رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الإنفلونزا تضرب مبكرًا وتحذيرات من موسم شديد القسوة في بريطانيا

موسم الإنفلونزا
موسم الإنفلونزا

وصلت الإنفلونزا هذا الشتاء في وقت مبكر على غير المعتاد، وسط توقعات خبراء الصحة بموسم يعد من الأشد قسوة، في ظل انتشار سلالة متحورة من الفيروس المسبب للإنفلونزا في أنحاء المملكة المتحدة، يُطلق عليها إعلاميًا اسم «الإنفلونزا الخارقة». 

وفي هذا السياق، أطلقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) نداءً عاجلًا دعت فيه الفئات الأكثر عرضة للخطر، وعلى رأسها الأطفال وكبار السن، إلى الإسراع بتلقي لقاح الإنفلونزا المجاني كإجراء وقائي قبل فوات الأوان.

وبحسب الأطباء، قد يتسبب فيروس الإنفلونزا من نوع H3N2 في موجة مرضية واسعة النطاق قبل أسابيع قليلة من حلول عيد الميلاد. 

وقالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بيان رسمي: «ازدادت حالات الإصابة بالإنفلونزا مجددًا هذا الأسبوع، بما في ذلك ارتفاع معدلات دخول المستشفيات ونسبة الفحوصات الإيجابية. 

ومع تبقي أسبوعين فقط، فإن الوقت المتاح للحماية قبل حلول احتفالات رأس السنة  ينفد بسرعة».

ارتفاع مقلق في حالات دخول المستشفيات

وتشير بيانات الأسبوع الحالي إلى ارتفاع حالات دخول المستشفيات بسبب الإنفلونزا بنسبة 56% مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي، وسط تحذيرات الخبراء من أن ذروة الموسم لم تبدأ بعد. 

ودعا مسؤولو الصحة البريطانيون المواطنين إلى ارتداء الكمامات عند الخروج من المنزل في حال الشعور بأعراض مرضية، للحد من انتشار العدوى.

وبلغ متوسط عدد المرضى الذين يتلقون العلاج من الإنفلونزا داخل المستشفيات نحو 2660 مريضًا يوميًا، وهو أعلى رقم يُسجل في هذا التوقيت من العام. كما تُظهر بيانات وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA) أن أعلى معدلات الإصابة تُسجل بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا، يليهم مباشرة الشباب من الفئة العمرية 15 إلى 24 عامًا.

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور كونال واتسون، استشاري علم الأوبئة في وكالة الأمن الصحي البريطانية، في تصريحات لموقع Surrey LIVE، أن «لقاح الإنفلونزا لا يزال متوفرًا بكميات كافية لحماية من يحتاجون إليه، لكن ما ينفد هو الوقت اللازم لاكتساب الحماية قبل عيد الميلاد.

 وعلى الرغم من أن معدلات دخول المستشفيات الجديدة لا ترتفع بنفس حدة الأسبوع الماضي، فإن حالات الدخول لا تزال في تزايد، وكذلك زيارات الأطباء العامين، وهو ما يعكس آثار موسم مبكر بشكل غير معتاد».

ما هي «الإنفلونزا الخارقة»؟

يُطلق مصطلح «الإنفلونزا الخارقة» على شكل شديد العدوى من الإنفلونزا، يُعتقد أنه نسخة متحورة من فيروس الإنفلونزا A أو من السلالة H3N2، والمعروفة بالسلالة الفرعية K. 

ويشير الأطباء إلى أن انخفاض معدلات التعرض لهذه السلالة خلال السنوات الماضية أدى إلى تراجع المناعة المكتسبة لدى فئات واسعة من المجتمع، ما يزيد من فرص انتشارها وحدتها.

الفرق بين H3N2 ونزلات البرد

ورغم تشابه بعض الأعراض بين الإنفلونزا ونزلات البرد، مثل سيلان الأنف والسعال، فإن نزلات البرد تكون عادة خفيفة ومحدودة، في حين قد تكون الإنفلونزا شديدة الخطورة، وقد تصل في بعض الحالات إلى حد يهدد الحياة، نتيجة مضاعفات خطيرة تصيب الجهاز التنفسي وأعضاء أخرى.

 كما أن نزلات البرد والإنفلونزا تسببها فيروسات مختلفة تمامًا.

أعراض وعلامات إنفلونزا H3N2

تشمل الأعراض الشائعة للإصابة بإنفلونزا H3N2 ما يلي:

ارتفاع في درجة الحرارة مصحوب بقشعريرة

آلام شديدة في الجسم والعضلات

سعال مستمر

صداع

التهاب الحلق

سيلان أو انسداد الأنف واحتقانه

شعور عام بالتعب والإرهاق

إسهال وقيء، خاصة لدى الأطفال


ويحذر الأطباء من مجموعة من العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى تطور الحالة أو خطورتها، وتستلزم طلب الرعاية الطبية العاجلة، وتشمل:

ضيق أو صعوبة في التنفس

ألم في الصدر

تشوش أو اضطراب ذهني

جفاف شديد

تفاقم مفاجئ في الأعراض


ومع تسارع وتيرة انتشار العدوى، يؤكد الخبراء أن الالتزام بالتطعيم والإجراءات الوقائية يظل السبيل الأهم لتقليل حدة الموسم وحماية الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، خاصة مع اقتراب موسم الأعياد وزيادة التجمعات الاجتماعية.

تم نسخ الرابط