أسباب ارتفاع أسعار الذهب.. الشعبة تكشف التفاصيل وهذه توقعات الأيام المقبلة
أعلنت شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات عن تسجيل أسعار الذهب مستويات سعرية غير مسبوقة، حيث شهدت الأسواق المحلية انفجارا سعريا وضع المعدن الأصفر في صدارة المشهد الاقتصادي بعد أن نجح في تحقيق مكاسب بلغت 4.5% خلال أسبوع واحد فقط.
لماذا ترتفع أسعار الذهب؟
الارتفاع الكبير الذي حدث في أسعار الذهب جاء مدفوعا بزخم عالمي هائل وتغيرات جوهرية في خارطة القوى الاقتصادية الدولية التي أعادت تشكيل مفهوم الملاذ الآمن في ظل الاضطرابات المتصاعدة.
رحلة صعود أسعار الذهب إلى القمة
بدأت التداولات الأسبوعية بهدوء حذر عند مستوى 5775 جنيهاً لجرام الذهب من عيار 21، لكن سرعان ما تحولت هذه السكينة إلى عاصفة من الارتفاعات المتتالية التي لم تتوقف إلا عند مستوى 6040 جنيهاً، ليسجل الغرام زيادة صافية قدرها 265 جنيهاً.
وهذا الارتفاع الكبير في أسعار الذهب يعكس حالة من الإقبال الكثيف على الشراء تزامنا مع استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك؛ الأمر الذي جعل التسعير المحلي مرآة صادقة ومباشرة لما يحدث في أروقة البورصات العالمية التي شهدت بدورها اختراقاً تاريخياً للأونصة فوق مستوى 4500 دولار، محطمة بذلك كافة التوقعات السابقة.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب
لم يكن هذا الصعود وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تراكمات معقدة من الأزمات السياسية، حيث أكد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب، أن اشتعال الخلافات بين الولايات المتحدة وفنزويلا والتهديدات المستمرة لإمدادات النفط قد ألقت بظلالها القاتمة على شهية المخاطرة لدى المستثمرين، مما دفعهم للهروب الجماعي نحو الذهب للتحوط من مخاطر عدم الاستقرار الإقليمي.
كما ساهم تراجع الدولار الأمريكي عالمياً في منح الذهب "قبلة الحياة" ليواصل رحلة الصعود للأسبوع الثالث على التوالي، محققاً مستويات نفسية وفنية لم تكن مطروقة من قبل، ليثبت المعدن النفيس أنه الحصن المنيع في مواجهة تقلبات السياسة الدولية.
هل يواصل الذهب الصعود المستمر؟
مع استقرار السعر فوق حاجز 6000 جنيه للجرام، يترقب المحللون والمدخرون في مصر اختبار مستوى المقاومة القادم عند 6050 جنيهاً، وسط توقعات بأن يستمر الزخم الشرائي طالما ظلت الأجواء الجيوسياسية مشحونة والطلب العالمي في تصاعد.
ورغم وصول المؤشرات الفنية إلى مناطق "التشبع الشرائي" التي قد توحي بتصحيح سعري مؤقت، إلا أن قوة الدفع الحالية تشير إلى أن الذهب قد لا يكتفي بهذه الأرقام، بل يتطلع إلى آفاق أبعد تجعل من الذهب ليس فقط وعاءً للادخار، بل الأداة المالية الأكثر تأثيراً في رسم ملامح الثروات في المرحلة القادمة.

