نوبات القلق والذعر تؤدي إلى إفراز هرمون الأدرينالين، المعروف بهرمون “الكر والفر”، ما يسبب تسارعًا مؤقتًا في ضربات القلب حتى في غياب المجهود البدني.
2. الكافيين والمنبهات
الإفراط في تناول القهوة، أو مشروبات الطاقة، أو بعض الأدوية التي تحتوي على منبهات مثل مزيلات الاحتقان وأدوية الربو، قد يؤدي إلى خفقان عابر.
3. الجفاف واختلال توازن الكهارل
انخفاض مستويات البوتاسيوم أو المغنيسيوم قد يؤثر في التوصيل الكهربائي للقلب، مسببًا رفرفة أو تسارعًا مؤقتًا في النبض.
4. التغيرات الهرمونية
خلال فترات مثل الحيض، أو الحمل، أو انقطاع الطمث، يصبح القلب أكثر عرضة لاضطرابات مؤقتة في الإيقاع.
5. التغير المفاجئ في وضعية الجسم
الانتقال السريع من الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف قد يسبب اضطرابًا لحظيًا في ضغط الدم والدورة الدموية، وينعكس على شكل تسارع عابر في ضربات القلب.
6. الجهد البدني والتمارين الرياضية
ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء المجهود استجابة فسيولوجية طبيعية، إلا أن التسارع قد يستمر لبضع ثوانٍ بعد التوقف، خاصة لدى من يعانون من ضعف اللياقة أو الإرهاق.
متى يصبح تسارع ضربات القلب علامة تحذير؟
يوضح الدكتور سينغ أن الخفقان العرضي القصير غالبًا ما يكون غير ضار، لكن تكراره أو استمراره لفترات أطول قد يشير إلى اضطراب في نظم القلب.
ومن العلامات التي تستدعي التقييم الطبي:
تسارع متكرر يستمر لأكثر من بضع دقائق
الشعور بالدوار أو الإغماء
ألم في الصدر أو ضيق في التنفس
تعب شديد أو عدم انتظام ملحوظ في ضربات القلب
وقد تشير هذه الأعراض إلى حالات مثل الرجفان الأذيني، أو تسرع القلب فوق البطيني، أو اضطرابات الغدة الدرقية.
كيف يمكن الوقاية من الخفقان المفاجئ؟
غالبًا ما تسهم تغييرات بسيطة في نمط الحياة في تقليل تكرار هذه النوبات، ومن أبرز النصائح:
تجنب المنبهات: مثل الكافيين والكحول والنيكوتين، لأنها ترفع معدل ضربات القلب.
الحفاظ على الترطيب: شرب كميات كافية من الماء، مع الاهتمام بالأطعمة الغنية بالإلكتروليتات.
ممارسة تقنيات الاسترخاء: كالتنفس العميق، واليوغا، والتأمل لتهدئة الجهاز العصبي.
الحصول على نوم كافٍ: فقلة النوم تزيد من هرمونات التوتر وترفع احتمالات الخفقان.
مراجعة الأدوية: بعض الأدوية قد يكون الخفقان من آثارها الجانبية، ويمكن للطبيب اقتراح بدائل أكثر أمانًا.
تسارع ضربات القلب لبضع ثوانٍ استجابة طبيعية للجسم في مواقف مثل التوتر، أو المجهود البدني، أو التغيرات الهرمونية.
لكن تجاهل النوبات المتكررة أو المصحوبة بأعراض مقلقة قد يؤدي إلى إغفال مشكلة صحية كامنة.
الانتباه للإشارات التي يرسلها القلب، وطلب المشورة الطبية عند الحاجة، يظل الخطوة الأهم للحفاظ على صحة القلب وسلامته.



