رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

زلزال أسعار الذهب.. كيف أعاد خفض الفائدة وهشاشة السيولة رسم خارطة 2026؟

ارتفاع أسعار الذهب
ارتفاع أسعار الذهب

​في لحظة تاريخية فارقة تقفز بالمعادن النفيسة، يشهد العالم انطلاق شرارة ثورة سعرية كبرى يقودها أسعار الذهب والفضة، حيث تلاحمت قوى خفض أسعار الفائدة مع ضعف السيولة الملازم لنهايات العام لتدفع بالأسواق نحو قمم لم تطأها أقدام المستثمرين من قبل. 

أسعار الذهب ليست للتحوط 

ولم يعد الذهب مجرد أداة للتحوط من المخاطر الجيوسياسية المشتعلة فحسب، بل تحول إلى "البطل الأوحد" في مشهد استثماري يرفض الركود، محققاً قفزات استثنائية تجاوزت الـ 70% منذ مطلع عام 2025، ليعيد للأذهان الأمجاد السعرية التي لم يشهدها العالم منذ عام 1979، مدعوماً بتوجه عالمي محموم نحو تقليل الاعتماد على الدولار وبحث البنوك المركزية عن ملاذات آمنة تحمي احتياطياتها من تقلبات السياسات النقدية والاضطرابات العالمية.

ارتفاع قياسي في أسعار الذهب 

​وعلى وقع الصدى العالمي، اهتزت السوق المصرية بقوة إثر هذه التحولات الدراماتيكية، لاسيما بعد القرار الاستراتيجي للبنك المركزي المصري بخفض الفائدة للمرة الخامسة على التوالي ليصل إجمالي التخفيضات إلى 725 نقطة أساس، وهو ما أدى إلى انفجار في مستويات الطلب المحلي. 

ارتفاع قياسي في أسعار الذهب خاصة عيار 21 

وهذا الأمر دفع أسعار الذهب خاصة جرام الذهب عيار 21 لاختراق حاجز الـ 6000 جنيه، في انعكاس مباشر لحساسية المعدن الأصفر تجاه دورة التيسير النقدي التي أفقدت الأوعية الادخارية التقليدية جزءاً من جاذبيتها، مما جعل الذهب الخيار الأول للمصريين الساعين لتأمين مدخراتهم في ظل مشهد اقتصادي يتحسن تدريجياً مع استقرار سعر الصرف وتدفقات النقد الأجنبي، رغم تداول الذهب محلياً بمستويات تحفيزية تشجع على جني الأرباح وضمان استمرارية دوران رأس المال في شرايين الاقتصاد الوطني.

قفزات متتالية في أسعار الفضة 

​ولا تتوقف هذه الملحمة السعرية عند حدود "المعدن الأصفر"، بل امتدت لتشمل الفضة التي كسرت حاجز الصمت باختراق مستويات الـ 75 دولاراً للأوقية لأول مرة في تاريخها، مؤكدة أن عام 2026 سيكون عام "المعادن الاستراتيجية" بامتياز، حيث تشير التوقعات المتدفقة من كبار الخبراء ومنصات التحليل مثل «آي صاغة» إلى أننا ما زلنا في بداية الموجة الصاعدة، مع احتمالية وصول أوقية الذهب إلى مستوى 5000 دولار والفضة إلى 100 دولار، مدفوعة ببيانات اقتصادية أمريكية متباينة تضعف من هيبة الدولار، وتوقعات باستمرار الفيدرالي الأمريكي في مسار خفض الفائدة، مما يمنح الأصول التي لا تدر عائداً زخماً إضافياً يجعلها تتصدر المشهد المالي العالمي كأقوى وسيلة لبناء الثروات في زمن "الفائدة المنخفضة".

زخم مضاربي في أسعار الذهب 

​وهذا المزيج المتفجر من الزخم المضاربي، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، والتحول الجذري في السياسات النقدية للبنوك المركزية، قد خلق بيئة مثالية لنمو الأصول النفيسة، مما يفرض على المستثمرين، سواء في القاهرة أو في العواصم العالمية، إعادة قراءة المشهد بعناية فائقة. 

ويعد الذهب اليوم لا يلمع فقط لجماله، بل لأنه يمثل "الحقيقة المادية الوحيدة" في سوق تضطرب فيها العملات الورقية، ويظل هو الميزان الذي يقيس مدى قدرة الاقتصاد العالمي على الصمود، ليبقى الاتجاه الصاعد هو القدر المحتوم لهذه المعادن خلال النصف الأول من عام 2026، فاتحاً الأبواب على مصراعيها أمام مرحلة جديدة من الرخاء الذهبي الذي سيعيد صياغة مفاهيم الادخار والاستثمار لسنوات طويلة قادمة.

تم نسخ الرابط