ارتفاعات تاريخية محليًا وعالميًا.. لماذا ترتفع أسعار الفضة؟
دخلت الفضة بقوة إلى دائرة اهتمام المستثمرين والأسواق خلال الأيام الماضية، بعدما سجلت ارتفاعات غير مسبوقة في مصر وعلى المستوى العالمي، في واحدة من أقوى موجات الصعود التي يشهدها المعدن الأبيض منذ سنوات.
ولم يأت هذا الأداء من فراغ، لكنه كان نتاج تداخل عوامل معقدة، على رأسها تراجع المعروض العالمي، واستمرار الضغوط على قطاع التعدين، إلى جانب تنامي الطلب الاستثماري والصناعي، خاصة من قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة، مما أعاد الفضة إلى صدارة مشهد المعادن النفيسة.
نشاط استثنائي في السوق المحلي
وشهدت أسعار الفضة في السوق المصري نشاطًا استثنائيًا خلال الأسبوع الماضي، مع ارتفاعات تجاوزت 22% في فترة زمنية قصيرة، بزيادة قاربت 19 جنيهًا للجرام.
هذا الصعود السريع عكس حالة من الزخم القوي مدفوعة بإقبال الأفراد على الشراء، في ظل ارتفاع أسعار الذهب وتحول شريحة واسعة من المدخرين إلى الفضة كبديل أقل تكلفة.
وسجل جرام الفضة عيار 800 نحو 105 جنيهات، بينما بلغ عيار 925 قرابة 121 جنيهًا، ووصل عيار 999 إلى 131 جنيهًا، في حين استقر سعر جنيه الفضة عند مستوى 968 جنيهًا، وسط تداولات نشطة ونقص واضح في المعروض.

ضغوط على المعروض
وأظهرت التطورات الأخيرة اتساع الفجوة بين السعر المحلي والعالمي للفضة بنحو 10 جنيهات للجرام، وهو ما أدى إلى تراجع الإمدادات واحتكار بعض الموردين للخامات سعيًا لتعظيم هوامش الربح في ظل موجة الصعود، وهذا الوضع دفع الأسعار المحلية للتداول أعلى من مستوياتها العادلة عالميًا، ما زاد من حالة الترقب والحذر داخل السوق.
الذهب يفتح الطريق أمام الفضة
وساهمت القفزات القياسية في أسعار الذهب في تعزيز جاذبية الفضة، بعدما تجاوز سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 6060 جنيهًا، واقترب عيار 24 من 7000 جنيه دون مصنعية.
هذا الارتفاع دفع المستثمرين الأفراد وأصحاب المدخرات الصغيرة إلى إعادة توجيه بوصلتهم نحو الفضة، باعتبارها ملاذًا ادخاريًا أكثر مرونة في ظل تقلبات الأسواق.

الفضة تسجل أرقام تاريخية
وعالميًا، سجلت الفضة مكاسب قوية، حيث قفز سعر الأوقية إلى ما يزيد على 79 دولارًا، محققة أعلى مستوى تاريخي على الإطلاق، بزيادة تجاوزت 17 دولارًا خلال أسبوع واحد، وبذلك تكون الفضة قد حققت صعودًا تخطى 170% منذ بداية 2025، متفوقة على الذهب الذي سجل بدوره أداءً قويًا.
لماذا ترتفع الفضة؟
ويرجع المحللون هذا الأداء الاستثنائي إلى توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال 2026، وضعف الدولار، وتزايد استخدام الفضة في الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، في المقابل لا يزال المعروض يعاني من عجز مستمر، مع تراجع الإنتاج العالمي للعام الخامس على التوالي.
ورغم اقتراب الأسعار من مستويات مرتفعة تاريخيًا، تشير غالبية التقديرات إلى أن الفضة قد تشهد عامًا استثنائيًا جديدًا في 2026، مع احتمالات تجاوز مستويات 100 دولار للأوقية، مدعومة بعجز المعروض، وقوة الطلب الصناعي، وارتفاع المخاطر الاقتصادية عالميًا، ما يعزز مكانتها كأصل تحوطي واستثماري طويل الأجل.





