عصير الرمان أم البنجر؟.. أيهما أكثر فاعلية لضبط ضغط الدم وحماية القلب

يعد ارتفاع ضغط الدم أحد أخطر عوامل الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية على مستوى العالم.

ورغم أن العلاج الدوائي يظل حجر الأساس في السيطرة على المرض، فإن الأدلة العلمية تشير إلى أن بعض الخيارات الغذائية الطبيعية يمكن أن تلعب دورًا داعمًا ومكمّلًا في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

ويبرز كل من عصير الرمان وعصير الشمندر (البنجر) كأكثر العصائر شهرة وفائدة للقلب، لكن لكلٍ منهما آلية مختلفة في التأثير على ضغط الدم.

أولًا: عصير الرمان حماية طويلة الأمد للشرايين

المكونات الفعالة وآلية التأثير
يتميز عصير الرمان بغناه بمضادات الأكسدة القوية، وعلى رأسها مركبات البوليفينولات مثل الأنثوسيانين والإيلاجيتانينات.
وتعمل هذه المركبات على:

تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وهما من العوامل الرئيسية المسببة لتلف الأوعية الدموية.

تحسين مرونة الشرايين والحد من تصلبها، ما يقلل من مخاطر أمراض القلب.

دعم توازن ضغط الدم بفضل محتواه الجيد من البوتاسيوم؛ إذ يحتوي الكوب الواحد على نحو 533 ملغ، أي ما يقارب 11% من الاحتياج اليومي.

الدعم العلمي

أظهرت مراجعات سريرية نُشرت في مجلة Phytotherapy Research أن تناول 150–200 مل يوميًا من عصير الرمان لعدة أسابيع أسهم في خفض ملموس لضغط الدم الانقباضي والانبساطي لدى المصابين بارتفاع طفيف في الضغط، مع تحسن أوضح عند الاستهلاك المنتظم.

ولا تقتصر فوائد عصير الرمان على القلب فقط، بل تمتد لدعم المناعة وتنظيم التمثيل الغذائي وتحسين الصحة العامة.

ثانيًا: عصير البنجر.. خفض سريع وفعّال للضغط

المكونات الفعالة وآلية التأثير
يعتمد تأثير عصير الشمندر بشكل أساسي على احتوائه العالي من النترات الغذائية، التي تتحول داخل الجسم إلى أكسيد النيتريك، وهو جزيء حيوي يساعد على:

إرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها.

تحسين تدفق الدم وخفض ضغط الدم بصورة سريعة.

كما يحتوي الشمندر على مضادات أكسدة تُعرف باسم البيتالاينات، التي تقلل الالتهاب وتحمي الخلايا من التلف.

الدعم العلمي
أشارت دراسة نُشرت في Journal of Nutrition إلى أن شرب 70–250 مل من عصير الشمندر يوميًا أدى إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم الانقباضي خلال ساعات قليلة من تناوله، مع استمرار التأثير عند الاستهلاك اليومي.

إضافة إلى ذلك، يوفر كوب من عصير الشمندر نحو 16% من الاحتياج اليومي من حمض الفوليك، الضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء وصحة المادة الوراثية (DNA).

أيهما أفضل؟.. الفارق في آلية العمل

تشير الدراسات إلى أن العصيرين يقدمان فوائد حقيقية للقلب، لكن بطرق مختلفة:

عصير الرمان: تأثيره تدريجي ومستدام، يركز على تحسين مرونة الشرايين وتقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي.

عصير الشمندر: يتميز بتأثيره السريع والمباشر في خفض ضغط الدم بفضل النترات.

الشمندر أكثر فاعلية لخفض ضغط الدم بشكل مباشر وسريع.

الرمان يوفر حماية طويلة الأمد للأوعية الدموية ويحسن صحة الشرايين.

الجمع بين العصيرين قد يكون خيارًا متآزرًا يمنح القلب حماية أشمل.

نصائح مهمة للاستهلاك الآمن

يُفضل تناول العصائر طازجة وغير مُحلاة.

يمكن دمج الشمندر في العصائر أو تناوله بجرعات صغيرة مركزة، بينما يُستهلك عصير الرمان بمفرده أو كمكوّن إضافي للمشروبات والسلطات.

تبقى هذه الخيارات مكمّلة وليست بديلة للعلاج الطبي.