الذهب يلمع بنهاية 2025.. ارتفاعات محلية وعالمية وترقب مستويات تاريخية خلال 2026
أنهى الذهب عام 2025 على صعود قوي، مؤكدًا مكانته كأحد أبرز الملاذات الآمنة في أوقات التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث انعكست موجة الارتفاع الأخيرة بوضوح على السوق المحلية والعالمية.
وجاءت مدفوعة بمزيج من العوامل، في مقدمتها تراجع الدولار الأمريكي، وتزايد الطلب الاستثماري، وعمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية، بالتزامن مع توقعات واسعة بتيسير السياسة النقدية عالميًا. هذه التطورات فتحت الباب أمام سيناريوهات أكثر تفاؤلًا لمسار الذهب خلال عام 2026.
مكاسب أسبوعية قوية في السوق المحلية
وسجلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، بنسبة قاربت 5%، مدفوعة بالصعود العالمي للمعدن النفيس، وقفز سعر جرام الذهب عيار 21 بنحو 285 جنيهًا خلال أيام قليلة، لينتقل من مستويات قرب 5790 جنيهًا إلى نحو 6075 جنيهًا بنهاية الأسبوع، في انعكاس مباشر لتحركات الأوقية عالميًا.
وبحسب بيانات السوق، بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6943 جنيهًا، فيما سجل عيار 18 حوالي 5207 جنيهات، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى قرابة 48.6 ألف جنيه، وسط نشاط ملحوظ في الطلب مع تراجع السيولة في نهاية العام.

الأوقية العالمية تلامس قمم تاريخية
على الصعيد العالمي، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 4.5% خلال الأسبوع، بعدما صعدت الأوقية بما يقرب من 194 دولارًا، لتغلق عند مستويات تجاوزت 4530 دولارًا، عقب تسجيل قمة تاريخية قرب 4555 دولارًا.
هذا الأداء القوي جاء مدعومًا بضعف الدولار، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتراجع أحجام التداول في عطلات نهاية العام، ما ضاعف من حدة التقلبات السعرية.
أفضل أداء سنوي منذ أكثر من 4 عقود
ومع نهاية 2025، حقق الذهب قفزة سنوية استثنائية، حيث ارتفعت أسعاره محليًا بأكثر من 60% منذ بداية العام، بينما صعدت الأوقية عالميًا بنحو 73%، مسجلة أفضل أداء سنوي منذ عام 1979. ويعزو محللون هذا الصعود اللافت إلى تسارع مشتريات البنوك المركزية، واتجاه الدول لتقليص الاعتماد على الدولار، إلى جانب الضغوط التضخمية العالمية.

البنوك المركزية تقود موجة الصعود
ولعبت البنوك المركزية دور محوري في دعم أسعار الذهب، مع عمليات شراء تقدر بمئات الأطنان سنويًا، في إطار تنويع الاحتياطيات، كما ساهمت عودة التدفقات إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب في تعزيز الاتجاه الصاعد، مع إقبال المستثمرين على التحوط من تقلبات أسواق الأسهم والسندات.
توقعات 2026
وتتزايد التوقعات بأن يمتد الزخم الصعودي إلى عام 2026، مع ترجيحات بإمكانية تجاوز الذهب مستويات 4900 دولار للأوقية، في حال استمر ضعف الدولار وتوسع الطلب الاستثماري ليشمل الأفراد إلى جانب المؤسسات.
ورغم احتمالات حدوث تصحيح سعري مؤقت خلال الربع الأول من العام المقبل، فإن الصورة العامة تظل داعمة للذهب، في ظل بيئة نقدية تميل إلى خفض الفائدة، ومخاطر مالية وجيوسياسية متصاعدة، تعزز جاذبية المعدن الأصفر كأداة تحوط طويلة الأجل.






