باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

كريمات البروبيوتيك: ثورة علمية في عالم العناية بالبشرة أم مجرد موضة تجميلية؟

كريم الوجه
كريم الوجه

في عالم العناية بالبشرة الذي لا يتوقف عن التطور، تظهر كل فترة صيحة جديدة تُبشّر بعصر جديد من الجمال. 

واليوم، تتجه الأنظار نحو كريمات البروبيوتيك، التي تروج على نطاق واسع باعتبارها الحل السحري لبشرة أكثر صحة وتوازنًا. 

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هي فعلًا ثورة علمية في مجال العناية بالبشرة؟ أم مجرد موضة تجميلية أخرى تدعمها حملات تسويقية براقة؟

تقول الدكتورة فيدوشي جين، أخصائية الأمراض الجلدية  إن مفهوم البروبيوتيك في منتجات العناية بالبشرة يقوم على فكرة تعزيز الميكروبيوم الطبيعي للجلد، أي النظام البيئي من البكتيريا والخمائر النافعة التي تحافظ على صحة الجلد وتوازنه بحسب Onlymyhealth. 

وتوضح أن الجلد، مثل الأمعاء تمامًا، يحتاج إلى هذا التوازن الميكروبي ليبقى سليمًا وقادرًا على مقاومة العوامل الخارجية الضارة.

 

ما هي البروبيوتيك في العناية بالبشرة؟

البروبيوتيك، ببساطة، هي كائنات دقيقة حية أو مشتقاتها يتم إدخالها إلى منتجات العناية بالبشرة بهدف دعم الميكروبيوم الطبيعي. 

وتشمل هذه المكونات مستخلصات البروبيوتيك أو المخمّرات أو ما يُعرف بـ"البوستبيوتيك"، وهي نواتج البكتيريا المفيدة التي تساعد على حماية الحاجز الطبيعي للبشرة.


تعمل هذه المواد على إعادة التوازن للبشرة، وتقلل من التهيّجات، وتحافظ على الترطيب، وتُسهم في تهدئة الحساسية وتسريع عملية التعافي بعد التعرض للإجهاد أو التقشير المفرط.

وتوضح الدكتورة جين أن هذه الفوائد تجعل كريمات البروبيوتيك خيارًا جذابًا لمن يعانون من البشرة الحساسة أو الجافة أو المتهيجة، وكذلك للأشخاص الذين يواجهون مشاكل مثل حبّ الشباب أو الاحمرار المزمن. 

فالمبدأ الذي تقوم عليه بسيط: عندما يكون توازن البكتيريا النافعة على الجلد سليمًا، تكون البشرة أكثر قدرة على الدفاع عن نفسها ضد الميكروبات والملوثات.

كيف تعمل البروبيوتيك على تحسين البشرة؟

وفقًا للدكتورة جين، تم تصميم كريمات ومنتجات البروبيوتيك لتحقيق عدد من الأهداف الرئيسية، أهمها:

تقوية حاجز الجلد من خلال الحفاظ على التوازن الميكروبي الطبيعي.

تقليل الالتهاب المرتبط بحب الشباب، الوردية، أو الإكزيما.

تعزيز الترطيب والحد من فقدان الماء عبر الجلد.

تهدئة الحساسية وتحسين مرونة البشرة بعد التهيج أو التقشير.


وتضيف أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن اختلال توازن البكتيريا على الجلد (المعروف علميًا بخلل التوازن الميكروبي) قد يؤدي إلى ظهور حب الشباب، والالتهابات، واضطرابات الجلد الأخرى، وهنا يأتي دور البروبيوتيك في استعادة هذا التوازن.

هل كريمات البروبيوتيك فعّالة فعلاً؟

يرى الأطباء أن العناية بالبشرة التي تحتوي على البروبيوتيك يمكن أن تحقق نتائج فعلية، ولكن بشروط.

 فنجاحها يعتمد على عدة عوامل، مثل نوع المكونات، وتركيزها، وطريقة تخزينها، ومدى احتوائها على بكتيريا حيّة أو مشتقاتها النشطة.

وتوضح الدكتورة جين أن بعض الأبحاث تؤكد قدرة البروبيوتيك الموضعي على الحد من نمو البكتيريا المسببة لحبّ الشباب وتحسين وظيفة الحاجز الجلدي، مما يؤدي إلى بشرة أكثر نعومة وراحة. كما يمكن لهذه الكريمات أن تخفف من الالتهابات الجلدية مثل الإكزيما والوردية، وتساعد على ترميم الجلد بعد تعرضه للإجهاد أو الجفاف.

لكنها تشدد في المقابل على أن ليس كل ما يُسوَّق على أنه “بروبيوتيك” يحتوي فعليًا على بكتيريا حيّة. فبعض المنتجات تكتفي باستخدام مستخلصات أو إنزيمات بدلاً من الثقافات الحية لضمان الاستقرار والسلامة، وهو ما قد يقلل من فعاليتها.

 

تُحذر الدكتورة جين من أن سوق مستحضرات البروبيوتيك يشوبه قدر من الغموض التسويقي، فالمصطلحات مثل “غني بالبروبيوتيك” أو “صديق للميكروبيوم” ليست مُنظمة رسميًا، مما يمنح الشركات حرية استخدامها دون معايير واضحة. وهذا يعني أن بعض المنتجات قد تفتقر إلى العناصر النشطة الفعلية التي تمنحها تلك الفوائد المزعومة.

إضافة إلى ذلك، ما زالت الأبحاث حول فعالية البروبيوتيك الموضعي محدودة، ولا توجد حتى الآن دراسات كافية تُثبت تأثيرها طويل المدى على صحة الجلد، مما يجعل من الضروري التعامل مع هذه المنتجات بعين من الحذر والتوقعات الواقعية.

من هم الأكثر استفادة من كريمات البروبيوتيك؟

يؤكد الأطباء أن الفئات التي يمكن أن تستفيد من هذه الكريمات تشمل:

أصحاب البشرة الحساسة أو التي تتهيّج بسهولة.

من يُعانون من احمرار طفيف أو حبّ شباب خفيف.

الأشخاص الذين لديهم حاجز جلدي جاف أو متضرر.

أولئك الذين يستخدمون مواد فعالة مثل الريتينول أو الأحماض، مما قد يُضعف حاجز البشرة الطبيعي.


لكن البروبيوتيك ليست بديلاً عن العلاج الطبي، خاصة في حالات حبّ الشباب الكيسي أو الأمراض الجلدية المزمنة، فهي يمكن أن تكمل العلاج وتدعم صحة البشرة، لكنها لا تغني عن استشارة الطبيب أو الالتزام بالأدوية الموصوفة.

 

كريمات البروبيوتيك ليست مجرد دعاية تسويقية فارغة، لكنها أيضًا ليست علاجًا سحريًا. 

فهي قد تساعد على ترطيب البشرة، وتهدئة التهيّج، وتحسين توازن الميكروبيوم الجلدي، ولكن فعاليتها تعتمد بشكل كبير على نوع المنتج وجودة تركيبته.

وينصح الخبراء باستخدام هذه الكريمات ضمن روتين عناية متوازن ولطيف، إلى جانب تنظيف مناسب، وترطيب منتظم، وحماية من أشعة الشمس، فالبشرة الصحية لا تأتي من منتج واحد، بل من توازن مستمر بين العناية والعلم والواقعية.

تم نسخ الرابط