رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

دراسة حديثة: الأمراض المزمنة تتراجع عالميًا

الأمراض المزمنة
الأمراض المزمنة

تعد الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري، من أبرز الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم. ورغم التقدم الملحوظ في خفض معدلات الوفيات الناجمة عنها خلال السنوات الماضية، إلا أن وتيرة هذا التحسن بدأت تشهد تباطؤًا ملحوظًا، خصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكشفت دراسة حديثة أجرتها كلية إمبريال كوليدج لندن، ونُشرت نتائجها في مجلة ذا لانسيت الطبية، أن معدلات الوفيات الناتجة عن الأمراض المزمنة انخفضت في أربع من بين كل خمس دول على مستوى العالم خلال العقد الأخير.

وتُعدّ هذه الدراسة الأولى من نوعها التي ترصد اتجاهات الوفيات الوطنية بشكل شامل، وتقارنها بالأداء التاريخي والمستويات الإقليمية الرائدة.

 ويأتي ذلك في ظل الجهود الدولية والوطنية المبذولة خلال العقود الماضية للحد من انتشار الأمراض غير المعدية وتحسين سبل الوقاية والعلاج، ومن أبرزها هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، الذي ينص على خفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بمقدار الثلث بحلول عام 2030.

الأمراض المزمنة، المعروفة أيضًا بـ"الأمراض غير المعدية"، تشمل السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، وأمراض الكلى والكبد، إضافة إلى الأمراض العصبية وغيرها. 

ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، يتوفى شخص واحد دون سن السبعين كل ثانيتين نتيجة الإصابة بأحد هذه الأمراض، فيما حصدت الأمراض غير المعدية وحدها أرواح أكثر من 43 مليون شخص في عام 2021، وهو ما يمثل نحو 75% من إجمالي الوفيات غير المرتبطة بجائحة "كوفيد-19".

وتشير المنظمة إلى أن معظم هذه الوفيات يمكن الوقاية منها عبر إتاحة خدمات صحية شاملة تشمل الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج والرعاية التلطيفية، إلى جانب تبني سياسات وتشريعات وطنية ودولية أكثر فاعلية.

وبحسب الدراسة الجديدة، فقد انخفضت معدلات الوفيات المرتبطة بالأمراض المزمنة في نحو 80% من الدول خلال العقد الماضي  إلا أنه في ما يقرب من ثلثي الدول  بما في ذلك معظم الدول ذات الدخل المرتفع في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا ومنطقة المحيط الهادئ  كان معدل الانخفاض أبطأ مقارنة بالعقد السابق، الأمر الذي يعكس تباطؤًا واضحًا في الإنجازات الصحية.

أما الولايات المتحدة فقد جاءت بين أسوأ الدول أداءً بين الاقتصادات المتقدمة، حيث سجلت أقل معدلات انخفاض في المخاطر المرتبطة بهذه الأمراض خلال الفترة الممتدة من 2010 إلى 2019.

وشدد الباحثون على أن هذه النتائج تمثل إنذارًا جديًا بضرورة زيادة حجم الاستثمارات الموجهة إلى مكافحة الأمراض المزمنة، وضمان وصول استراتيجيات الوقاية والعلاج إلى الفئات الأكثر هشاشة واحتياجًا، مؤكدين أن الفشل في مواصلة التقدم قد يُهدد الجهود العالمية الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المواعيد المحددة.

وتأتي هذه الدراسة في وقت حاسم، قبيل انعقاد الاجتماع الرابع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي من المتوقع أن يتناول ملف الأمراض غير المعدية باعتباره تحديًا صحيًا عالميًا يتطلب استجابة جماعية عاجلة

تم نسخ الرابط